البحث عن الكنوز من الأنشطة التي تجذب اهتمام البعض على مستوى العالم، لا سيما في أماكن مثل جزيرة البلوط، ونوفا سكوشيا التي يُشاع أنها تضم تابوت العهد والكأس المقدسة، اللذين يُزعم أن فرسان الهيكل دفنوهما هناك. وقد بُذلت محاولات عدة لتحديد موقع هذه الكنوز، فضلاً عن كنوز القراصنة وحتى المخطوطات الشكسبيرية التي يُعتقد أنها مُخفاة أيضاً في مكان ما على الجزيرة. ولم تسفر أي من هذه المحاولات عن أي شيء بخلاف العثور على مجموعة من القطع الأثرية، لكن ذلك لم يقلل من الإثارة المحيطة بما قد يكون مدفوناً فيها.

نورد في هذه القائمة بعض الكنوز المفقودة حول العالم والأماكن التي قد يُعثر عليها فيها.
1. الماسة الفلورنسية
وفقاً لموقع Medium، كانت الماسة الفلورنسية ذات اللون الأصفر الفاتح جزءاً من جواهر التاج النمساوي وفخراً لآل ميديشي. وتُقدر قيمتها في العصر الحديث بحوالي 20 مليون دولار، رغم أنها بيعت في الماضي مقابل فرنكين فقط على يد جندي انتزعها من جثة شارل الجريء الهامدة عام 1477.
ومنشأ هذه الماسة كان في الهند ويُقال إن من شكّلها صانع المجوهرات الفلمنكي لوديويك فان بيركن. وبعد أن باعها الجندي سالف الذكر، انتقلت من يدٍ لأخرى قبل أن يستقر بها المطاف بين جواهر التاج النمساوي.

وقد سُرقت الماسة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1918 مع تاج الملكة إليزابيث المرصع بالألماس وخواتمها وقلائدها وغيرها من أحجارها الكريمة الأعلى قيمة. وانتهى أثر الماسة الفلورنسية عام 1919 بعدما اختفى معها المحامي برونو شتاينر، الذي عُهد إليه بالحفاظ على الماسة. وحين عُرِف مكان شتاينر أخيراً عام 1923، أنكر أن الماسة بحوزته وقال إن شارل الأول ملك النمسا باعها لاسترداد العرش. وتوفي عام 1930 دون أن يُعثر للماسة على أثر.
وانتشرت شائعات تقول إن الماسة هُرِّبت إلى أمريكا الجنوبية، وترددت شائعات أخرى تقول إن الماسة أعيد تشكيلها بل قطعت إلى قطع صغيرة وبيعت في سوق الماس الدولي. وحتى يومنا هذا، لا أحد يمكنه الجزم بمكانها، ولكن لا يزال قلة من الناس المفعمين بالأمل مستمرين في البحث عنها في الولايات المتحدة على أمل أن ينالوا لقب مكتشف هذه الماسة النادرة.
2. حطام سفينة ساو جواو

في 8 يونيو/حزيران عام 1552، تحطمت السفينة البرتغالية ساو جواو على طول ساحل ميناء سانت جونز الحالي فيما يعرف اليوم بمقاطعة كيب الشرقية في جنوب إفريقيا. ولاقت السفينة مصيرها بالقرب من مصب نهر أومزيمفوبو وغرق 100 من أصل 600 شخص كانوا على متنها. وظل الـ500 المتبقين، يقودهم مانويل دي سوزا إي سيبولفيدا، حيث جرفهم الشاطئ لبضعة أيام قبل أن ينطلقوا في رحلة شاقة نحو الشمال، باتجاه موزمبيق. ولكن لم ينجُ منهم إلا 21 شخصاً فقط، 14 منهم من العبيد، تمكنوا من مواصلة الرحلة إلى خليج ديلاغوا.
السفينة كانت تحمل شحنة ثمينة وقت غرقها إذ كانت مليئة بالفلفل والأحجار الكريمة والخزف الصيني باللونين الأزرق والأبيض والسجاد وغيرها من الكنوز الثمينة. وتقول مزاعم إنه قبل انطلاقها في رحلتها الأخيرة إلى موزمبيق، سرق عدد من العبيد بعض الكنوز من السفينة. لكن صناديق النقود غرقت مع الحطام ولا يزال صائدو الكنوز يبحثون عنها. وزعم البعض أنهم عثروا على بعض خرز البورسلان والكارنيليان على طول الشاطئ، بل زعم أحد صائدي الكنوز أنه عثر على قلادة ذهبية.
3. كنوز هاواي المفقودة
هاواي من الوجهات الرائعة لقضاء العطلات، لكنها تتمتع بميزة إضافية وهي أنها تضم عدداً من مواقع الكنوز المدفونة، وفقاً لعدة أساطير. وتقول أكثر هذه الأساطير إثارة إن حجرة دفن الملك كاميهاميها، الذي مات عام 1819، تضم أردية محاربين مصنوعة من ريش طيور منقرضة الآن، وأكوام من الأحجار الكريمة الثمينة. ولم يتوصل صائدو الكنوز إلى هذه الحجرة بعد، ويعتقد البعض أنها قد تكون مخفاة بعيداً في أحد كهوف الغابات المطيرة.
وخلال معركة كيبانيواي عام 1790، قتل جيش الملك كاميهاميها معظم محاربي ماوي وألقى بجثثهم في مجرى إيواو، الذي لا يبعد كثيراً عن ويلوكو. ويعتقد عشاق الكنوز أنه لا يزال من الممكن العثور على بقايا هذه المعركة في مكان ما في المنطقة.

ويعتقد كثيرون أيضاً أن القرصان الإنجليزي الكابتن كافنديش دفن ما تزيد قيمته عن 5 ملايين دولار من الذهب والفضة بالقرب من باليمانو بوينت، وأن كنوز وأسلحة الكابتن جيمس كوك دُفنت في كاواي بعد أن قتله السكان الأصليون عام 1778.
4. غنائم نادر شاه
عام 1739، اجتاح الغازي الفارسي نادر شاه دلهي بجيش قوامه 50 ألف رجل. وبعد ذبحه ما لا يقل عن 30 ألف شخص، نهب جيشه المكان وتكونت لديه قافلة كنوز يبلغ طولها حوالي 241 كم. وهنا تصبح القصة غامضة بعض الشيء. إذ تقول بعض الروايات إن نادر قُتل في طريق عودته إلى بلاد فارس في العام نفسه، بينما تقول أخرى إنه قُتل عام 1747. وفي كلتا الحالتين، يُزعم أن الشخص الذي قتله هو أحمد شاه الذي سرق الجزء الأكبر من كنوز نادر المنهوبة. ويُقال إن أحمد دفن هذه الكنوز في أنفاق جبال هندوكوش قبل وفاته.
وكانت ألماسة جبل النور من ضمن هذه الغنيمة وأضيفت إلى مجوهرات التاج البريطاني. وما تبقى منها يظل لغزاً يبحث عنه محبو المغامرة والاكتشاف.
5. ذهب اليعاقبة في بحيرة لوتش أركايج
تقع بحيرة أركايج الجميلة في مدينة لوخابر الاسكتلندية. وعلى عكس بحيرة لوخ نيس، فمن يسافرون إليها لا يبحثون عن الوحش الأسطوري، وإنما يسعى بعضهم للعثور على ذهب اليعاقبة المفقود الذي يعتقد أنه لا يزال مدفوناً في المنطقة.
كان ذهب اليعاقبة عبارة عن كمية ضخمة من العملات الذهبية التي أرسلتها إسبانيا لتمويل تمرد اليعاقبة في اسكتلندا عام 1745. إذ تعهدت إسبانيا بإرسال ما لا يقل عن 400 ألف جنيه شهرياً لدعم جيش المتمردين وأرسلت الدفعة الأولى عام 1745. إلا أنها ما كادت تحط على ساحل اسكتلندا الغربي حتى استولت عليها قبيلة ماكاي. وفي أبريل/نيسان من العام التالي، وصلت شحنة بحوالي 120 ألف جنيه في بحيرة لوخ نان أومه بمدينة أريسيغ. وإجمالاً، وصلت سبعة صناديق من الذهب الإسباني إلى اسكتلندا، ولكن بحلول الوقت الذي انتهى فيه تفريغ الصندوق الأخير، انتهت معركة اليعاقبة وتشتت شمل جيشهم.

ودُفنت ستة من السبعة صناديق في بحيرة لوتش أركايج. وكان كلوني ماكفيرسون هو المسؤول عن هذه الأموال ويُعتقد أنه استخدم بعضها لتمويل محاولات فاشلة لتمرد جديد. ودأب رؤساء القبائل الاسكتلندية واليعاقبة المنفيين على تبادل الاتهامات والمزاعم بخصوص هذا الكنز، ولكن لم يستطيعوا تحديد مصير بقية الذهب.
6. الكنوز الأوروبية المسروقة
منذ ما يقرب من 76 عاماً، كان ضابط من قوات الأمن الخاصة الألمانية يواظب على الكتابة في إحدى المجلات تحت الاسم المستعار "ميكايليس". وكان يوضح في كتاباته خطط القائد النازي هاينريش هيملر لإخفاء "الكنوز" الأوروبية المسروقة. لكن يومياته أُخفيت عن الأنظار وظلت في حوزة أحد المحافل الماسونية لعقود بعد الحرب.
وعام 2019، أهدى المحفل هذه اليوميات لمؤسسة بولندية تدعى Silesian Bridge. وأكدت المؤسسة بدورها في العام نفسه أنها تسلمت المجلة على أنها "اعتذار عن الحرب العالمية الثانية". وفي ذلك الوقت، لم تُحدد إن كانت هذه اليوميات أصلية أم لا، لكن الخريطة المرفقة بها أثارت حماساً هائلاً. إذ كانت الخريطة تشير إلى موقع بئر في أراضي قصر هوخبيرج يُزعم أن النازيين أخفوا كنوزهم المسروقة فيه. وهذه الكنوز تضم حوالي 63 ألف قطع فنية وثقافية مسروقة من اليهود البولنديين، وفقاً لموقع Live Science.
وتضمنت اليوميات أيضاً قائمة بعشرة مواقع أخرى يُعتقد أن النازيين دفنوا فيها ذهباً وأحجاراً كريمة ولوحات وتحفاً دينية. ويُزعم أن قيمة الذهب الموجود في الجزء السفلي من البئر السالف الذكر وحده تزيد عن مليار دولار.