باعتبارها المدينة الأكثر زيارة في إسبانيا، تشتهر مدينة برشلونة السياحية بأن عدد زوار المدينة يفوق بكثير عدد الأشخاص الذين يعيشون فيها.
وإلى جانب هندستها المعمارية المذهلة تمتاز بموقعها المتوسطي السياحي ومعالمها القديمة وتاريخا الممتد عبر العصور، فيما يلي نستعرض بعض الحقائق التي ربما لم تعرفها من قبل عن مدينة برشلونة.
1- مدينة برشلونة يعود تاريخها لما قبل روما
يكتنف الأصول الدقيقة وبداية تأسيس وإنشاء مدينة برشلونة القليل من الأساطير والتكهنات. ومع ذلك، فقد تم اكتشاف العديد من المواقع والآثار في جميع أنحاء المدينة التي يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 5000 قبل الميلاد.
ويشير هذا بشكل كبير، وفقاً لموقع "Vicky Travels" للسفر والسياحة، إلى أن المستوطنين من جميع أنحاء دول البحر الأبيض المتوسط كانت تمتد جذورهم إلى برشلونة قبل أن تبدأ مدينة روما في الظهور بقرابة 400 عام.
وتقول الأساطير إن مدينة برشلونة أسسها بطل العصور القديمة هرقل، المعروف أيضاً باسم "هرقليز"، لكن يعتقد الكثيرون أن المؤسس الأكثر احتمالاً للمدينة الإسبانية هو الجنرال التاريخي والقائد العسكري القرطاجي حملقار بارقا.
وبحسب الموسوعة البريطانية "بريتانيكا"، فإن بارقا هو الجنرال الذي تولى لاحقاً في حياته قيادة القوات القرطاجية في صقلية خلال السنوات الأخيرة من الحرب البونيقية الأولى مع روما (264-241 قبل الميلاد). والتي اندلعت بسبب طموحات مدينة روما اليافعة الضعيفة الاستعمارية التي بدأت تتداخل مع مطالب قرطاج بحق ملكية الجزيرة وموانئ البحر الأبيض المتوسط المهمة.
2- تم تصميم برج إيفل لمدينة برشلونة في البداية
نصب برج إيفل الشهير في الأصل في مدينة برشلونة الإسبانية، لكن المدينة رفضت عرض المشروع خوفاً من أنه "أقبح من اللازم" وغير عملي، باعتبار حجمه الضخم وميزانيته الهائلة التي رأت أنه لا يستحقها.
ووفقاً لهذه الرواية، فقد قام المهندس جوستاف إيفل وشركته بنقل تصميمات البرج إلى العاصمة الكاتالونية برشلونة أولاً، وذلك قبل المعرض العالمي الباريسي لعام 1889، الذي شهد افتتاح البرج لأول مرة في العاصمة الفرنسية.
حيث استضافت برشلونة نسختها الخاصة من المعرض العالمي في العام السابق، في عام 1888، والذي أطلق عليه اسم المعرض العالمي برشلونة.
وهناك رفضت السلطات المحلية في برشلونة الاقتراح، خوفاً من أنه سيكون "إضافة قبيحة ومشوشة للمناظر الطبيعية بشكل قد لا يحظى بشعبية لدى السكان المحليين"، بحسب موقع (Culture Trip) للثقافة والتاريخ.
وبالرغم من أنه لا توجد وثائق رسمية لدعم النظرية، على الرغم من استمرار شعبيتها، فمن المؤكد أن هذا الرفض كان خطأً مكلفاً لمدينة برشلونة. إذ تُقدر قيمة برج إيفل اليوم بحوالي 400 مليار دولار، وهو أحد المعالم الأكثر زيارة في العالم مدفوعة الأجر زاره عام 2015 وحده ما يقرب من 7 ملايين شخص.
3- أهم معالمها السياحية استغرق أطول من الأهرامات لإتمامه
في معلومة قد تصدم الكثير من الناس، فقد استغرقت كنيسة "ساغرادا فاميليا" (Sagrada Familia) الشهيرة وقتاً أطول من الأهرامات المصرية لتكتمل.
عند الحديث عن الهندسة المعمارية، فإن برشلونة من المدن الأوروبية المعروفة بإرثها ومعالمها التاريخية الفريدة. فقد بدأ بناء "ماغنوم أوبوس ساغرادا فاميليا" للمهندس الكاتالوني أنطوني غاودي في عام 1882. وحتى يومنا هذا، لا تزال الكاتدرائية غير مكتملة بنسبة 100%.
حيث يُعتقد، وفق آخر تقديرات، أن التاريخ الأقرب لإتمامها كلياً سيكون بحلول 2026 المقبل، في التاريخ المقصود للاحتفال بمرور 100 عام على وفاة المهندس المعماري الأصلي للعمل المعماري الضخم؛ أي بعد أكثر من 144 عاماً كاملة من تاريخ البدء في تشييدها، بحسب موقع Art Net للفن والثقافة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يُقدر فيه علماء المصريات أن أهرامات الجيزة الكبرى قد شُيدت بأدوات قديمة في فترة تتراوح بين 15 إلى 30 عاماً فقط.
4- أشهر شوارعها السياحية كان نهراً لمياه المجاري!
يُعد شارع "لا رامبلا" (La Rambla) أحد أشهر معالم مدينة برشلونة السياحية. فالشارع الذي تصطف على جانبيه الأشجار هو إحدى الوجهات الأكثر شعبية في العاصمة الكاتالونية، إذ يسير فيه حوالي 150 ألف شخص كل يوم تقريباً بحسب موقع (Urbs Travel) السياحي.
تعود أصول الشارع الشهير إلى العصور الوسطى، حيث كان في الأصل نهراً لمياه المجاري والصرف التي تتبع حدود المدينة القديمة.
وحتى القرن الخامس عشر، كان شارع "لا رامبلا" عبارة عن أخدود كبير يفصل بين المدينة القديمة المسورة عن ضاحية رافال. وكان الخندق بمثابة نهر للمجاري ومياه الأمطار الغزيرة المتدفقة من جبال كولسيرولا.
ومن حين لآخر، قد يرتفع التيار مع تكاثف السيول، مما يتسبب في فيضانات من مياه الصرف الصحي الخام على سكان المنطقة.
وقد أطلق عليه السكان المحليون لقب "كاجاليل" (أو مجرى الفضلات)، ولكن مع زيادة عدد سكان برشلونة، أصبح الوضع غير الصحي للشارع المركزي في قلب المدينة غير مقبول. فقد أصبح "لا رامبلا" مرتعاً وحفرة للأمراض والقذارة ومكاناً لتكاثر البعوض المصاب بالملاريا.
وبحلول أوائل القرن الثامن عشر، تحول التيار ببطء إلى خمسة أقسام ومجارٍ رفيعة بدأت تجف تدريجياً.
جدير بالذكر هنا أن مصطلح "رامبلا"، المشتق من الكلمة العربية "رمل" كان إشارة للمسار المتبقي، حيث كانت المياه تتدفق مرة واحدة ثم تجف فتترك مجرى جافاً في الرمال.
ثم على مدى القرون القليلة التالية، أصبح "لا رامبلا" شارعاً أساسياً لحياة المدينة. ومن بين شوارع برشلونة الضيقة والمتعرجة في الغالب، يبرز هذا الطريق الواسع فجأة، حيث يمكن للناس التنزه والتسوق. وقد ظهرت المباني والأديرة والآثار على طول الشارع بمرور العقود.
5- برشلونة موطن لـ9 مواقع بقائمة اليونسكو للتراث العالمي
تندرج في برشلونة وحدها 9 مواقع أثرية ضمن قوائم التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، من بين هذه المواقع المهمة، سبعة من صنع الفنان العالمي غاودي وحده؛ وعلى رأسها بالطبع كنيسة ساغرادا فاميليا العملاقة، وحديقة وقصر غويل، وغيرها.
أما الموقعان المتبقيان، فهما قصر الموسيقى الكاتالوني "بالاو دي لا ميوزيكا كاتالانا"، ومستشفى دي سانت باو التاريخي.