في يوم 10 أغسطس/آب 2022 شهدت محافظة بينكل التركية واقعة غريبة، حين قامت طفلة تبلغ من العمر عامين بقتل أفعى سامة بأسنانها انتقاماً منها، بعد أن عضت الأفعى الطفلة في شفتها.
وقالت صحيفة "The Sun" البريطانية إن الطفلة كانت تلعب في الحديقة الخلفية لمنزل عائلتها، عندما بدأت بالصراخ بصوت عالٍ بسبب لدغة الأفعى، لكن الجيران وقفوا في ذهول عندما وجدوا أفعى سامة طولها نصف متر، ميتة في فم الطفلة.
وذكرت الصحيفة أن الجيران قدموا الإسعافات الأولية قبل أن يهرعوا بها إلى المستشفى؛ حيث تم وضعها تحت المراقبة الطبية لمدة 24 ساعة، مؤكدة أنها في صحة جيدة.
هل لحم الأفعى يمكن أن يقتلك؟
إذا عضضت أفعى سامة فلن تتعرض للخطر، بل حتى لو أكلت لحم الأفعى لن تتعرض للتسمم، وفي حين أن أكل لحوم الأفاعي ليس شائعاً في العالم العربي، إلا أنها تعتبر مصدراً للبروتين في أجزاء أخرى من العالم وبشكل خاص في آسيا، حيث يتم تناولها بسبب الاعتقاد السائد بوجود خصائص طبية لتلك اللحوم.
ومن الضروري أن تتم إزالة رأسها قبل ذلك؛ لأن الرأس يحتوي على الغدد السامة، وقد يكون التخلص من الرأس أمراً مهماً وخطراً في نفس الوقت، لأنه يمكن لبعض أنواع الثعابين أن تظل رؤوسها نشطة لساعات بعد إزالتها، ومع أخذ ذلك في عين الاعتبار، فإن أكثر الإجراءات حكمة هو حرق أو دفن الرأس لتجنب أي من المخاطر المرتبطة بالسم والأنياب.
مص سم الأفعى لن ينفع وقد يسبب لك الضرر أنت أيضاً
لو سألت أي شخص عن الطريقة الصحيحة التي يجب التعامل بها مع لدغة الأفعى، فإن الغالبية سيجيبون وبكل بساطة: "اربط المكان فوق الإصابة، لمنع وصول سم الأفعى إلى القلب، ثم قم بامتصاص السم بفمك وابصقه"، المشكلة أن كل ما ذكر هو خطأ كبير ويمكن أن يسبب ضرراً أكبر من لدغة الأفعى.
لأن طريقة "الربط ومصّ السم" قد تؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة أن سم الأفعى ينتشر عبر جسم الضحية بسرعة كبيرة، فلا توجد فرصة في امتصاص كمية كافية من السم لإحداث أي فرق.
يقول الدكتور "روبرت باريش"، العميد المساعد للشؤون السريرية في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأمريكية: "تشير الأدلة إلى أن الامتصاص أو ربط مكان الإصابة أو وضع ثلج لا يساعد الضحية.
وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات لا تزال مقبولة على نطاق واسع من قبل عامة الناس، إلا أنها قد تضر أكثر مما تنفع، من خلال تأخير الرعاية الطبية الفورية أو تلويث الجرح أو إتلاف الأعصاب والأوعية الدموية".
كما أن امتصاص السم يمكن أن يسبب لك التسمم، ويمكن أن يتسبب في مزيد من تلف الأنسجة للمصاب. كما تعتبر طريقة ربط الطرف المصاب، طريقة خطرة؛ لأنها تقطع تدفق الدم وتترك السم متركزاً في منطقة واحدة من الجسم، وفي أسوأ السيناريوهات، قد تكلف تلك الطريقة الشخص المصاب بتر أحد أطرافه.
لا تفعل هذه الأشياء لعلاج لدغة الأفعى
لا تحاول القيام بما يلي، لأنك قد تسبب حدوث ضرر وإضاعة وقت ثمين في الحصول على علاج لدغة الأفعى من أخصائي طبي مؤهل.
1- لا تقم بربط الطرف المصاب، لأن الربط الشديد مؤلم للغاية ويقطع تدفق الدم. قد يتسبب هذا بضرر دائم للطرف وقد يتطلب البتر.
2- لا تقم بامتصاص السم، ينتشر سم الأفعى بسرعة من خلال الجهاز الليمفاوي، ويكاد يكون من المستحيل، الامتصاص بقوة كافية أو بالسرعة الكافية، لسحب كمية كبيرة من السم لإحداث فرق.
3- تجنب تناول أي شيء يخفف من دمك، أو يسرع من معدل ضربات القلب، مثل الكحول، السجائر، الأسبرين، وحتى القهوة وأي مادة تحتوي على كافيين.
5- تجنب الجري لأنه يزيد من معدل ضربات القلب ويعزز امتصاص السم في مجرى الدم.
ليس كل لدغات الأفاعي قاتلة، حتى السامة منها
1- حافظ على هدوئك، لأن سم الأفعى لا يسبب الموت في نفس اللحظة، سيكون لديك وقت يمكنك استغلاله بشكل صحيح، فعادةً الغثيان والضعف والأعراض الأخرى للعضة السامة، تحدث بعد 30 دقيقة، لكن الخبراء يقولون إن فرص النجاة يمكن أن تبقى ممتازة طالما وصل الضحية إلى المركز الطبي في غضون ساعات قليلة.
2- طلب المساعدة الطبية الفورية، اذهب فوراً إلى المستشفى، أو احصل على رعاية طبية من شخص مؤهل لذلك.
3- مضاد السم هو العلاج الوحيد الفعال المتاح لعلاج لدغة الأفعى، فتجنب الطرق الأخرى ولا تتناول أدوية أخرى دون استشارة طبية.
4- خلع أي ملابس ضيقة في حال بدأ مكان اللدغة في الانتفاخ.
5- حافظ على المصاب دافئاً، وحافظ على الجزء المصاب من الجسم تحت مستوى القلب.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن ما يصل إلى 25% من لدغات الأفاعي السامة هي في الواقع لدغات "جافة"، مما يعني أنها لا تحتوي على سم على الإطلاق.
وهذا لأن الثعابين يمكنها التحكم في كمية السم التي تطلقها مع كل لدغة، لذلك إذا بدوت بالنسبة لها أنك أكبر من أن تؤكل، فقد تقرر الأفعى عدم إضاعة سمها عليك، والاحتفاظ به لوجبتها التالية بدلاً من ذلك.
كما أن تعرضك إلى لدغة لا يعني الموت المحتوم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يتعرض ما يقرب من 5.4 مليون شخص للعض من الثعابين كل عام في جميع أنحاء العالم، وحوالي 81000 إلى 138000 فقط منها قاتلة.