د يظن البعض أنّ أي منتج تطرحه الشركات الكبيرة التي تهيمن على السوق العالمي سوف يلقى نجاحاً منقطع النظير، وهو أمرٌ خاطئ بالفعل، فمثلاً عندما حاولت شركة Colgate الشهيرة بمنتجات العناية بالأسنان الدخول إلى عالم الوجبات السريعة حققت فشلاً ذريعاً لم يكن يتوقعه أي أحد.
منتجات فاشلة من شركات شهيرة
إليكم أبرز 8 أمثلة للمنتجات الفاشلة التي تسببت في إحراج كبير للشركات الشهيرة وفقاً لموقع Listverse الأمريكي.
Tesla: السيارة Cybertruck
أحدث إيلون ماسك، رائد الأعمال والمهندس والمصمم الصناعي ومؤسس شركة Tesla، ثورة في عالم النقل على الأرض وفي الفضاء، فقد أسس ماسك شركة Tesla عام 2003 بهدف إنشاء سيارات كهربائية بالكامل صديقة للبيئة.
وارتفع إجمالي إيرادات الشركة من 204.24 مليون دولار أمريكي في عام 2011 إلى 21461.27 مليون دولار في عام 2018، إلا أن هناك عقبات وصعوبات واجهت الشركة في طريقها.
لا يمكننا اعتبار منتج السيارة Cybertruck قد فشل فشلاً ذريعاً، لكن عرض تقديمه في العام 2019 كان محرجاً للغاية.
فقد نشرت Tesla على موقعها الإلكتروني أنها صممت السيارة Cybertruck "بأعلى مستوى من المتانة والحماية للركاب"، وأنّ المواد المستخدمة في تصنيع السيارة تتضمن الفولاذ فائق الصلابة X30 المدلفن على البارد والزجاج الواقي المقاوم للكسر، لكنه انكسر بالفعل.
ففي الحدث الترويجي لكشف الستار عن السيارة Cybertruck عام 2019، بدأ إيلون ماسك في استعراض متانة السيارة عن طريق ضرب الجسم الخارجي للسيارة بمطرقة ثقيلة، ثم رمي كرة معدنية كبيرة على الزجاج المقاوم للكسر.
رمى المصمم الرئيسي فرانز فون هولزهاوسن الكرة مرتين، وفي المرتين تحطمت نافذة السيارة.
لذلك اعترف إيلون ماسك لاحقاً بأن هناك "مجالاً لبعض التحسينات" وأوضح لاحقاً أن اختبار المطرقة الأول ترك بعض الشقوق غير المرئية في الزجاج.
Apple: التلفاز Macintosh TV
أسست شركة Apple عام 1976 على يد ستيف جوبز وستيف وزنياك، وكان الهدف الأساسي لهما هو صناعة أجهزة كمبيوتر صغيرة بما يكفي للمنازل والمكاتب، وانتهى بهما الأمر ببناء إمبراطورية كبيرة نعرفها الآن.
تمتلك شركة Apple اليوم العديد من المنتجات مثل هواتف iPhone، وأجهزة iPad اللوحية، وأجهزة كمبيوتر Mac، وزادت إيراداتها السنوية من 8 مليارات دولار في عام 2004 إلى أكثر من 270 مليار دولار في عام 2020.
وبرغم شهرة Apple الكبيرة بأفكارها التقنية الجريئة، فإنها ليست حصينة ضد أفكار المنتجات غير الناجحة، ومن بين العديد من منتجاتها الفاشلة هناك جهاز التلفاز Macintosh TV.
وكانت فكرة هذا الجاهز أن يجمع بين جهاز التلفاز العادي وجهاز الكمبيوتر Mac، لكنه كان باهظ التكلفة بشكل هائل ويفتقر إلى مساحة التخزين الكافية ومنافذ مخارج الفيديو القياسية.
فقد طرحت شركة Apple جهاز التلفاز Macintosh TV في أكتوبر/تشرين الأول عام 1993، لكنها أوقفت المشروع بعد 4 أشهر فقط، في فبراير/شباط 1994.
Coca-Cola: مشروب الحمية مع الشاي الأخضر
تأسست شركة Coca-Cola عام 1892، وتعتبر واحدة من أكبر شركات تصنيع المشروبات غير الكحولية في العالم.
وبرغم أنها شركة مشروبات غازية بالأساس، حاولت Coca-Cola اجتذاب العملاء الذين يبحثون عن بدائل صحية من خلال خط إنتاج مشروب الحمية بإضافة الشاي الأخضر إلى مشروب الحمية الغازي.
وطرحت الشركة هذا المنتج في أسواق اليابان عام 2009، وكلها آمال أن يحقق نجاحاً كبيراً، خاصةً أن الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحد من الالتهابات وتمنع بعض أنواع السرطان.
والسبب في طرحه بأسواق اليابان هو أنها بلد يشتهر بمعدلات تناول الشاي الأخضر الكبيرة التي تصل إلى 600 غرام لكل شخص، وهذا يجعل منها سوقاً مثالياً لهذا المنتج الجديد.
لكن Coca-Cola لم تتمكن من طرح منتج بمذاق مقبول، وفشلت في طرحه عالمياً، ولم يظهر قط في أي بلد آخر.
Colgate-Palmolive: الوجبات سريعة التحضير
إذا كانت هناك شركة ما مشهورة بمنتج واحد، فلا يعني ذلك أنها قادرة على التوسع إلى أسواق أخرى بسهولة.
وينطبق ذلك الأمر على شركة Colgate المشهورة بمنتجات العناية بالأسنان، عندما حاولت طرح منتجات الوجبات سريعة التحضير عام 1964.
في ذلك الوقت، أرادت الشركة الدخول إلى سوق الأغذية الجاهزة وسريعة التحضير، لكنها فشلت في لفت الانتباه إلى منتجاتها مثل الدجاج المجفف ولحم السلطعون.
عندما يفكر الأشخاص في شركة Colgate، يتبادر إلى ذهنهم منتجات العناية والنظافة الشخصية، وليس الأطعمة، لذا فشلت الشركة رسمياً في طرح منتجات الأغذية سريعة التحضير.
وحالياً، في عام 2021، أصبحت Colgate ثاني أكبر شركة رائدة في منتجات العناية الشخصية، وتبلغ قيمة علامتها التجارية 17.4 مليار دولار أمريكي، ليبدو أن قرارها بمواصلة العمل في صناعة معجون وفرش الأسنان حكيم للغاية!
Burger King: شطيرة ووبر الهالوين
في عام 2015، قدّمت سلسلة مطاعم Burger King شطيرة "ووبر الهالوين" (Halloween Whopper)، لكن الكثير من المستخدمين أبلغوا عن آثار جانبية سيئة للغاية.
فقد جسّدت شطيرة البرغر السوداء روح الهالوين، لكنها أدّت إلى اضطرابات معوية كبيرة للمستهلكين في اليوم التالي، ونتيجة لذلك، أصبح اسم المنتج مقترناً بلون التبرز الأخضر، وليس بالمذاق.
وفي العام التالي، لم تطرح الشركة شطائر الهالوين تلك مجدداً، بعد اكتشاف أن معدة الأطفال والبالغين على حد السواء غير قادرة على امتصاص وهضم معظم الألوان المستخدمة في الأطعمة.
Amazon: هاتف Fire Phone
معظمنا سبق له شراء منتج أو أكثر من Amazon لا سيّما أثناء فترة الحظر والبقاء في المنزل خلال جائحة كوفيد-19، إذ تقدم شركة التجارة الإلكترونية الشهيرة مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات.
لذلك يمكننا اعتبار شركة Amazon، ومؤسسها جيف بيزوس، ملوك التجارة الإلكترونية، لكن تجربة إنتاج الهاتف Fire Phone في عام 2014 كانت فاشلة تماماً.
وعلى الرغم من أنّ سعر الهاتف كان 200 دولار وهو أمرٌ عادي في وقتنا هذا، لكن في العام 2014 كان هذا الهاتف يعدُّ باهظ التكلفة.
إضافة إلى أنّ دخوله إلى سوق الهواتف الذكية كان متأخراً للغاية، إذ خلال ذلك العام كان لدى Apple وAndroid 8 أجيال على الأقل من الهواتف الذكية في السوق.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى فشل الهاتف هو قلة عدد التطبيقات مقارنة بالمنافسين، إذ يحتوي متجر تطبيقات Amazon على حوالي 240.000 تطبيق فقط، بينما متجر التطبيقات Google Play كان يحتوي على أكثر من مليون تطبيق في عام 2014.
كلفّت هواتف Fire Phones غير المباعة شركة Amazon حوالي 170 مليون دولار خلال 3 أشهر، وخفضت شركات الهواتف من سعر بيع التجزئة بشكل كبير.
دونالد ترامب: شرائح لحم ترامب
يشتهر دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، بإمبراطورية أعماله، لا سيما في قطاع المال والعقارات، ولكن رغم نجاحاته، كانت لديه العديد من المغامرات الفاشلة، من بينها "شرائح لحم ترامب" (Trump Steaks) التي طُرحت في الأسواق عام 2007.
واكتفى ترامب ببيع المنتج عبر قناة QVC والموقع الإلكتروني Sharper Image الذي يشتهر بأنه أكثر من يبيع الأجهزة الإلكترونية والأثاث المنزلي ومنتجات العناية الشخصية وليس الأطعمة.
ومن المرجح أن هذا التناقض في منصات البيع ساهم بشكل كبير في فشل المنتج، ليتم إيقاف عمليات بيع شرائح اللحم بعد شهرين فقط.