لا شكّ أنّ كلّ شخص في العالم يفضل نوعاً معيناً من المشروبات الغازية يستمتع بشربه كلما سنحت له الفرصة، ولكن هل يستحق هذا المشروب أن تقوم دولة عظمى في العالم بالتخلي عن ترسانة عسكرية تكفي بلداً بأكمله من أجل الحصول عليه؟ نعم هذا ما رآه الروس في حقبة من حقب التاريخ.
شركة بيبسي سادس أكبر جيش في العالم
عندما انزلقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، كافحا للتغلب على بعضهما البعض، فبات كل جانب يطور جيوشه ومقاتليه وقاذفاته ليصبح القوة العالمية الحقيقية.
ولكن بعد وفاة جوزيف ستالين، كان هناك بعض التراخي للبلدين، تخلله أيضاً فتح تبادل تجري بينهما، وفقاً لما ذكره موقع World Warwings.
وفي عام 1959 استضاف الاتحاد السوفيتي حدثاً يسمى المعرض الوطني الأمريكي، عَرض مجموعة متنوعة من المنتجات الأمريكية للتجارة، إذ أراد الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت أيزنهاور تعريف مواطني الاتحاد السوفيتي بالثقافة الأمريكية وفوائد الرأسمالية.
وكانت شركة بيبسي من بين الشركات الأمريكية الحاضرة في ذلك المعرض، إذ كان رئيسها دونالد كيندال مصمماً على أن يدخل منتجه إلى السوق السوفييتية.
وخلال المعرض شارك نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف في نقاش ودي حول الرأسمالية ضد الشيوعية.
وعندما احتدم الجدال بينهما، تدخل نائب رئيس شركة بيبسي وقدم للزعيم السوفيتي كوباً من مشروبه الحلو اللذيذ، فشربه.
السوفيت أعجبوا بمشروب البيبسي ولكن لم يكن بإمكانهم شراؤه!
خلال السنوات التالية ارتفعت شعبية مشروب البيبسي في الاتحاد السوفيتي وأصبح في النهاية مشروبهم الغازي المهيمن، فأرادت الحكومة السوفيتية إبرام صفقة لجلب مشروب البيبسي إلى بلادهم بشكل دائم.
ولكن الأمر لم يكن سهلاً؛ إذ واجهتهم مشكلة طريقة الدفع للحصول على هذا المشروب؛ إذ لم تكن العملة السوفيتية تُقبل في أي بلد في العالم، وفقاً لما ذكره موقع Business Insider الأمريكي.
ولذا، قررت الدولة الذكية شراء البيبسي باستخدام عملة عالمية: الفودكا!
البيبسي مقابل الأسلحة
في أواخر الثمانينيات، كانت الاتفاقية المبدئية التي أبرمتها روسيا لاستقبال مشروب البيبسي في بلادها على وشك الانتهاء، والفودكا لن تكون كافية لتغطية تكلفته هذه المرة سيما أنّ الاتحاد السوفيتي بدأ في الانهيار.
لذلك تم التوصل في النهاية إلى اتفاق لبيع بيبسي بقيمة 3 مليارات دولار مقابل أسطول حربي بحري.
وبالفعل منح الروس شركة بيبسي أسطولاً من الغواصات والقوارب كما شمل الاتفاق الجديد 17 غواصة وطراداً وفرقاطة ومدمرة.
لتصبح شركة بيبسي حينها سادس أكبر قوة بحرية على الأرض، وفقاً للأمن القومي الأمريكي.
وهذه الصفقة التاريخية جعلت من شركة بيبسي سادس أقوى جيش في العالم لفترة قصيرة من الزمن، قبل أن تبيع بيبسي أسطولها لشركة سويدية من أجل إعادة تدويرها، ولحسن الحظ أنّهم لم يوجهوا هذه الأسلحة نحو الشركة الغازية المنافسة لهم كوكاكولا.