تجاوزت المواجهة العسكريين واستباحت المدنيين بوحشية.. أسوأ 5 حروب في تاريخ البشر

ورغم أن هذه القائمة ليست شاملة، ولا تضم سوى جزء بسيط من أعداد قتلى الحروب في التاريخ البشري؛ لكنها تعدد أسوأ 5 حروب، إذ قضت مجتمعة على ملايين الناس.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/20 الساعة 19:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/20 الساعة 19:27 بتوقيت غرينتش
مثل كل الحروب الأهلية في تاريخ الصين، كان الاضطراب الاجتماعي هو القاتل الأبرز وصاحب التأثير الأوسع على المدنيين/ istock

كل الحروب سيئة. لكن بعضها أسوأ بكثير من البعض الآخر، سواء لناحية الخسائر البشرية أو لتغيير الأنظمة الأيديولوجية عبر إنهائها أو دعم سيادتها.

ورغم أن هذه القائمة التي أعدتها مجلة National Interest ليست شاملة، ولا تضم سوى جزء بسيط من أعداد قتلى الحروب في التاريخ البشري؛ لكنها تعدد أسوأ 5 حروب، إذ قضت مجتمعة على ملايين الناس.

كانت هذه الحروب ضخمة وغيرت الوضع القائم:

الحرب الأهلية الصينية حولت أكثر من نصف مليار إنسان إلى الشيوعية.

الحرب العالمية الثانية دمرت دولة شمولية مخبولة.

وحتى الغزو المغولي يتردد صداه في الحاضر، إذ إن 16 مليون إنسان حول العالم يحملون جينات جنكيز خان.

أسوأ 5 حروب في تاريخ البشر

أسوأ 5 حروب
الحرب الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية هي بكل تأكيد الحرب العالمية الثانية/ istock

الحرب الأهلية الصينية

اندلعت الحرب الأهلية بين جمهورية الصين والحزب الشيوعي الصيني على فتراتٍ متقطعة لأكثر من 20 عاماً، من 1927 إلى 1950، ونتج عنها تأسيس جمهورية الصين الشعبية على البر وجمهورية الصين على جزيرة تايوان. 

قُتل فيها 8 ملايين شخص في نزاعٍ تعقد بفعل تواجد القوات اليابانية في الصين.

مثل كل الحروب الأهلية في تاريخ الصين، كان الاضطراب الاجتماعي هو القاتل الأبرز وصاحب التأثير الأوسع على المدنيين. 

صنع الاقتتال الكثير من اللاجئين، وتركهم عرضة للأمراض والتضور جوعاً. وتسببت الأعمال الانتقامية من أحد الطرفين تجاه المدن والقرى المتعاطفة مع الجانب الآخر في قتل المزيد من المدنيين.

كانت الخسائر العسكرية في بداية الحرب الأهلية قليلة نسبياً، إذ حارب الحزب الشيوعي الصيني حرب عصابات في شوارع الصين. وبنهاية الحرب الثانية زود الجيش السوفيتي القوات العسكرية للحزب الشيوعي بالأسلحة اليابانية التي استولت عليها روسيا، ما دعم كفاءتها في الميدان. 

وفي غضون 5 أعوام طُردت قوات جمهورية الصين من الصين إلى تايوان وجيوبٍ من جنوب شرق آسيا.

ومن العوامل التي زادت حدة الحرب الأهلية تواجد القوات الأجنبية التي شاركت في حملة وحشية من القمع لتهدئة الصين المحتلة. كان اليابانيون في المعتاد أقوى من القوات الصينية، لكن القوة البشرية في الصين لا قرار لها. 

وقد قاتلت قوات جمهورية الصين وقوات الحزب الشيوعي الصيني اليابانيين، بل أوقفوا القتال مع بعضهما البعض في أثناء فترة الجبهة المتحدة الثانية الشهيرة.

ثورة تاي بينغ

آمن الصيني المسيحي هونغ شيوتشان بأنه أخو يسوع، فقاد ثورة ضد سلالة تشينغ الحاكمة. 

فأسس هونغ مملكة تايبينغ السماوية، وقاد جيشاً للإطاحة بسلالة تشينغ. وربما كانت هذه الحرب الأهلية، التي استمرت من 1850 إلى 1864، هي أكثر النزاعات الفتاكة في التاريخ.

بدأت ثورة هونغ في جنوب الصين، وزحف جيش مملكة تايبينغ السماوية شمالاً، وتمتع بنصرٍ تلو النصر على قوات تشينغ، وتأسست العاصمة في نانجينغ. 

أوقف زحف جيش تايبينغ الجيش المنتصر أبداً، جيش إمبراطوري بقيادة ضباط أوروبيين من بينهم الأمريكي فريدريك تاونسند وورد وضابط الجيش البريطاني تشارلز غوردون، الذي قُتل لاحقاً في حصار الخرطوم. 

لم يتمكن جيش تايبينغ من دخول بكين وشنغهاي، وتمكنت القوات الإمبريالية في النهاية من دفعه إلى الانسحاب.

مع أن الخسائر العسكرية كانت على الأرجح أقل من 400 ألف إنسان، فإن الخسائر الإجمالية متضمنة المدنيين تتراوح بين 20 مليون ومئة مليون إنسان. 

تسبب الاضطراب المدني والجوع والمرض في أغلب الخسائر في صفوف المدنيين. ومع اقتراب نهاية الحرب، ارتكبت قوات الحكومة الإمبراطورية أعمالاً انتقامية في مهد الثورة، وقُتل ما يصل إلى مليون إنسان في غوانغتشو.

غزوات المغول

المغول هم قبيلة من البدو الخيالة من وسط آسيا، وقد نفذوا حملة استمرت 100 عام من الغزوات التي أخضعت أكثر مناطق أوروبا وآسيا. 

في القرن الثالث عشر، احتلت إمبراطورية المغول أراضي الدول الحالية روسيا والصين وبورما وكوريا وكل وسط آسيا والهند وإيران والعراق وتركيا وبلغاريا والمجر وبولندا.

لم يحتل المغول كل هذه الأراضي بالرفق. 

فبين عامي 1211 و1337، قتل المغول ما قد يصل إلى 18.4 مليون شخصٍ في شرق آسيا فقط. وكتب إيان فريزر في مجلة النيويوركر: "بالنسبة للمدن والأماكن المأهولة والمزروعة في طريق المغول، كان الزحف المغولي كارثة طبيعية بحجم ارتطام النيازك".

من الأمثلة على وحشية المغول ما فعلوه بمدينة نيسابور الفارسية، التي دمروها في عام 1221م وقضوا على 1.7 مليون شخصٍ يعيشون في المدينة وحولها، كما تشير الدراسات. 

وفي غزوهم لبغداد، عاصمة الخلافة العباسية، عكف المغول على قتل أهلها لسبعة أيام متواصلة، لتتراوح تقديرات عدد القتلى من مئتي ألف إلى مليون نسمة من سكان المدينة.

لكن العدد الدقيق للقتلى في غزوات المغول يصعب التيقن منه. فقد بالغ المؤرخون على الأرجح في العديد من الإحصاءات، وساعدهم المغول أنفسهم بنشر الحديث عن فظائعهم في أقصى بلاد الأرض من أجل تدمير معنويات البلد التالي الذي يعتزمون غزوه. 

واقترحت دراسات المراجعة تقليل عدد القتلى في الغزوات المغولية من 40 مليون شخص إلى 11.5 مليون شخص "فقط" على مدار 120 عاماً.

الحرب العالمية الأولى

في الحرب العالمية الأولى قُتل 16 مليون إنسان، من بينهم 9 ملايين من العسكريين، و7 ملايين من المدنيين.

كان المعدل المرتفع للوفيات في الحرب العالمية الأولى نتيجة لعدة عوامل. فقد فرضت المطالب السياسية الحفاظ على كل شبر من أرض الوطن، ما جعل من المحتم تجنيد جيوش ضخمة. 

ومن الناحية العسكرية، استمرت العديد من الجيوش في الهجوم، رغم أن الدفاع في ذلك الوقت كان أقوى من الهجوم.

كانت الحرب العالمية الأولى أول حربٍ على نطاق عالمي في عصر التصنيع، ولأول مرة استُخدمت المدافع الرشاشة والدبابات والمدفعية على نطاقٍ واسع. 

وبالتحديد زاد المدفع الرشاش مستوى القدرات القتالية للمشاة، لكن في وضع الدفاع بصورة أكبر من الهجوم.

وتميزت الحرب العالمية الأولى بمعارك دامية فتاكة اشتهرت بارتفاع الخسائر في الجانبين. 

من أوائل هذه المعارك معركة المارن الأولى، التي شهدت خسائر في صفوف الفرنسيين بلغت 250 ألف جندي. ولا تتوافر عن خسائر الألمان إلا تقديرات، لكن يُعتقد أنها تساوي خسائر الفرنسيين.

لكن عوضاً عن تنفير القادة العسكريين والسياسيين من الحرب وإجبارهم على تغيير أساليبهم العسكرية، رسمت معركة المارن الأولى تكتيكات ما تبقى من الحرب. 

تسببت معركة فردان في خسارة ما يقدر بـ 714 ألف شخص في 300 يوم. ويذهب المؤرخون إلى أن الخسائر الإجمالية لمعركة السوم تتراوح بين 700 ألف و1.1 مليون نفس. 

أما الخسائر على الجبهة الشرقية فكانت أسوأ، إذ قُتل 300 ألف ألماني و2.4 مليون روسي، أكثرهم ماتوا ليس بسبب القتال بل بسبب الفقر والمرض.

وكانت الحرب العالمية الأولى على الأرجح آخر معركة تتسبب في خسائر في صفوف العسكريين أكثر من المدنيين. فمع أن القتال وقع أكثره على أرض فرنسا، لم تتجاوز خسائر المدنيين في فرنسا 40 ألفاً.

الحرب العالمية الثانية

الحرب الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية هي بكل تأكيد الحرب العالمية الثانية. 

ربما توجد حربٌ أخرى أكثر فتكاً، لكن تنقصها سجلات يُعتمد عليها لتوثيق الخسائر. بين عامي 1939 و1945، مات ما يتراوح بين 60 و80 مليون إنسان. من بين هؤلاء كان 21 إلى 25 مليون عسكري، والباقي من المدنيين.

أدى مفهوم الحرب الشاملة، حيث يتوسع نطاق الأهداف المشروعة من جيش العدو إلى الدولة الداعمة له، إلى تخفيف القيود السابقة، واستهداف المدن بالقصف. 

وسمح القصف الاستراتيجي للقوات الجوية بإلقاء القنابل خلف خطوط العدو، لتصل وفيات المدنيين من القصف الجوي وحده إلى مليون إنسان على الأقل.

على العكس من الحرب العالمية الأولى، كانت الحرب العالمية الثانية عالمية حقاً، إذ دار جزء كبير من القتال في آسيا والمحيط الهادئ. 

خسر الاتحاد السوفييتي ما يقدر بـ27 مليون عسكري ومدني، ما جعله في المركز الأول بأعلى خسائر في الأرواح. 

ويُعتقد أن الصين خرجت بـ20 مليون قتيل، وألمانيا بستة أو سبعة ملايين، واليابان بنحو 2.5 إلى 3.2 مليون. 

أما الولايات المتحدة فقد حالفها الحظ، إذ قُتِل 420 ألف أمريكي تقريباً، من بينهم 10 آلاف فقط من المدنيين.

ما زاد من الخسائر في أرواح المدنيين كان المساحات الواسعة التي احتلتها دول المحور. كانت ألمانيا واليابان دولتي احتلال وحشيتين، وتعرض المدنيون في يوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي وبولندا والصين والفلبين – إلى جانب دول أخرى كثيرة – لمعاناة بشعة.

تحميل المزيد