في شمالي باكستان يقطن شعب الهونزا، الذين تحوم حولهم الكثير من الأسرار، لأنهم يعيشون لأعمار تصل حتى 145 عاماً، ويظلون بنشاطهم وصحتهم حتى عمر 100 عام، ولهذا أُطلق على الوادي الذي يسكنونه "وادي الخالدين".
تعالوا نتعرف على السر وراء كل هذه الأمور.
شعب الهونزا الذي يعني اسمهم "متحدون في جبهة واحدة كالسهام"
عند جبال "كاراكورام" في باكستان تعيش قبيلة الهونزا المسلمة، على مذهب الطائفة الإسماعيلية، ويعتبرون من أتباع "أغا خان"، ويعتبر الأمير كريم الحسيني الذي يعيش في فرنسا هو الزعيم الروحي لتلك القبائل، وحامل لقب "أغا خان الرابع".
يبلغ عدد السكان نحو 920 ألف نسمة، ويعني اسمهم "المتحدون في جبهة واحدة كالسهام"، وهم قبيلة لا تمرض ولا تشيب، وأيضاً يعيشون حياةً طويلة وبصحة أفضل.
كل ذلك يأتي بفضل أفراد القبيلة الذين يعيشون على نهج معين وأسلوب حياة يومي كوّن هذا السر وراء شبابهم الدائم.
مثلاً، فإن نظامهم الغذائي يقوم على أكل الخضراوات النيئة والفواكه والبروتين كالحليب والبيض والجبن، ولا يتناولون إلا العصير الطازج فقط لمدة 2 إلى 3 أشهر بالعام.
كما أنهم يستحمّون بالماء البارد حتى في أكثر أوقات السنة برودة، فيما يتضمن نمط حياتهم المشي لمسافات من 15 إلى 20 كيلومتراً والركض والضحك يومياً.
لذلك لا تندهش عندما يقابلك أحدهم وعمره 70 عاماً ويحتفظ ببنية الشباب، وأحياناً تصل أعمارهم إلى 145 عاماً.
والأكثر من ذلك أن نساء تلك القبيلة في سن 65 يملكن نضارة وجوه الأطفال، كما يتمتعن بصحة جيدة تسمح لهن بالحمل والولادة لوقت متأخر.
رجال أقوياء بدنياً لكنهم يعيشون على المساعدات
كتب عنهم الطبيب روبرت مكاريسون في جريدة الجمعية الفلكية للفنون: "شعوب الهونزا لديهم قدرة على التحمل غير عادية أو معتادة لدى البشر، فالرجل لديهم يمكنه السير في نهر جليدي عارياً بفصل الشتاء دون أن يتضرر جسده أو يشعر بالضعف".
مؤكداً وصولهم إلى أقصى درجة من اللياقة البدنية الكاملة التي شهدها في حياته المهنية.
وغياب التكنولوجيا الحديثة لدى تلك القبيلة يجعل من المجهود البدني الشاق أمراً ضرورياً لاستمرارية الحياة، ولذلك ليس هناك مجال للكسل، الذي يعتبر من أكثر المخاطر التي تهدد صحة القلب.
وبجانب العمل اليومي الشاق لتوفير احتياجات المعيشة فالكثير من شعب الهونزا من ممارسي رياضة اليوغا البارعين، بجانب إدراكهم لأهمية ممارسة التأمل وفوائده على العقل والجسد والروح.
أما من ناحية العمل فليست لديهم صناعة أو تجارة تمدهم بالأموال أو تمنحهم وضعاً اقتصادياً مستقراً سوى المشاركة في بعض الأسواق لبيع الفاكهة والخضراوات، والتي لا تمنحهم الكثير من المال، ولذلك تعيش تلك القبائل على المعونات المالية من المنظمات الدولية.
النساء تلد حتى عمر الــ70 سنة!
ومن المثير للاهتمام حول هذا الشعب أيضاً، أنّ نساء هونزا يتمتعن بصحة جيدة تسمح لهن بالحمل والولادة حتى سن السبعين.
مرض السرطان يخاف منهم!
تتبع تلك القبائل أساليب بسيطة وبدائية إلى حد ما في ممارسة حياتهم اليومية، وقد ساعدتهم تلك الطرق على رعاية صحتهم رعاية فائقة؛ فلم يمرض سكان تلك القبلية بأي من أمراض العصر مثل: السرطان، والسكري، والبدانة، وأمراض ضغط الدم، وعسر الهضم الوهمي، أو قرحة المعدة والاثني عشر، أو التهاب الزائدة الدودية، أو التهاب القولون المخاطي.
ولم تصل إليهم أي من الأوبئة التي انتشرت في العالم حديثاً أو قديماً، والعلة الصحية الوحيدة التي تعاني منها شعوب الهونزا هي اضطرابات العين؛ لما يتعرضون له من دخان كثير من النار المُستخدمة في طهي الطعام، لأنهم لا يملكون وسائل الحياة الحديثة.
والسبب الآخر لعدم إصابتهم بالسرطان هو النظام الغذائي الذي يتبعونه، كونهم يتناولون الكثير من الجوز، وعلمياً تحتوي المكسرات المجففة على مركب B-17 الذي يتحول إلى مادة مضادة للسرطان داخل الجسم.
كيف اشتهر هذا الشعب؟
السر وراء شهرة هذا الشعب هو حادثة طريفة من نوعها، وقعت في العام 1984، عندما استوقف الأمن في مطار لندن رجلاً يدعى "عبدمبندو"، وفي جواز سفره تاريخ مولده عام 1932، ما أثار دهشة رجل الأمن، لأنه يبدو في الثلاثينيات، فحكى الرجل له عن موطنه الــ "هونزا" ومن هنا عُرفت تلك المنطقة.
وحسب ما ذكره موقع "اندو إنديا"، الناطق باللغة الهندية، فإن هذا المجتمع يتحدث لغة البروشسكي، ويقال إنهم من نسل أحد جيوش الإسكندر الأكبر، وهو جيش "اليكجينت دار" الذين ضلوا طريقهم في القرن الرابع في واحد من الجبال الضيقة للهمالايا.