من بين العديد من الأسماء التي اهتمت بتمويل البحوث العلمية يلمع اسم المليونير الروسي يوري ميلنر، خاصة أنه اهتم بتمويل مشاريع فريدة من نوعها، مثل البحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
وإلى جانب علماء مميزين مثل ستيفن هوكينغ، وعباقرة في عالم التكنولوجيا مثل مارك زوكربيرغ، أسَّس ميلنر مشاريع كلّفته مئات ملايين الدولارات لدعم العلماء، والبحث عن حضارات ذكية قد تكون موجودة في مكان ما في هذا الكون الفسيح.
تعرّف معنا على أكثر المستثمرين نفوذاً في روسيا، وواحد من أهم الشخصيات على الكوكب.
يوري ميلنر أخطبوط الاستثمارات التقنية
يعتبر ميلنر كالأخطبوط في عالم الأعمال والاستثمارات التقنية، وقد استطاع بناء نفسه من الصفر فبعد دراسته للفيزياء في روسيا قرر أن يتخصص في إدارة الأعمال، فحصل على ماستر في هذا المجال من الولايات المتحدة.
وأسس شركته DST Global التي ما لبثت أن أصبحت من أبرز مستثمري التكنولوجيا في العالم، فلشركة ميلنر استثمارات في شركات كبيرة مثل فيسبوك وتويتر وواتساب وسبوتي فاي وسناب شات وعلي بابا و Airbnb وغيرها.
لكن استثمارات يوري ميلنر الناجحة لم تكن السبب الوحيد الذي أدى إلى انتشار صيته، فقد كان لمشروعه Breakthrough دور مهم بشهرة ميلنر.
ما هو مشروع Breakthrough؟
أعلن ميلنر وزوجته عن مشروعهما Breakthrough في العام 2012، وانضم إليهما في العام التالي عدد من الشخصيات، كان أبرزهم مارك زوكربيرغ.
يهدف هذا المشروع إلى تقديم جوائز ومحفزات لأولئك المهتمين بالعلوم، وتشمل الجائزة ثلاثة مجالات هي: الفيزياء والعلوم الطبيعية والرياضيات، إذ يحصل الفائزون على جائزة قيمتها 3 ملايين دولار عن كل قسم، مما يجعل Breakthrough أكبر الجوائز العلمية على الإطلاق في العالم.
واعتباراً من مارس/آذار 2017، تم منح 174.8 مليون دولار من أموال الجوائز لـ70 عالماً منفرداً وأربعة فرق بحثية كبيرة.
ملايين الدولارات للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض
فضلاً عن الجوائز التحفيزية للبحوث العلمية، اهتم يوري ميلنر بشكل خاص بعلوم الفضاء، وقد جذبته فكرة إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض، لدرجة جعلته يكرس الكثير من الوقت والمال لخدمة هذه الفكرة، ومن هنا أطلق مبادرة جديدة تحمل اسم Breakthrough Initiatives.
دعمه في هذه المبادرة علماء وفيزيائيون لامعون، مثل ستيفن هوكينغ وفرانك دريك ومارتن ريس وهي تضم ثلاثة مشاريع.
المشروع الأول حمل اسم Breakthrough Listen، وسيستثمر فيه 100 مليون دولار على مدار 10 سنوات، اعتباراً من عام 2015 حتى 2025، والهدف من هذا المشروع هو البحث عن أدلة على وجود حضارات ذكية خارج الأرض.
حيث تستهدف الدراسة أقرب 100 مجرة إلينا، بالإضافة إلى مركز درب التبانة.
أما المشروع الثاني الذي يحمل اسم Breakthrough Message فهو عبارة عن جائزة سنوية بقيمة مليون دولار لمن يتمكن من تصميم رسالة رقمية تمثل الأرض لإرسالها إلى الفضاء الخارجي، بحيث تتمكن الحضارات الأخرى -إن وجدت- من فك شيفراتها.
المشروع الثالث يحمل اسم Breakthrough Starshot ولعله أكثر المشاريع الثلاثة إثارة للاهتمام.
إذ يهدف هذا المشروع الذي يحمل ميزانية تقارب الـ100 مليون دولار إلى تطوير عدد من المركبات الفضائية التي تستطيع القيام برحلة إلى (ألفا سنتوري) -أقرب نظام نجمي إلى الشمس- وذلك بسرعة رهيبة تمثل 20% من سرعة الضوء، بحيث تستغرق الرحلة إلى ألفا سنتوري فقط 20 عاماً، ويستغرق حوالي 4 سنوات فقط لإخطار الأرض بوصول آمن للمركبة إلى هدفها.
في قائمة أقوى 500 شخص على الكوكب
مع الإنجازات الكبيرة التي قدمها ميلنر، وتقديمه الملايين لدعم العلماء والبحوث العلمية، لاسيما المتعلقة بالفضاء، كان لا بد أن يحظى الرجل بالقليل من التقدير.
فتم تصنيفه كواحد من أعظم 50 قائداً في العالم، بحسب مجلة Fortune في 2018، وصنفته فوربس على أنه واحد من أعظم العقول التجارية، كما صنف من قبل فوربس نفسها على أنه واحد من أغنى 100 ملياردير تكنولوجي في العالم، أما صحيفة التايم فصنفته في قائمة أكثر الأشخاص نفوذاً.
بينما صنفته صحيفة فيدوموستي بأنه رجل أعمال العام في 2010.
أما مجلة Foreign Policy فأدرجت ميلنر في قائمة تضم أقوى 500 شخص على الكوكب في العام 2013.