"في المدرسة نتعلم أن الأخطاء سيئة، ونعاقَب على ارتكابها، رغم أنه إذا نظرت إلى الطريقة التي نتعلم بها فإننا نتعلم من خلال ارتكاب الأخطاء، نتعلم المشي بالسقوط، إذا لم نسقط أبداً فلن نسير أبداً".
"حب المال أصل كل شر، ونقص المال أصل كل شر"
بعبارات مثل هذه جمع رجل الأعمال الأمريكي وخبير التنمية البشرية روبرت كيوساكي جزءاً كبيراً من ثروته، التي تُقدر بـ100 مليون دولار (حسب: Wealthy Gorilla/Celebrity Net Worth)، فهذا الرجل علاوة على أنه صاحب كتاب من أفضل الكتب مبيعاً، كان أيضاً عسكرياً سابقاً، وخدم خلال حرب أمريكا ضد فيتنام كجندي طيار، وعمل مثل كثيرين في وظائف بسيطة، إذ كان مندوب مبيعات وافتتح مشاريع أخرى، قبل أن ينضم إلى نادي الأثرياء.
التنمية البشرية مكّنت روبرت كيوساكي من أن ينضم إلى نادي المليونيرات
الطفولة والحياة المبكرة
ولد روبرت كيوساكي، ذو الأصول اليابانية في مدينة هيلو بولاية هاواي الأمريكية بالعام 1947، لأم تعمل ممرضة ووالد يعمل مدرساً، وهو ما مكنه من الالتحاق بمعاهد تعليمية أفضل، مكنته لاحقاً من الالتحاق بالأكاديمية البحرية التجارية الأمريكية في نيويورك، التي تخرج فيها بالعام 1969.
بعد إكمال تعليمه بدأ العمل على السفن التجارية، ما سمح له بالسفر إلى أجزاء مختلفة من العالم، وتعرف على ثقافات جديدة وأساليب حياة مختلفة لأناس من دول حول العالم، لكنه أيضاً عرف أشكالاً متنوعة من الفقر المدقع، وهو ما أثر فيه، كما أشار موقع Famous People in the World.
شارك كيوساكي في حرب فيتنام بالعام 1972، إذ خدم كطيار لطائرة هليكوبتر في سلاح مشاة البحرية، وبعد انتهاء الحرب كُرم بالحصول على الميدالية الجوية، وبعد عامين ترك سلاح مشاة البحرية وترك هاواي أيضاً، إذ انتقل إلى نيويورك.
عمل موظفاً ثم أدار مشاريع كان مصيرها الفشل
وخلال الـ4 أعوام اللاحقة (بين 1974: العام 1978) تولى منصب مندوب مبيعات لشركة Xerox Corporation لبيع ماكينات الطباعة، وفي هذه الأثناء كان قد جمع ما يكفي من المال لتأسيس شركة خاصة له لصنع المحافظ النايلون، لكنه أراد تحقيق ربح كبير بالتوفير من التكلفة، فلم يركز في جودة المحافظ، لكن هذا جاء بنتائج عكسية بانخفاض الطلب ثم إفلاس شركته.
ثم حاول مرة أخرى تجربة حظه في عالم رواد الأعمال بدخول سوق صناع القمصان، إذ حصل على ترخيص لصناعة تيشيرتات فرق موسيقى الروك لفرق معروفة وقتها مثل Motley Crue، ورغم تحقيقه نجاحاً استثنائياً في البداية، لكن نجاح فرق موسيقية منافسة أدى إلى انخفاض الطلب وتعسر عمل الشركة.
ولأن: "الناجحون لا يخشون الخسارة" كما قال كيوساكي فقد جرب نشاطه التجاري الثالث، إذ عمل في استثمار الأموال في الأسهم والعقارات، لكن الرياح لم تسر كما تشتهي السفن، إذ زادت ديونه للبنوك أيضاً، وأفلس بشكلٍ كامل أمام محاولة سداد ديونه للبنوك.
كيف تتجنب الخسارة؟ تعلم من تجربة رجل خسر كل ما يملك
لكن يبدو أن كيوساكي كان يؤمن بمقولاته كثيراً، فيعتد بأنك "فقير فقط إذا استسلمت"، لذلك فكر في دق باب آخر للربح ولو من بيع خبرته في الخسارة! إذ عمل على تقديم دورات تنمية بشرية بخلاصة تجربته، ليُعلم الناس كيفية تجنب الإفلاس وتحقيق النجاح المالي وتجنب أن يصبحوا فقراء أو أن يتخذوا قرارات مالية خاطئة، كما أشار موقع Famous Entrepreneurs المهتم بمتابعة أخبار الأثرياء والملهمين.
بدأ كيوساكي العمل كمتحدث تحفيزي في ندوة لـ3 أيام حول النمو الاقتصادي الشخصي تسمى Money and You، جنباً إلى جنب مع رائدة الأعمال دوريا كوردوفا، ودرس الطلاب أعمال المخترع والكاتب والمعماري ريتشارد بوكمينستر فولر، وقد ذاع صيت هذه الندوة لاحقاً ليس في الولايات المتحدة فقط، بل أيضاً في كندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وأصبح العمل كـ"متحدث تحفيزي" أو "مدرب تنمية بشرية" مع Money and You مشروعاً تجارياً له جاذبية حقق له الكثير من الربح، لكنه تخلى عن هذا العمل بعمر الـ47 عاماً.
وبفضل المال الذي جمعه عاد إلى سوق الأسهم وسوق العقارات، كما ركز جهده لتأليف كتاب جمع فيه خلاصة تجاربه في عالم الأعمال، ويقدم النصائح حول الاستقلال المادي وبناء الثروة من خلال الاستثمار في العقارات وبدء الأعمال التجارية بكتاب "الأب الغني الأب الفقير/Rich Dad Poor Dad".
نشر الكتاب في العام 2000، وحقق نجاحاً باهراً ببيع 10 ملايين نسخة ليصبح من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم، وانضم سنتها لقائمة أفضل الكتب مبيعاً في صحيفة The New York Times الأمريكية، وThe Wall Street Journal، وأيضاً USA Today.
كان هذا الكتاب فاتحة لأعمال جديدة لكيوساكي، فبعد 3 سنوات أسس كيوساكي شركة تعليمية تجارية ومالية بعنوان Cashflow Technologies Inc مع زوجته كيم كيوساكي والكاتب المشارك في كتابه الأشهر شارون ليختر. كما أتبع كتابه الأشهر بكتب أخرى وصل عددها إلى 15 كتاباً، ووصل إجمالي مبيعات كتبه إلى 26 مليون نسخة وفق موقع The College Investor.
أيضاً اشترى الكاتب الثري منجماً للفضة في أمريكا الجنوبية، ودخل أيضاً سوق تعدين الذهب في الصين. وبحلول العام 2010 ظهر في The Alex Jones Show، حيث كشف عن أصوله، بما في ذلك المجمعات السكنية الكبيرة والفنادق وملاعب الجولف. وهو أيضاً رئيس ومستثمر في عمليات التنقيب عن النفط وآبار النفط، وله أسهم في شركة الطاقة الشمسية الناشئة.
قد يهمك أيضاً: سادس أغنى رجل في العالم.. وارين بافيت الثري الذي يفضل التبرع بـ 100 مليار دولار بدلاً من توريثها