لا شكَّ أنًّ مُعظم الناس باتوا يدركون أهمية إعادة التدوير في تقليل التلوث والاحتباس الحراري في العالم، ولكن أن يُصنع عطر من إعادة تدوير النفايات، قد يبدو أمراً غريباً بعض الشيء عليهم.
إعادة تدوير النفايات لصناعة العطور
مُنذ وقتٍ طويل كانت بعض العلامات التجارية المتخصصة، مثل UpCircle، تستخدم المنتجات الثانوية "النفايات" من القهوة وبذور النباتات لصناعة منتجات العناية بالبشرة، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت علامات تجارية أخرى تبحث عن طرق لإعادة تدوير النفايات لصناعة العطور وجعلها أكثر استدامة وصديقة للكوكب.
ما نوع النفايات التي يعاد تدويرها لصناعة العطور؟
وفقاً لما ذكرته مجلة Glamour البريطانية تعدُّ الحمضيات بالإضافة إلى الجريب فروت من أكثر أنواع الفاكهة التي تترك وراءها كميات كبيرة من النفايات، وبما أنَّ هذه الأنواع من الفاكهة مستخدمة بكثرة في صناعة روائح حمضية منعشة، فلم لا تستخدم نفاياتها أيضاً؟
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من العلامات التجارية باتت تتجه نحو إعادة تدوير قشور الأشجار ونشارة الخشب لإنتاج عطور شتوية برائحة الخشب الدافئة.
علامات تجارية تستخدم النفايات لصناعة العطور
إحدى هذه الشركات هي شركة العطور الفخمة Sana Jardi التي لاحظت أنه عندما يتم حصاد الأزهار والورود من الحقول فإنه يخلف وراءه أطناناً من المنتجات الثانوية- النفايات-.
هذه الفكرة جعلت الشركة تستثمر في شراء هذه النفايات وإعادة تدويرها لصناعة أنواع متعددة من العطور.
ليس ذلك وحسب، بل قامت الشركة أيضاً بتوجيه أنظارها إلى إحدى المناطق الريفية الشهيرة بزراعة الزهور في المغرب من أجل مساعدة السيدات العاملات في الحقول على استثمار أعمالهن، وذلك بعد أن علمت أنّ تلك السيدات يعملن لبضع مرات فقط خلال موسم الحصاد.
فأنشأت هناك مشروعاً تعاونياً لتدريب النساء على إعادة تدوير مخلفات الزهور وصنع منتجات مثل ماء الورد وشموع الورد وبيعها لصالحهنَّ.
من بين عطور شركة Sana Jardin المصنوعة من النفايات عطر Berber Blonde Eau de Parfum وتمّ تحضيره من نفايات زهرة البرتقال والمسك، ويباع بسعر 250 دولاراً.
ومن الشركات الأخرى أيضاً، هي شركة صناعة العطور العالمية Givaudan التي تستخدم نفايات نشارة خشب الأرز الذي تخلفه صناعة الأثاث.
ومن بين أبرز عطورها Forest Lungs الذي يباع بسعر 100 دولار، وعطرها الحديث A Drop d'Issey Eau de ويبلغ سعره نحو 78 دولاراً.
ما أهمية إعادة تدوير النفايات؟
تبرز أهمية إعادة تدوير النفايات في المساعدة على حماية البيئة، فهي تقلل من الحاجة إلى استخدام الطاقة ومعالجة المواد الخام وقطع الأشجار، وهي جميعها تؤدي إلى تلوث الهواء والماء وفقاً لما ذكرته شركة Veolia الفرنسية التي تعمل في مجال إدارة النفايات.
كما أنها تقلل من عملية التخلص من النفايات عن طريق طمرها في المكبات أو حرقها، وبالتالي فإنّ إعادة التدوير تقلل أيضاً من انبعاث الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري، وهي وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
أشياء أخرى مصنوعة من نفايات مُعاد تدويرها
لا يقتصر الأمر على منتجات التجميل والبشرة وحسب، بل إنّ هناك الكثير من الأمور التي نستخدمها في حياتنا تصنع من نفايات مُعاد تدويرها في بعض الدول.
فرش الأسنان
الكثير من شركات منتجات العناية بالفم تصنع مقابض فرش الأسنان البلاستيكية عن طريق إعادة تدوير أكواب الزبادي الموجودة في النفايات، وفقاً لما ذكرته مجلة Mental Floss الأمريكية.
(لا تقلق من الشعيرات فهي جديدة تماماً).
قطع غيار السيارات
ما لم تكن تقود سيارة كلاسيكية يعود تاريخ صنعها إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فإن هناك احتمالاً كبيراً أن تكون سيارتك تحتوي على قطع مصنوعة من منتجات معاد تدويرها، مثل المقاعد والعجلات التي تصنع من أغطية الزجاجات.
كرات التنس
ينتج عن بعض عمليات تصنيع كرات التنس الكثير من المطاط غير المستخدم.
وبدلاً من إهدار هذه النشارة، يمكن للشركات الاستفادة من البقايا لصنع ما يصل إلى مليوني كرة إضافية سنوياً.
مقاعد الملاعب
يتم تصنيع الكراسي في الملاعب الرئيسية من البلاستيك المعاد تدويره والحديد الخردة، في حين يمكن التبرع بالكراسي القديمة للفرق في بطولات الدوري الأصغر.
في حين يتم صنع بعض المعدات الأخرى الموجودة في مرافق الملاعب من عبوات الحليب.
علب البيض
في مُعظم دول العالم يتم صناعة العلب التي يوضع داخلها البيض من نفايات الصحف.