مثل مشهد من أفلام الأدغال، يمكنك رؤية الرجال في نيجيريا وهم يتجولون في الشوارع رفقة الضباع مثلها مثل أي حيوان أليف آخر، ليس ذلك وحسب، بل غالباً ما يرافقهم أيضاً ثعابين الكوبرا والقردة.
رجال الضبع في نيجيريا
في القرى النائية قرب العاصمة النيجيرية أبوجا تعيش قبيلة رجال الضبع، وهي قبيلة من المسلمين الذين يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة، وهم من البدو الرحل الذين يصعب عليك العثور عليهم دائماً في نفس المكان، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
يقومون بصنع منازل كوخية مؤقتة في المناطق الريفية النائية، يقدمون فيها عروضهم الخطرة للسكان المحليين بشكل أسبوعي.
وتتنوع قدرات رجال الضبع ما بين تربية الضباع وبيع الأدوية التقليدية التي تناقلوها من جيل إلى جيل للسكان المحليين، وأيضاً كسر السيوف بأسنانهم وإبطال مفعولها.
رجال الضبع يتزوجون في سنّ مبكرة، وتشارك عائلاتهم وأطفالهم بشكل كبير في أعمالهم، وبمجرد ولادة طفل يتم غسله بمزيج من الأدوية العشبية من أجل إعطائه القدرة على التعامل مع الحيوانات الخطيرة عندما يكبر.
عروض الضباع والقدرات الخارقة
تتم إقامة العروض في القرى بشكل أسبوعي، بحيث يبدأ رجال الضبع بقرع الطبول لجذب الحشد إليهم، في البداية يقومون بمسابقات التحدي فيما بينهم، بحيث يظهر كل شخص منهم قدراته الخارقة.
في أحد الأفلام الوثائقية لليوتيوبر جو حطّاب، يظهر قيام أحد رجال الضبع بإبطال مفعول عمل الشفرات الحادة من خلال وضعها في عينه وتمريرها على يده، وأيضاً من خلال كسر السيوف بأسنانه، ليس ذلك وحسب بل حتى بإمكانه جعل أي شخص يجلس أمامه يقوم بذات القدرات بمجرد أن يلمسه بيده.
ومن العروض الأخرى قيام رجال الضبع بإخراج مجموعة أفاعي كوبرا ووضعها داخل أفواههم والتعامل معها كأنها حيوان أليف.
يضعون رؤوسهم بين فكي الضباع ويعالجون بها الناس
بعد ذلك يأتي دور العرض الرئيسي، وهو إخراج الضباع إلى الساحة الرئيسية من أجل علاج الناس، إذ يعتقد السكان المحليون أن رجال الضبع يمتلكون قوى خارقة للطبيعة، بسبب قدرتهم على ترويض الضباع والأفاعي، ويدفعون لهم مقابل الأدوية التي يقدمونها.
بعد أن يدفع الناس النقود يقوم رجل الضبع بفك الكمامات عن فم حيوانه ويضع رأسه بين فكيه ليثبت قدرته الخارقة، بعد ذلك يثبته على الأرض ويطلب من المرضى الجلوس فوقه لفترة قصيرة من أجل أن يشفوا من أمراضهم.
ونظراً لأن العديد من النيجيريين يؤمنون بالأرواح الشريرة والسحرة، فإنهم يعتقدون أيضاً أن رجال الضبع لديهم قوى يمكنهم خلالها طرد الأرواح الشريرة عنهم أيضاً، وفقاً لما ذكره موقع The Plaid Zebra.
ماذا تقول عنهم الصحف المحلية؟
دائماً ما تتهم الصحف المحليّة في نيجيريا رجال الضبع بأنهم لصوص بنوك وتجار مخدرات ورجال عصابات، وفقاً لما ذكره موقع Public Delivery.
ولكن وفقاً لبيتر هيغو، وهو أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين في جنوب إفريقيا، فإن هناك العديد من الأساطير الجميلة التي تحيط بهذه القبيلة، وبأنهم أناس طيبون يقومون بالترفيه عن الناس باستخدام الحيوانات، لا سيما الضباع، ويقدمون لهم العلاجات الشعبية، والأجمل من ذلك أنهم مترابطون ببعضهم البعض، وما يفعلونه من قدرات هو متناقل لديهم من جيل إلى جيل.
وأضاف أيضاً: "في البداية كنت أحاول تصوير عروضهم، ثم أدركت أن العلاقة التي جمعت هناك بين الإنسان والضباع كانت أكثر لفتاً للانتباه من الأشياء التي تتم خلال العرض".
وأوضح أنه تم انتشال هذه الحيوانات من البرية عندما كانت جراءً صغيرة ولم يكن بمقدورها العودة، ومنذ ذلك الحين وهي تعتمد على هؤلاء الرجال في غذائها بشكل كامل، وهم يعتمدون عليها في كسب عيشهم، لقد كان كل طرف في العلاقة في حاجة للآخر، لكنها لم تكن علاقة تكافلية سهلة.