لماذا تطير الغيوم والطيور؟ لماذا تضيء النجوم في السماء؟ لماذا البيض بيضاوي؟ إذا كنت من جيل الثمانينيات والتسعينيات ومتابعي قناة سبيستون غالباً فستكمل بـ"سؤالٌ صعبٌ، سؤالٌ صعبٌ.. سؤال يراودني".
لكن هل تعرف أن هذه الأسئلة في أغنية الطفولة أسئلة علمية للغاية، وقد كُتبت عشرات بل مئات الأبحاث العلمية لتجيب عن هذه الأسئلة. وإذا كنت مازلت تشعر بالحيرة من طفولتك بحثاً عن سبب إضاءة النجوم في السماء، أو سبب علوها فوق الأرض والبحور، أو سبب شكل البيض البيضاوي، فتعالَ نخبرك بإجابات العلم.
اقرأ أيضاً
إجابات أغنية "سؤال يراودني"
لماذا تطير الغيوم والطيور؟
تطير الغيوم، لأنها في الأصل عبارة عن هواء بارد، إذ تتكون بعض السحب عندما يصادف الهواء سلسلة جبال أو أنواعاً أخرى من التضاريس ثم ترتفع في الغلاف الجوي وتبرد، أو عندما تتبخر المياه من البحار والأنهار وتطير للأعلى، حيث تتكثف على شكل قطرات صغيرة من الماء أو الجليد مكونةً السحاب الخفيف، كما شرح موقع UCAR الأمريكي العلمي المتخصص بعلوم الأرض.
فالبنية الأساسية للغيوم من الماء وجسيمات الغبار أو الملح، وتختلط مع الهواء لتشكيل التكوينات الرقيقة التي نراها معلقة في السماء. وبالمناسبة فهذه السحب ضرورية للحياة على الأرض، إذ تساعد في حمايتنا من حرارة الشمس الشديدة نهاراً، وتحمينا من البرودة في الليل، كما أنها توفر الأمطار وتؤثر في تغير الطقس والفصول، كما شرح موقع National Geographic العلمي.
أما الطيور؛ فهي تطير ببساطة، لأن أجسامها مصممة للطيران، فلديها هيكل قوي يتكون من عظام خفيفة وأجنحة مصممة للطيران، وهي أهم شروط الطيران. وتطير الطيور لكي تهرب من الحيوانات التي تستصغر حجمها في الطبيعة، وكذلك لتهاجر من الأماكن الباردة إلى الأماكن الدافئة طبقاً لتغير المواسم والفصول.
أما ديناميكية الطيران أو الديناميكا الهوائية (air-oh-die-NAM-icks) وهو علم تحرُّك الهواء حول الأشياء، فيشرح كيفية طيران الطيور، إذ يستخدم الطائر ساقيه لدفع الأرض ثم ينطلق في الهواء، ويستخدم جناحيه لدفع الهواء فيرتفع جسمه الخفيف، أما الأجنحة التي تشبه الملعقة المنحنية المقلوبة فتساعد في تحريك الهواء فوق وتحت الأجنحة وإبقاء الطائر في الهواء، كما يساعد الريش الناعم الخفيف في رفع الطائر أعلى، كما شرحت مجلة Mental Floss الأمريكية.
لماذا السماء تعلو فوق الأرض والبحور؟
السماء تعلو فوق الأرض والبحور، لأنها عبارة عن طبقة ضخمة من الغاز تسير فوق رؤوسنا، أو هي الغلاف الجوي، وهذا الغلاف ملتصق بكوكبنا بفعل الجاذبية ويعلوه بارتفاع يبلغ 120 كيلومتراً أو أكثر، ومن دونه لا يُمكن أن تكون حياة على كوكبنا، فهو ما يوفر الهواء الذي نتنفسه، ويوفر الدفء على الأرض، ويحمينا من الإشعاعات الخطيرة مثل أشعة الشمس فوق البنفسجية، كما يمنع النيازك من الاصطدام بالأرض، كما شرح موقع The Conversation العلمي.
لماذا تضيء النجوم في السماء؟
في الحقيقة النجوم لا تلمع؛ هي فقط تبدو متلألئة ولامعة عندما نراها من سطح الأرض، بسبب تأثيرات الغلاف الجوي، فنحن عندما ننظر لأعلى لا ننظر إلى الفضاء مباشرةً، بل ننظر له من خلال الهواء فوقنا.
وعندما يدخل ضوء النجوم إلى غلافنا الجوي، فإنه يتأثر بالرياح في الغلاف الجوي والمناطق ذات درجات الحرارة والكثافة والسرعة المختلفة، ما يؤدي إلى وميض ضوء النجم عند رؤيته من الأرض، ويختلف هذا الضوء وشدته حسب حركة طبقات الهواء الساخنة والباردة، كما شرح بشكلٍ بسيطٍ موقع Cool Cosmos المهتم بعلم الفلك.
لماذا تكبر الغيوم في الشتاء؟
شرحنا سلفاً طريقة تشكُّل الغيوم باختصار، وهي العامل الأساسي في تكوينها، أما السبب الذي يجعل الغيوم في الشتاء أكبر وملبّدة أكثر، فهو درجة الحرارة المنخفضة في الشتاء، فأولاً متوسط سطوع الشمس يكون أقل، وتصل حرارة أقل للأرض، ما يزيد الهواء البارد في الغلاف الجوي، ومعه تتشكل الغيوم الباردة.
أيضاً، لأن أشعة الشمس التي تصل للأرض أقل، يكون الهواء المحيط بالأرض أكثر برودة من الهواء الدافئ العالي، وهذا الدفء يساعد في في جعل الغيوم أكثر استقراراً في الهواء، وتميل السحب التي تتشكل بالقرب من هذه الطبقة إلى أن تكون طبقية الشكل أو منتشرة أفقياً وتدوم فترة طويلة، كما فسر موقع تلفزيون ABC17NEWS الأمريكي.
لماذا البيض بيضاوي؟
التفسير البسيط جداً لهذا الشكل البيضاوي هو أنه لا يسمح له بالتدحرج من العش، ويتناسب بشكل مريح مع العش، حيث تترك الأطراف الرفيعة مساحة للبيض الآخر ليبقى في العش، وحجمه المناسب لأن تبيضه الطيور بشكل مريح دون أن يجرحها أو يؤذيها.
لكن في الواقع، بيض الطيور متنوع الأشكال والأحجام، وإن كان الشكل الأكثر شيوعاً هو البيضاوي الممدد من أحد طرفيه بشكلٍ غير حاد.
إذ أجريت دراسة أجراها علماء من جامعة برينستون الأمريكية، وجامعة إمبريال كوليدج لندن البحثية في المملكة المتحدة على 1400 نوع من الطيور الحية والمنقرضة ونشرتها مجلة Science العلمية، تبيّن أن أحجام البيض وهيكله وشكله متباين اعتماداً على شجرة عائلة الطيور، ونظامها المعيشي والغذائي، والقدرة على الطيران، إذ كانت بعض الديناصورات الطائرة قادرة على وضع بيض مدبب، بينما بيض طيور البطريق ممدود.
لماذا يعيش السمك في الماء؟
ببساطة؛ لأنه خلق ليعيش في الماء، فتخيل أن رئة الثدييات (البشر والحيوانات البرية والطيور) هي الرئة التي تملكها الأسماك، فإنها لن تعمل بشكل جيد معها، لأن نفساً واحداً تحت الماء سيملؤها بالسوائل، ورئة الثدييات يجب أن تكون جافة وخالية من السوائل لتمد الجسد بالنفس. فعند التنفس تسحب الأكياس الهوائية الدقيقة في رئة الثدييات الأوكسجين من الهواء وتحمله إلى خلايا الجسم.
لكن الأسماك تستطيع استنشاق الأوكسجين من الماء، باعتمادها على الخياشيم المتصلة بالأوعية الدموية، فعندما تتنفس السمكة يدخل الماء في فمها ويمر فوق الجدران الرقيقة للخياشيم، لينتقل الأوكسجين الذائب إلى الدم وينتقل إلى خلايا الأسماك، بينما يخرج الماء عبر الممرات الخيشومية، وفقاً لشرح موقع Wonderopolis.
ولماذا الإثنين قبل الثلاثاء؟
تقسيم أيام الأسبوع إلى 7 أيام متوارث منذ عهد البابليين، إذ كانوا يطلقون عليها أسماء الكواكب المعروفة لديهم؛ وهي 5 كواكب، واليومان السادس والسابع للقمر والشمس، كما شرح كتاب "الأنواء والأزمنة ومعرفة أعيان الكواكب في النجوم" لابن عاصم الثقفي.
وقد توارث العرب عدد الأيام، لكن التسمية العربية جاءت من الترقيم العربي، إذ سميت الأيام من الأحد إلى الخميس من أعداد واحد إلى خمسة، أما الجمعة فعادت تسميته إلى الجمع بصلاة الجمعة. لهذا يأتي الاثنين (رقم اثنين) قبل الثلاثاء (رقم ثلاثة).
لماذا نحن هنا؟
أما هذا السؤال، فكما تقول الأغنية فهو "سؤالٌ صعبٌ سؤالٌ صعبٌ"، لكن لا ننكر أنه "سؤال يراودني". البعض يفضل البحث عن إجابات علمية، فيما يجد آخرون الإجابة الدينية شافية، وغيرهم يفضلون الإجابات الفلسفية، ويوجد أيضاً من لا يجد إجابة كافية.