في مُعظم أنحاء العالم، يتم الاحتفال بالمهرجانات على مدار العام من أجل المناسبات الوطنية أو الثقافية، أو حتى المناسبات السعيدة، ولكن بعض الدول لديها مهرجانات الموت التي يتم من خلالها تكريم الراحلين عن عالمنا بطرق مختلفة.
مهرجانات الموت حول العالم
يمكن أن تكون مهرجانات الموت هذه، مرحة وروحية أحياناً كما في خميس الموتى في بلاد الشام، وأحياناً أخرى شريرة، مثل مهرجان فاماديهانا في مدغشقر.
فيما يلي، بعض أشهر مهرجانات الموت الشهيرة في العالم.
1- مهرجان الأشباح الجياع في الصين
يُطلق على هذا الحدث الصيني أيضاً اسم Zhongyuan، ويقام في اليوم الخامس عشر، من الشهر القمري السابع، ويقال إن الأرواح التي لا تهدأ خلال هذا الشهر تخرج من العالم السفلي وتتجول في الشوارع.
ويُقال أيضاً وفقاً لما ذكره موقع National Geographic، إنّ في هذا اليوم، تفتح عوالم الجنة والجحيم وعالم الأحياء، ولذلك يقوم الأحياء بطقوسهم لتغيير معاناة المتوفين، وتشمل الأنشطة خلال الشهر إعداد عروض طقسية للطعام، وحرق البخور، وحرق ورق الجوس، وتقديم الملابس والذهب والسلع الفاخرة الأخرى لأرواح الأجداد.
إضافة إلى شراء وإطلاق قوارب ورقية مصغرة وفوانيس على الماء، مما يدل على إعطاء توجيهات للأشباح الضائعة وأرواح الأجداد.
2- مهرجان أوبون في اليابان
هو احتفال بوذي ياباني للموتى ويُقام أيضاً في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري السابع، والذي يصادف عادةً في أواخر الصيف.
وهو مهرجان مخصص للفترة التي يُعتقد أن أرواح الأجداد تعود فيها إلى أرض الأحياء، بحيث تضاء الفوانيس للمساعدة في توجيه الأرواح إلى المنزل، وكذلك الطعام الذي يتم تقديمه في المذابح المنزلية، ومثل العديد من أحداث الذكرى الأخرى، تتم زيارة قبور الموتى أيضاً خلال أوبون.
3- مهرجان تشوسوك في الكوريتين الجنوبية والشمالية
يتم الاحتفال بمهرجان "Chuseok" في كل من كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، إذ كان يحتفل به في الدولتين عندما كانتا دولة واحدة قبل الانقسام.
ويتم الاحتفال بهذا المهرجان في اليوم الرابع عشر من الشهر القمري الثامن، ويعني اسمه "أمسية الخريف".
ويشمل المهرجان طقوساً محلية تدعى (بولشو، وسونغ ميو)، والتي تنطوي على رعاية وتنظيف القبور، قبل تقديم الطعام للميت، الذي ويجب أن تحتوي الوجبة المقدمة إليه على اللحوم والأرز والشراب، إذ يعتقد أنّ الأموات لايزالون حاضرين حتى 4 أجيال.
4- مهرجان فاماديهانا في مدغشقر
في طقوس مقدسة وغريبة من نوعها تجتمع عائلات قبيلة إفريقية تدعى "ميرينا"، التي تقطن مرتفعات مدغشقر في كل بضع سنوات من أجل الاحتفال بمهرجان "فاماديهانا"، وهو احتفال عائلي يجلس فيه الأحياء والأموات معاً، ليس ذلك فحسب، بل قد يصل الأمر إلى الرقص أحياناً.
تقوم هذه القبيلة عادة بإحياء هذه الطقوس كل 5 إلى 7 سنوات، والتي يعني اسمها باللغة المحلية "قلب أجساد الأجداد"، أي بمعنى تقليب عظامهم.
ويجري خلال هذه الطقوس إخراج جثث عدد من الأقارب المتوفين من قبورهم، ومن ثم إزالة الكفن القديم لعناية ولف الجثة بكفن جديد مصنوع بشكل كامل من الحرير.
ووفق موقع The Culture Trip، فإن الظاهرة دخلت إلى مدغشقر في القرن الـ17، لكنها لم تكن تجري بشكل كبير حتى استعادت شعبيتها في عشرينيات القرن الماضي، عندما استعادت القبيلة رفات العديد من مقاتليها الذين قتلوا في أماكن بعيدة.
في اليوم الذي يسبق إقامة طقوس إخراج الموتى يجتمع الأقارب الذين يقطنون في قرى أخرى، يسهر الرجال والنساء الذين سيقومون باستخراج جثث أسلافهم طيلة الليل وهم يتناقشون فيما سيفعلونه في اليوم التالي، مع إحياء بعض العادات المحلية مثل الرقص والغناء.
ومع ظهور الفجر يبدأ الرجال بذبح الأبقار والخنازير لتحضير وليمة المهرجان التي تسمى فاماهانانا، ولها اسم آخر أيضاً هو فاريبيميناكا، وهي عبارة عن لحوم الذبائح مقدمة مع الأرز.
قبل حلول الظلام بمدة تبدأ الأسر بإعادة الجثث بعناية إلى القبور، إذ يخشون من الطاقة السلبية وقوى الشر التي يجلبها الليل، لذلك يقومون بتقليب العظام ورشها بالعطور وإغلاق القبور، على أمل اللقاء بهم مجدداً بعد 5 أو 7 سنوات أخرى.
5- مهرجان بيترو باكشا في الهند
أما في الهند، فيحتفل الهندوس في مهرجان ""بيترو باكشا" على مدار 16 يوماً لإحياء موتاهم حتى ثالث جيل، لأنهم يعتبرون هذه الأيام نذير شؤم.
ويقام هذا المهرجان في الشهر القمري الهندي "أسفينا" ويتكون من عدة طقوس، أبرزها تقديم الطعام للميتين، مثل الأرز والحليب الحلو والعصيدة الحلوة، كما يقومون بإعداد الأرز والعدس والفاصوليا والقرع المطبوخ في أوانٍ فضية أو نحاسية ويقدم على أوراق الموز.
6- مهرجان فييستا دي سانتا مارتا دي ريبارتم في إسبانيا
يُعرف مهرجان Fiesta de Santa Marta de Ribarteme، المعروف أيضاً باسم "مهرجان تجارب الموت القريب"، في بلدة Las Nieves الصغيرة بإسبانيا.
عكس كثير من المهرجانات الأوروبية الكئيبة، يقام هذا الحدث في الواقع بذروة الصيف؛ 29 يوليو/تموز من كل عام.
ومثل العديد من المهرجانات الإسبانية، يهيمن على الاحتفال بـFiesta de Santa Marta de Ribarteme موكب يقوده تمثال لسانتا مارتا أو مارثا أخت لازاروس.
تقدم الحشود الشكر لسانتا مارتا على هروبه من مواجهة قريبة مع الموت في العام السابق، من خلال ارتداء الملابس الجنائزية وحمل التابوت، كما أن هناك كثيراً من الرقص والموسيقى الغجرية، وفقاً لما ذكره موقع Listverse.
7- مهرجان بشوم بن في كمبوديا
يعتبر مهرجان Pchum Ben في كمبوديا واحداً من أطول المهرجانات، ويستمر 15 يوماً.
بغض النظر عن مدى انشغالك، يجب على المصلين زيارة معبدهم المحلي مع بعض الطعام.
عادةً ما يكون اليوم الأخير في 28 سبتمبر/أيلول، وفي هذا الوقت، يجتمع الجميع معاً ليتذكروا ويشعروا بالأسف لمن فقدوه.
8- مهرجان رادونيتسا في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا
يُحتفل بمهرجان رادونيتسا يوم الثلاثاء الثاني بعد عيد الفصح الأرثوذكسي، وهو مهرجان شعبي لإحياء ذكرى الموت والاحتفال به في جميع أنحاء روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا. يقال إنه يوم للابتهاج والاحتفال بالأرواح التي مرت بدلاً من أن تكون حزيناً حيال ذلك.
يزور الأقارب قبور الموتى ويتغذون معهم أو يتركون بيض عيد الفصح والحلويات كقرابين. في بعض الأحيان يضيئون شمعة بدلاً من ذلك أو يتناولون وجبة تقليدية كاملة. إنها تختلف من مدينة إلى أخرى، لكنها ليست مناسبة حزينة أبداً.
9- خميس الموتى في بلاد الشام
خميس الموتى أو خميس الأسرار أو خميس البيض، هو عيد مشترك بين المسيحيين والمسلمين في بلاد الشام على العموم، ومدينة حمص السورية على وجه الخصوص.
ويتم الاحتفال بعيد الموتى في يوم الخميس الذي يسبق احتفال المسيحيين الشرقيين بعيد الفصح، في أبريل/نيسان، وهو يوم يتم فيه تكريم أرواح الموتى، تأكيداً للثقافة المشتركة بين المسيحيين العرب والمسلمين.
وذلك من خلال تكريم الراحلين بزيارات لقبورهم عند الفجر، وتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين، أما الحماصنة "أهل حمص" فإنهم يشترون الحلويات أو ما يسمونها بلهجتهم "الحلاوة" والتي تأتي بأشكال وألوان مختلفة، لل سيما الزهري والأبيض، ويوزعونها على الناس.
ويُعتقد أن هذا العيد أنشأه القائد صلاح الدين الأيوبي في القرن الـ12 كوسيلة لبناء الجسور بين المسيحيين والمسلمين في بلاد الشام.