يُحارب الجنود في الغالب دفاعاً عن أوطانهم، وعندما يديرون ظهورهم ويقاتلون في صفوف العدو، يوصفون بالخونة والعملاء، لكنّ الجندي الكوري يانغ كيونغجونغ أجبرته ظروف الحرب العالمية الثانية على أن يدافع على مصلحة جميع أطراف الحرب، فقد حارب الشاب الكوري تحت لواء ثلاثة جيوش متصارعة.
فقد جُنِّد يانغ مع الجيش الياباني لمحاربة خصمه السوفييتي، ثمّ قام السوفييت بتجنيده لمحاربة أعدائهم الألمان النازيين، كما جنده الألمان لمحاربة جيوش الحلفاء، قبل أن تبقيه قوات الحلفاء أسيراً حتى نهاية الحرب.
الجندي الكوري الذي قاتل السوفييت ضمن الجيش الياباني
عندما وُلد الجندي الكوري يانغ كيونغجونغ في منطقة سينويجو شمال غرب كوريا سنة 1920، كانت بلاده كوريا عبارة عن مستعمرة، خاضعة للحكم الياباني طيلة الفترة ما بين 1910 وحتى 1945م.
ومع بلوغه سن 18 عاماً، أجبر يانغ على التجنيد في صفوف الجيش الياباني الذي كان بحاجة إلى الجنود. نتيجة لذلك، تم إرساله إلى الجيش الياباني المتمركز في منشوريا شمال شرق الصين لمجابهة جيوش السوفييت.
في مايو/أيّار 1939، اشتبكت القوات اليابانية والسوفييتية في معركة "خالخين غول" الواقعة على الحدود بين منغوليا ومنشوريا.
تعرّضت اليابان إلى هزيمةٍ ساحقة في تلك المعركة، فقتل 75% من القوات اليابانية المتواجدة في الخطوط الأمامية للمعركة، وأسر الآلاف من الجنود اليابانيين، وكان يانغ أحد هؤلاء الأسرى الذين تم إرسالهم إلى معسكرات العمل بالاتحاد السوفييتي.
السوفييت استعانوا بالجندي الكوري ضد الألمان
بعد رحلته القصيرة مع الجيش الياباني، بدأ الجندي الكوري يانغ تجربة قتالية جديدة مع الجيش الأحمر السوفياتي، وذلك بعد أن استعان السوفييت بالأسرى والسجناء، لسدّ النقص في الجنود أثناء معركتهم ضد ألمانيا النازية سنة 1942.
وحسب موقع rarehistoricalphotos المختصّ في التاريخ، استمرَّت خدمة يانغ مع السوفييت حوالي عام، وخلال هذه الفترة شارك في العديد من الاشتباكات على طول الجبهة الشرقية، وأبرزها معركة "خاركوف الثالثة" ضد القوات الألمانية، وهي المعركة التي تلقت فيها القوات السوفياتية هزيمة كبيرة.
في هذه المعركة وجد يانغ نفسه مرة أخرى أسيراً، ومن حسن حظه أنه لم يقتل، بحيث قتلت القوات الألمانية 200 جريحاً من القوات السوفييتية عند دخولها إلى خاركوف.
جندّه الألمان أيضاً في حربهم على الحلفاء
مع سقوطه في يد الألمان النازيين، كادت قصة الجندي الكوري مع القتال في صفوف الجيوش المتصارعة في الحرب أن تنتهي؛ إذ لم يكن في عادة الألمان السماح للسجناء الذين لم ينفذ فيهم حكم الإعدام، بالتطوع للخدمة مع الجيش الألماني.
تم تجنيد يانغ للقتال في وحدات "أوستباتيلون" الألمانية، وهي عبارة عن كتائب صغيرة مؤلفة من متطوعين من مناطق عديدة في أوروبا كانت ألمانيا تسيطر عليها.
بعد تجنيده للقتال في صفوف الجيش الألماني، تم إرسال يانغ للمساعدة في الدفاع عن شبه جزيرة Cotentin في منطقة نورماندي السفلى بفرنسا.
ومن سوء حظ الجندي الكوري، أنه سقط في الأسر للمرة الثالثة، بعد أن أمسك به جنود من فوج المشاة 506 التابع للولايات المتحدة بعد إنزال النورماندي الشهير، ويتم إرساله إلى معسكر اعتقال آخر، هذه المرة كان في بريطانيا، حيث بقي داخله حتى نهاية الحرب.
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، اختار يانغ الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث انتهى به المطاف إلى الاستقرار في مقاطعة كوك إلينوي حتى وفاته عام 1992.
في سنة 2011، أصدر المخرج الكوري الجنوبي كانغ جي كيو فيلم "MY WAY"، وهو فيلم مستوحى من قصة الجندي الكوري يانغ كيونغجونغ.