الصوفية دين الحب، الله محبة، مَن عرف نفسه عرف الله. دين البشرية كلها الذي يجمعها ولن يفرقها أبداً هو الحب. إذا عرف كل الناس أن الأصل هو المحبة، وأن الكراهية تقتل، أما الحب فلا. لا شك في أن العالم سيكون أفضل مما هو عليه الآن.
"سبحانه، خفِيَ سرُّ ذاته، وهو الكامل الذي كمل به كل شيء، والقادر الذي وسعت قدرته كل شيء، والرحيم الذي سبقت رحمته غضبه".
"ما دامت حياة قائمة فهناك فرصة سانحة، حين تسلم بكل الخسائر وتقلب كفيك علی كل الخسارات والحسرات، قد تأتيك فرصة عجيبة. الانهيار أقدم هدايا الكون، هدية ذهب في كيس حرير مكتوب عليها أن الحياة بهذا الشكل قد أعلنت النهاية، وأننا أمام تحول عظيم. كل تحول عظيم في الحياة سبقه انهيار عظيم".
"من علامات الشيخوخة سكوننا للحسرة وهجرنا الآمال. فقدت كل أمل، لعلني أفقد كل ندم. ولا علم لي لماذا تستمر بي الحكاية، وكيف أكملها، وأنا الغريق فيها ولا نجاة".
رواية يكتبها كاتب داخل الرواية، تتشابه المصائر والحيوات، وقد تصدق الأسطورة بأن لكل رجل سبعة أشباه. أو الأسطورة الإغريقية التي تقول إن كل الناس خلقوا بأربع أرجل وأربع أذرع، ولكن الله غضب عليهم فشطرهم، وباتت الحياة كلها تتلخص في رحلة المرء منا في البحث عن نصفه الآخر.
يونس الضبع ويونس بن القهوجي رجال يشبهون كل الرجال، وقعوا في الحب ومارسوا الخطيئة وسكروا حد الثمالة، وفي لحظة واحدة انقلبت حياتهم لأنهم استوعبوا الإشارة الربانية التي إذا ضاعت لا تعود، ولا ينفع معها حسرة ولا ندم.
أما مريم ومريم، نسوة الرواية، كشطر واحد من بيت في قصيدة، والقصيدة هنا أقصد بها رواية "يونس ومريم" للكاتب محمد موافي رواية شاعرية، والنساء فيها يمكنهم ترويض الحزن وإخضاعه. يركع في أحضانهن أقوی وأشرس الرجال، ويذوبون في العشق، ولا يعرف الرجل نفسه إلا في عيون امرأة تحبه ويحبها، ومن عرف نفسه عرف الله وتاب إليه.
"كل شيء محتوم ولن يتغير، وستظل دنيا شقاوة بلا راحة ولا قيمة وبغير هدف. محتوم انكسارك، وهزيمتك محسومة لو فكرت في أن تنطح الجدار برأسك".
الرواية ذكرتني برواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق لوجود الصوفية كخلفية أساسية في العمل، بنفس جمال المذهب الصوفي وشاعريته التي تقشعر لها الأبدان العاشقة لاسم الله العظيم. وذكرتني في رحلة بطلها الأول "يونس بن القهوجي" برواية "الخيميائي" للكاتب باولو كويلو لغياب البطلين في الصحراء وطول رحلتهم فيها.
الحياة رحلة، مجرد رحلة، المكسب الوحيد فيها تجده في الطريق، والطريقة، والرسائل التي نلتقطها، والغنائم التي نكسبها من حروبنا، حتی الهزائم والجروح تصبح غنيمة يسميها الناس خبرات حياتية من شأنها إعلاء قيمة المرء ورفع شأنه واكسابه المعرفة التي تليق بالشيبة التي تحط علی كل من يعرف ويطوف ويرتحل في الأرض وغرضه المعرفة وإيجاد نفسه أو إيجاد شريك روحه.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.