تعتبر دورة الألعاب الأولمبية واحدة من الأحداث الدولية الرياضيّة الأساسية التي يشارك فيها آلاف الرياضيين من جميع دول العالم في مختلف الرياضات الصيفية والشتوية، وتُعقد كل 4 سنوات في بلد مُختلف يتم التصويت عليه مسبقاً.
تاريخ نشأة الألعاب الأولمبية
للألعاب الأولمبيّة تاريخ قديم جداً، إذ يعتقد بعض المؤرخين أنّ صاحب فكرة الأولمبياد هو هرقل الذي يعرف عنه ممارسته للمصارعة، وأنها كانت تقام على شرف زيوس كبير آلهة اليونان وزوجته هيرا في مدينة أولمبيا في شبه جزيرة بيلوبونيز الغربية.
أما أول دورة ألعاب أولمبية حديثة فقد أقيمت في عام 1896 في أثينا وشارك فيها 280 رياضياً من 12 دولة، وبدءاً من عام 1994 بدأ عقد الألعاب الأولمبية بصيغتها الجديدة الصيفية والشتوية بالتناوب كل عامين.
أشياء لا تعرفها عن الألعاب الأولمبية
وكما أنَّ هذه المسابقة تمتلك تاريخاً كبيراً، فهي أيضاً تمتلك أحداثاً قد لا يعرفها البعض حصلت في أول دورة أقيمت في أثينا تعرفوا عليها:
إقامة فعاليات السباحة في عرض البحر
تألفت "الألعاب البحرية" في أولمبياد أثينا من 4 أحداث أقيمت في خليج زيا الذي يقع على الساحل الشرقي لجزيرة بيرايوس.
ووفقاً لما ذكره موقع History فقد تمَّ نقل المتسابقين عبر سفن خشبية إلى وسط الخليج، ومن هناك تسابقوا باتجاه الشاطئ، وقد تم استخدام سلسلة من القرع المفرغ كعلامات للممرات.
بالنسبة لمسابقات السباحة اليوم فالأمر مختلف تماماً، فالسباحون في تلك المسابقة كانوا يعانون من ارتفاع الأمواج والمياه الباردة التي حولت السباق إلى معركة ضد العوامل الجوية.
وقد قال السباح المجري ألفريد هاجوس في وقت لاحق إنه قام بدهن جسده بدهون لدرء البرد، وبأنّ إرادته في العيش تغلبت تماماً على رغبته بالفوز في السباق.
لم يكن هناك ميداليات ذهبية حتى 1904
لم يبدأ التقليد الأولمبي لمنح الميداليات الذهبية حتى ألعاب 1904 التي أقيمت في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكيّة.
وبدلاً من ذلك كان يتم منح الفائزين بالمركز الأول ميداليات فضية وشهادات وأغصان الزيتون، أما أصحاب المركز الثاني فكانوا يحصلون على ميداليات برونزية وأغصان من الغار، في حين كان أصحاب المركز الثالث يخرجون خالي الوفاض.
تضمنت الألعاب حدث سباحة للبحارة من البحرية اليونانية
على عكس الألعاب الأولمبية اللاحقة، والتي تضمنت مسابقات غريبة مثل لعبة شد الحبل وإطلاق النار على الحمام الحي، فإن ألعاب 1896 شهدت على مسابقة غريبة بعض الشيء وهي السباحة الحرة مسافة 100 مخصصة لأعضاء البحرية اليونانية فقط.
ممنوع مشاركة النساء
مثل نظيرتها القديمة، كانت الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى تخص الرجال فقط، وكان استبعاد النساء في المقام الأول بسبب تأثير رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بيير دي كوبرتان، الذي اعتبر مشاركة الإناث في الألعاب الرياضية غير لائقة.
لكنّ المنع هذا لم يستمر الألعاب الأولمبية الحديثة؛ إذ كانت أول مرة شاركت فيها النساء في كانت في الدورة الثانية عام 1900 في باريس.
أحدهم فاز برياضة لم يمارسها من قبل
أحد الأشياء الغريبة التي شهدتها الألعاب الأولمبية كان فوز اللاعب الأمريكي روبرت جاريت بمسابقة رمي القرص على الرغم من أنه لم يمارس هذه الرياضة من قبل، إذ لم تكن هذه اللعبة من ضمن ألعاب القوى الأمريكية حينها.
لذلك قام جاريت قبل توجهه نحو أثينا للمشاركة في المسابقة، بمشاهدة صورة للقرص، فصنع واحداً شبيهاً به لكنّ الوزن الذي صنعه به كان أثقل بـ 5 أضعاف تقريباً فقرر التخلي عن فكرة المشاركة.
ولكن بعد وصوله إلى أثينا تفاجأ بالوزن الخفيف للقرص الحقيقي وقرر المشاركة.
صحيح أنه أخطأ في رمياته الأولى، لكنه نجح في محاولة أخرى في رمي القرص مسافة 29 متراً وهي أبعد مما رماه اليونانيون، ليفوز بالمركز الأول.
ويقول توماس كيرتس زميل جاريت إنّ الموقف كان كوميدياً بالنسبة لنا، لكنّه كان مأساوياً بالنسبة لليونانيين.
أصغر مشارك كان يبلغ من العمر 10 سنوات
يعتبر اليوناني ديمتريوس لوندرس هو أصغر رياضي يشارك في الألعاب الأولمبية على مر التاريخ، عندما خاض منافسات أثينا عام 1896 من خلال مشاركته في رياضة الجمباز وهو بسنّ الـ 10 سنوات فقط.
ليس ذلك وحسب بل تمكن لوندراس من الفوز بالميدالية البرونزية، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تلك المسابقة.
مُعظم الدول لم ترسل فرقاً رسمية إلى دورة الأولمبياد الأولى
على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها مؤسس الألعاب الحديثة بيير دي كوبرتان واللجنة الأولمبية الدولية، فإن الدورة الأولى في أثينا لم تستطع جذب اهتمام الدول الأخرى للمشاركة.
فريق الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً تألف حينها من 13 هاوياً ورياضياً جامعياً الذين سافروا إلى أثينا بمفردهم.
وقد كتب عضو الفريق توماس كيرتس لاحقاً أنهم اختاروا الذهاب بأنفسهم، وأنَّ العديد من المنافسين الآخرين كانوا من اليونانيين المحليين أو حتى السياح الذين صادفوا المسابقة وقرروا الاشتراك فيها.
وأشهر هؤلاء الرياضيين الذين شاركوا بالصدفة كان الأيرلندي جون بيوس الذي سافر إلى الألعاب كمتفرج وانتهى به الأمر بالمشاركة بعد أن سجله أحد أصدقائه في مسابقة التنس.
كانت هناك دعوات لجعل أثينا المقر الدائم للألعاب الأولمبية
خلال مأدبة أقيمت على شرف نهاية أول دورة ألعاب أولمبية، أشاد الملك اليوناني بنجاح المنافسة واقترح أن تكون بلاده الموطن الدائم لإقامتها، حتى إنّ الكثير من الرياضيين أيدوا خطته من بينهم الرياضيون الأمريكيون.
أما مؤسس المسابقة الحديثة كوبرتان فكان لديه نية أخرى إذ لم يكن واثقاً من أن اليونان التي تعيش أزمة مالية قادرة على استضافة المسابقة بشكل دائم، فتم إقرار التصويت لتحديد الدول الأخرى التي ترغب باستضافة البطولة، أما اليونان فلم تستضِف البطولة مجدداً حتى عام 2004.