لا شكَّ في أن هناك كثيراً من الممارسات التي بتنا نمارسها في منازلنا بهدف تقليل التغير المناخي، ومع ذلك لايزال هناك عدد لا يحصى من المنتجات الكامنة بقلب منازلنا وتحديداً في المطبخ، والتي يمكن أن تكون ضارة بالبيئة دون علمنا بذلك.
فيما يلي، بعض الممارسات البسيطة التي نمارسها في مطابخنا وتؤثر بشكل أو بآخر على البيئة من حولنا.
1 – أشياء في المطبخ تساهم في التغير المناخي مثل النفايات
وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، يُهدر ثلث الطعام كل عام.
ونظراً إلى أن 1.3 مليار طن من الطعام المفقود يستقر بمدافن النفايات ويبدأ في التعفن، فإنه ينتج غازاً دفيئاً أقوى من ثاني أكسيد الكربون وهو الميثان.
في حين يقدر الصندوق العالمي للحياة البرية أنه يمكننا تقليل ما يقرب من 11% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من نظام الغذاء إذا قللنا من هدر الطعام.
ويمكنك الحد من هدر الطعام في المطبخ باتباع بعض النصائح البسيطة مثل التخطيط لوجباتك في وقت مبكر، والتفكير بالوجبات التي نريد إعدادها قبل الذهاب للتسوق من البقالة؛ لمنع شراء مكونات غير مستخدمة قد ينتهي بها المطاف تالفة، إضافة إلى التفكير في طريقة لاستخدام بقايا الوجبات في صنع وجبات جديدة.
2 – العبوات ذات الاستخدام الواحد
وفقاً لتقرير للأمم المتحدة عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، فإن 79% من جميع النفايات البلاستيكية التي يتم إنتاجها على الإطلاق، تكون نهايتها مدافن القمامة.
وبالتالي إذا لم تتحسن ممارسات إدارة النفايات وأنماط الاستهلاك الحالية بدءاً من مطابخنا، فإن الأمم المتحدة تتوقع أن ما يقرب من 12 مليار طن من النفايات البلاستيكية سوف تلوث البيئة ومدافن النفايات بحلول عام 2050.
وعلى الرغم من أن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مريحة، فإن تقليل وجودها بمطبخك يمكن أن يساعد في مكافحة مشكلة البلاستيك المتزايدة.
فيما أن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل استهلاك البلاستيك مثل استخدام كيس قماشي قابل لإعادة الاستخدام وتجنب الأطعمة المصنعة مسبقاً الموضوعة والمغلفة في عبوات بلاستيكية.
3 – انبعاثات الكربون الصادرة من المطبخ
كان غاز ثاني أكسيد الكربون أحد أكبر المساهمين في تغير المناخ بالقرون منذ الثورة الصناعية، وعندما يدخل ثاني أكسيد الكربون الغلاف الجوي فإن 40% منه يبقى هناك لمدة 100 عام قادمة.
ببساطة، ثاني أكسيد الكربون الذي نساهم به في الغلاف الجوي يلتصق حوله، ويدفع تغير المناخ.
تساهم العديد من عاداتنا الغذائية بالمطبخ في انبعاثات الكربون، وهذه العادات وفقاً لمجلة La Tourangelle هي:
استهلاك اللحوم: تتطلب الخضراوات كمية أقل من المياه والطاقة والموارد للنمو مقارنة بالماشية، مما يمنحها بصمة كربونية أقل، يمكن أن تؤدي التغييرات البسيطة، مثل الطهي بالفاصوليا بدلاً من اللحوم في بعض الأحيان، إلى إبقاء الأطنان المترية من ثاني أكسيد الكربون بعيدة عن الغلاف الجوي، بينما تنتج صناعة لحوم البقر وحدها 26.5 كيلوغرام من الانبعاثات لكل كيلوغرام من منتجات اللحم البقري.
تناول الطعام المزروع بالقرب من المنزل: تتم زراعة العديد من الأطعمة ونقلها على بعد آلاف الأميال حول العالم لدعم طلبات المستهلكين، وكلما زاد نقل الطعام، زاد نقل الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
4 – كبسولات القهوة
أحدثت ماكينات القهوة الكبسولة ثورة في العالم، حيث قدمت خياراً مناسباً وعملياً لتحضير الإسبرسو أو اللاتيه بالجودة نفسها التي يجدها الشخص في المقهى.
ووفقاً لموقع OpenMind: a Knowledge Community الإسباني، تشير بيانات عام 2017 إلى أن 29% من مستهلكي القهوة بالولايات المتحدة يستخدمون هذه الآلات، وهو رقم يستمر في النمو.
ومع ذلك، فإن وجود مقهى خاص بك في المنزل يؤثر سلباً على البيئة، فإن كل عام، ينتهي الأمر بملايين من الكبسولات المصنوعة من الألومنيوم أو البلاستيك في مقالب القمامة.
دفع هذا التلوث مدينة هامبورغ الألمانية إلى حظر كبسولات القهوة بمبانيها العامة في عام 2016.
5 – عيدان تناول الطعام
أدت شعبية الطعام الآسيوي في جميع أنحاء العالم إلى مضاعفة استخدام عيدان تناول الطعام، التي يتم التخلص منها بالقمامة في الغالبية العظمى من الحالات.
وفقاً للبيانات التي نشرتها منظمة البيئة، تنتج الصين سنوياً 57 مليار زوج من عيدان تناول الطعام، الأمر الذي يتطلب قطع 3.8 مليون شجرة، أو أكثر من 1.18 مليون متر مربع من الغابات.
بالنسبة إلى منظمة السلام الأخضر، فإن الحل هو أن تقول "لا" لأعواد تناول الطعام التي تستخدم لمرة واحدة، كما أن هناك أيضاً سبباً إنسانياً لتبني هذا الخيار، فوفقاً لمنظمة العفو الدولية، يتم إنتاج العديد من عيدان تناول الطعام التي تصدرها الصين في معسكرات العمل الإلزامي (معسكرات السخرة).
6 – أكياس الشاي البلاستيكية
في السنوات الأخيرة، استبدلت العديد من شركات الشاي الأكياس الورقية التقليدية بأخرى شبكية ذات ملمس حريري وشكل هرمي في كثير من الأحيان.
يتم تسويق هذه الأكياس الجديدة كخيار للذوّاقة، لكنها ليست بالضرورة أكثر بيئية، فكثير منها مصنوع من النايلون أو البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، مما يزيد من استهلاكنا للبلاستيك.
قد يهمك أيضاً: حلوة الطعم، مُرّة التأثير.. كيف تضر الشوكولاتة التي نتناولها بالبيئة من حولنا