يوم الاستقلال الأمريكي في 4 يوليو.. قاوَموا البريطانيين بإلقاء الشاي في البحر

يُعد الرابع من يوليو/تموز، المعروف كذلك باسم يوم الاستقلال الأمريكي، أكبر عطلة وطنية بأمريكا وأطولها وقتاً في الاحتفال. فما هو أصله؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/04 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/03 الساعة 20:19 بتوقيت غرينتش
تصاعدت التوترات بين البريطانيين والأمريكيين في ظل سعي البريطانيين استغلال السلع الأمريكية عبر فرض الضرائب / istock


يُعد الرابع من يوليو/تموز، المعروف كذلك باسم يوم الاستقلال الأمريكي، أكبر عطلة وطنية بيأمريكا وأطولها وقتاً في الاحتفال. يحتفل به الأمريكيون في سائر الولايات بالمفرقعات النارية وحفلات الشواء. لكن الاحتفال به كان يتخذ أشكالاً أخرى في السابق، تتضمن الكحول والرصاص الحي.

نستعرض في هذا التقرير تاريخ اليوم الأكثر وطنية في التقويم الأمريكي. 

يوم الاستقلال الأمريكي

هو يومٌ يُحتفل فيه باستقلال أمريكا عن الإمبراطورية البريطانية. وهو عطلةٌ فيدرالية في الولايات المتحدة، تُحيي ذكرى اعتماد إعلان الاستقلال في 4 يوليو/تموز من عام 1776.

ففي عام 1775، أعلنت المستعمرات الـ13 التي كانت تُشكِّل أمريكا آنذاك حرباً ضد بريطانيا، من أجل الاستقلال. 

كان البريطانيون يسكنون أمريكا منذ عام 1587، ويستغلون مواردها مثل التبغ والشاي، وفق ما نشرته صحيفة The Sun.

بدأت التوترات تتصاعد بين البريطانيين والأمريكيين في ظل سعي الحكومة البريطانية إلى تحقيق مكاسب مالية خاصة بها، واستمرارها في استغلال السلع الأمريكية عبر فرض الضرائب عليها.

ووسط هذه التوترات، صعد صمويل آدامز، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة ورئيس منظمة أبناء الحرية، ورجاله على متن ثلاث سفن في ميناء بوسطن، وألقوا 342 صندوقاً من الشاي من على متنها في الماء.

أصبحت هذه الحادثة معروفةً باسم حفل شاي بوسطن في عام 1773. ثم نشأت أعمال عنف أخرى كذلك، بسبب التوترات الدائرة حول فرض الضرائب على الشاي وغيره من المنتجات.

ويعد حفل شاي بوسطن أحد الأحداث الرئيسية التي أطلقت شرارة حرب الاستقلال الأمريكية.

كيف يحتفل الأمريكيون بيوم الاستقلال؟

اتخذت احتفالات الرابع من يوليو/تموز أشكالاً مختلفة عبر القرون. 

ففي مدينة بريستول بولاية رود آيلاند في عام 1777، كان الجنود يُطلِقون الأعيرة النارية من 13 بندقيةً في صباح اليوم ومسائه؛ احتفالاً به.  

وفي عام 1778، ضاعَف جورج واشنطن، الذي كان قائد الجيش الثوري آنذاك، حصة جنوده من مشروب الرُّم، بسبب الاحتفالات.

أمَّا في الوقت الحاضر، فتُعتبر الألعاب النارية واحدة من أكثر الطرق شيوعاً للاحتفال بيوم الاستقلال.

إذ تُنظَّم عروض الألعاب النارية في كل مدينة رئيسية، ويُنظِّم البيت الأبيض كذلك عرض ألعاب نارية بالحديقة الجنوبية.

وبوجهٍ عام، يقضي كثيرون يوم الرابع من يوليو/تموز مع العائلة والأصدقاء، ويتناولون اللحوم المشوية، ويشاهدون عروض الألعاب النارية والاستعراضات، في حين تحيط بهم كمياتٌ كبيرة من الأشياء التي تحمل نجوماً وأشرطة حمراء وبيضاء وزرقاء. 

لماذا يُحتفَل بيوم الاستقلال في الرابع من يوليو؟

تُنظَّم الاحتفالات في الرابع من يوليو/تموز من كل عام، لأنَّ الكونغرس اعتمد إعلان الاستقلال رسمياً في ذلك التاريخ من عام 1776. 

وقبل ذلك، كان ريتشارد هنري لي قدَّم مُقترحاً بالاستقلال، عُرِض للتصويت في الأول يوليو/تموز من عام 1776، وصوَّتت 12 مستعمرة من أصل 13 بالموافقة عليه. 

ثم صاغ توماس جيفرسون، الذي أصبح رئيس الولايات المتحدة لاحقاً، إعلان الاستقلال الرسمي.

ومع أنَّ الكونغرس اعتمده في 4 يوليو/تموز (ومن هنا أتى يوم الاحتفال)، لم يُوقَّع على مشروع القانون في الواقع إلَّا بعد شهر تقريباً في الثاني من أغسطس/آب.

إذ كان يتعيَّن موافقة سكان مستعمرة نيويورك عليه، وهو ما فعلوه في 9 يوليو/تموز. ثم استغرقت صياغة القانون على مخطوطةٍ بطريقةٍ يُمكن قراءتها أسبوعين إضافيين.

وما علاقة تمثال الحرية؟

في قلب جزيرة أليس ينتصب تمثال أصبح واحداً من أهم المزارات السياحية بأمريكا، بل من أيقوناتها ورموزها، فأصبحت تروج لنفسها مستخدمةً رمز تمثال الحرية.

في عام 1875، نحت الفنان الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي التمثال، بمساعدة المهندس غوستاف إيفل، وتحديداً في أكتوبر/تشرين الأول سنة 1886م، كان موعداً لأن تهدي فرنسا الولايات المتحدة التمثال الذي أصبح رمزها فيما بعد، بمناسبة الذكرى المئويّة للثورة الأمريكية.

أهدت فرنسا التمثال في عهد الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند، وقد اعتبر التمثال حينها أطول هيكل في مدينة نيويورك.

ومنذ ذلك الحين والتمثال منصوب في موقعه بخليج نيويورك، ويبعد مسافة 600م عن مدينة جيرسي، وتقدّر مساحته بما يقارب 49 ألف متر مربع.

تم تخزين التمثال في 214 صندوقاً بعد أن تم تفكيكه إلى 350 قطعة، حتى يتم الانتهاء من تصميم القاعدة الضخمة التي ستحمله

يرمز تمثال الحرية إلى الليبرالية، مجسداً المرأة التي تحرَّرت من قيود العبودية والاستبداد، والتي أُلقيت على حواف قدميها، تمسك في يدها اليمنى مشعلاً يرمز إلى الحرية، وتحمل في يدها اليسرى كتاباً منقوشة عليه أحرف باللغة الرومانية، وهو تاريخ (4 يوليو/تموز 1776)، موعد إعلان استقلال أمريكا.

تحميل المزيد