في 5 فبراير/شباط 1971 تمكّن البشر من الهبوط على القمر للمرة الثالثة، وذلك ضمن بعثة أبولو 14 التي كان يتواجد على متنها رواد الفضاء الأمريكيون ستيوارت روزا وآلان شيبرد وإدغار ميتشل، حيث قضى الأخيران نحو 33 ساعة ونصف هناك أديا خلالها "مشية القمر" أثناء إقامتهما.
ولكن بعد مرور 50 عاماً على هذه الرحلة أعادت البيانات من المركبة المدارية Lunar Reconnaissance Orbiter (مستكشفة القمر المدارية) التابعة لوكالة ناسا تمثيل حال السير على سطح القمر خلال إحدى رحلات المشي التي امتدت لميل واحد، واكتشفت وقوع خطأ فادح خلالها.
مشية القمر والخطأ الفادح الذي وقع خلالها
وقد أصدرت ناسا مقطعاً لإعادة تمثيل رحلة رواد الفضاء أبولو 14 لمدة ساعتين ونصف على القمر، لكن المسيرة التاريخية جاءت بنهاية مفاجئة: فقد ضلَّ رائدا الفضاء وجهتهما الحقيقية، وفقاً لما ذكره موقع Inverse الأمريكي.
بدأت القصة عندما هبط شيبارد وميتشل على متن أبولو 14 بين الفوهتين المزدوجة والثلاثية في المرتفعات الجبلية لحفرة فرا ماورو في القمر.
ويقع الموقع على بعد حوالي 110 أميال (177 كم) شرق موقع هبوط أبولو 12، واستمر أول نشاط خارج المركبة للثنائي لمدة 4 ساعات و49 دقيقة، أطلقا خلالها حزمة أبولو للتجارب العلمية على سطح القمر.
وفي الجزء الثاني من نشاطهما، انطلق الرائدان في نزهة إلى فوهة كون وهي حفرة صغيرة في منطقة "فرا ماورو" على القمر.
وتتكون منطقة "فرا ماورو" من الصخور المقذوفة والمزروعة أثناء اصطدام الكويكب الذي شكل "بحر الأمطار" ثاني أكبر وأحدث أحواض التصادم على القمر.
وتقع فوهة كون على ارتفاع 300 قدم (91.4 م) فوق موقع الهبوط، وربما تظن أنها ليست بالمسافة الكبيرة، لكن على سطح القمر، يصبح كل شيء أعقد.
وبحسب المقطع، بدأ شيبرد وميتشل الصعود إلى الفوهة على المسار الصحيح، وسارا على سطح القمر لمدة ساعتين ونصف، ثم سلكا طريقاً أخذهما فوق تل تنحدر بشدة حتى حافة الحفرة، كما هو موضح في المقطع.
وأثناء سيرهم، اضطر رواد الفضاء أيضاً إلى جر عربة ذات عجلتين لحمل معداتهم.
وخلال الوقت الذي أمضياه على سطح القمر، جمع رائدا الفضاء شيبرد وميتشل 94 رطلاً (42.6 كغم) من الصخور والتربة لإعادتها إلى الأرض.
ولكن مع استمرار المسار، اختفت حافة الحفرة المخروطية وخرجت من مجال رؤيتيهما.
في نهاية المطاف، نصح مركز التحكم في البعثة، الإثنين، بالعودة إلى الوحدة القمرية، خوفاً عليهما من الضياع وقبل أن يعودا، جمعا عينات قمرية من منطقة قريبة من الفوهة.
فوهة كون كانت أمامهم مباشرة!
الخطأ الفادح الذي ارتكبه مسؤولو مركبة أبولو 14 أنهم خافوا بشكل مبالغ فيه على شيبرد وميتشل الذين كانا على بعد بعد 150 قدماً (46 متراً تقريباً) فقط من وجهتهما -فوهة كون- حين تخليا عن العثور عليها.
ورغم ما يبدو فشلاً، فإن أبولو 14 حققت رقماً قياسياً جديداً لإجمالي الوقت الذي قضته على سطح القمر، حيث أمضى الرائدان 9 ساعات و24 دقيقة على القمر خارج مركبتهما الفضائية، قطعا خلالها مسافة قياسية قدرها 9 آلاف قدم (2.7 كم) على سطح القمر.
مشاكل واجهت أبولو 14 كانت ستمنعها من الهبوط على سطح القمر
أثناء استعدادهم لمغادرة مدار الأرض واجه رواد فضاء مشكلة في آلية إرساء مركبتي وحدة القيادة Kitty Hawk والوحدة القمرية Antares المتواجدتين على متن مركبة أبولو والتي يجب أن يقوموا بإنزالها على سطح القمر.
وبعد 6 محاولات فاشلة استنتج الخبراء أنها كانت نتيجة استخدام مفتاح خاطئ قبل أن يتم الإرساء بنجاح في المحاولة السابعة على القمر، وفقاً لما ذكره موقع Spectrum.
مشكلة أخرى واجهت أبولو 14 هي أنّ رادار مركبة Antares لم يكن يعمل حتى اللحظة الأخيرة، وكان على الرادار أن يعمل لتلبية قواعد ناسا للهبوط على القمر وخلافاً لذلك سيتم إلغاء الهبوط.
وبعد فترة قصيرة عاد رادار مركبة Antares للعمل ليتم الهبوط فوراً.
كانت كلمات مسؤول هذه المركبة آلان شيبرد الأولى عندما سار على سطح القمر: "لقد كان طريقاً طويلاً، لكننا هنا".
ضرب كرات الغولف
قبل مغادرة القمر أجرى آلان شيبرد حيلة مسلية لجمهور التلفزيون الذي كان يشاهد أحداث الرحلة عبر بث مباشر من المنازل حيث أحضر معه مضرب غولف و6 كرات.
وقام شيبرد بضرب كرات الغولف الواحدة تلو الأخرى، بعضها قطع مسافة أميال بسبب انعدام الجاذبية ومقاومة الهواء، وفقاً لشيبرد.
لكن في الواقع لم تقطع الكرة أكثر من ميل واحد، وفقاً لمحرر CollectSPACE روبرت بيرلمان.