أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، اكتشاف مقبرة أثرية تضم رسومات تمثل رحلة المتوفى إلى العالم الآخر تعود إلى العصر البطلمي، في محافظة سوهاج، جنوبي القاهرة.
وجاء الاكتشاف، خلال برنامج تدريبي نظمته الوزارة تحت عنوان "مدرسة التدريب على أعمال الحفائر بالديابات بمحافظة سوهاج، وفقاً لوسائل إعلام مصرية.
رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد عبد البديع، قال إن هذه المقبرة لأحد الموظفين الذين كان لديهم صلة بالجيش والعسكرية في تلك الفترة.
عبد البديع أضاف، في مداخلة هاتفية مع برنامج "8 الصبح" المُذاع على فضائية "دي إم سي"، أن أهم ما يميز هذه المقبرة هو وجود تاج للشمال وتاج للجنوب على كتفي باب المقبرة، مشيراً إلى أن هذا الموظف كان مهتماً بتوصيل فكرة أن مصر موحّدة وتحت راية واحدة.
وتابع عبد البديع: "احنا طبيعي إننا نلاقي مقابر في كل شبر من أرض مصر الطيبة.. لذا أثناء التدريب على أعمال الحفائر، وجد الزملاء جزءاً من هذه المقبرة، فقاموا بمتابعة هذا الحجر حتى وجدوا باب مقبرة".
وأكمل "عبد البديع": "لما وجدنا المقبرة كانت مفاجأة كبيرة لينا جداً.. لأن احنا كنا بنتدرب عادي، ومكنتش الفكرة ان احنا نكتشف مقابر.. فهي كانت بالصدفة ومكنش مترتب ليها.. وده دليل أن مصر بها العديد من الآثار والمقابر".
تكوين المقبرة
كما أوضح رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا أن المقبرة المكتشفة منحوتة في التل الأثري، ويتم الوصول إليها عن طريق سلم هابط يتقدمه فناء ربما كان مشيداً من الطوب اللبن، وذلك لوجود بقايا جدار طوب لبن أعلى السلم على يمين الداخل إلى المقبرة.
وزاد عبد البديع:" المقبرة تتكون من غرفتين، الأولى تبلغ مساحتها 2.70 في 2.65م بارتفاع 1.70م، وقد تم فقد جزء من سقفها، وعلى جدرانها توجد طبقة ملاط من الطين خالية من الرسومات والنقوش والكتابات، وقد تم الكشف داخلها عن تابوتين من الحجر الجيري، وجزء من غطاء تابوت جميعها خالية من النقوش والكتابات، والجدار الشرقي للغرفة الأولى يتوسطه مدخل تعلوه كورنيشة تؤدي إلى الغرفة الثانية.
ويحتوي الجزء الجنوبي للغرفة الثانية من مدخلها من الداخل على تاج الجنوب والجزء الشمالي من الداخل يوجد تاج الشمال، وسقفها عليه رسومات تمثل رحلة المتوفى إلى العالم الآخر، يغطي أغلبها طبقة من السناج، ربما يرجع ذلك إلى استخدام المقبرة كسكن في فترة العصر القبطي، وفقاً لعبد البديع.
ولفت عبد البديع إلى أنه من المقرر أن يتم خلال الفترة القادمة أعمال تنظيف وترميم للسقف؛ لدراسة تلك المناظر والكتابات لمعرفة صاحب هذه المقبرة، والذي ربما كان من كبار الموظفين في العصر البطلمي، وهو ما يشير إليه موقع المقبرة المهم، وكذلك وجود تاج الجنوب وتاج الشمال وبقايا المناظر والكتابات الهيروغليفية الموجودة بالمقبرة، وبقايا الفخار والحيوانات المحنطة.