وُلد أول طفل أنابيب في العالم في عام 1978، وكانت مولودة أنثى أعطت الأمل للعديد من الأهالي الذين يحول العقم دون تمكنهم من الإنجاب.
ومن المعروف لدى الجميع في أوساط العلماء أن الفضل بذلك يعود للطبيبين البريطانيين روبرت إدواردز وباتريك ستيبتو، اللذين تلقَّا الكثير من التكريمات، وحصل أحدهما "روبرت إدواردز" على جائزة نوبل في الطب عام 2010 كونه وزميله أول من اكتشف التلقيح الصناعي.
لكن وبحسب موقع BBC Mundo الإسباني، كان هناك عضو أساسي آخر في فريق إدواردز وستيبتو هو الممرضة البريطانية وعالمة الأجنة والرائدة في علاجات الخصوبة، جان بوردي.
فلماذا تم تهميشها، بينما حصل زملاؤها الذكور على المجد كله؟
ولادة أول طفل أنابيب.. لمن يعود الفضل؟
يعتبر التلقيح الصناعي (طفل الأنبوب) أحد أهم الطرق المستخدمة لعلاج العقم، بحيث يتم إخصاب البويضات بواسطة الحيوانات المنوية خارج جسم الأم؛ ليتم لاحقاً نقل البويضة المخصبة إلى رحم الأم ثانيةً بهدف حدوث حمل ناجح.
ويقدر أن 6 ملايين طفل على الأقل وُلدوا بفضل هذه التقنية، في مختلف أنحاء العالم.
في عام 1978 شهد العالم ولادة أول طفل أنابيب "لويز براون"، وقد كان الفضل في ذلك يعود إلى حد كبير إلى عمل بوردي، التي كانت مسؤولة عن نقل الجنين في حالة القسيم الأريمي (ثماني خلايا) إلى رحم الأم.
مساهمات بوردي
بدأت جان بوردي العمل مع إدواردز في عام 1968، عندما كانت تبلغ من العمر 23 عاماً.
تعاونت الفتاة الشابة مع إدواردز وسافر كلاهما إلى كاليفورنيا بالولايات المتحدة في عام 1969 لإجراء البحوث.
كما شاركت بوردي بنشاط في الاختبارات التي أدت إلى اكتشاف تقنية أطفال الأنابيب، وكانت عضوة مؤسِّسة عام 1980 في Bourne Hall في مقاطعة كامبردجشاير، وهي أول عيادة للتلقيح الصناعي في العالم.
كذلك، ساهمت الشابة في تأليف 26 مقالة مع ستيبتو وإدواردز، وساهمت في ولادة أكثر من 30 طفلاً بالتلقيح الصناعي خلال حياتها المهنية.
وفي عام 1985 توفيت بوردي بالسرطان عن عمر يناهز 39 عاماً.
مساعي إدواردز للاعتراف بدور زميلته
مساهمة بوردي في ولادة أول طفل أنابيب في العالم لم يتم الاعتراف بها أبداً، وبقي دورها مجهولاً إلى أن تم كشف رسائل نشرتها جامعة كامبريدج مؤخراً تتحدث عن محاولات إدواردز في إخراج مساهمات الباحثة الشابة للعلن، وكيف باءت تلك المحاولات بالفشل.
في إحدى الرسائل، الموجَّهة إلى السلطات الصحية البلدية في بلدة أولدهام الإنجليزية، أشار روبرت إدواردز إلى أن بوردي ساهمت في تطوير التلقيح الصناعي إلى جانبه هو وستيبتو.
حيث كانت سلطات أولدهام على وشك افتتاح لوحة تذكارية في المستشفى الذي وُلدت فيه لويز براون، أول طفلة أنبوب.
سعى إدواردز إلى إدراج اسم بوردي على اللوحة بجانب اسمه هو وستبتو، وكرر المحاولة في مناسبات مماثلة أثناء التكريمات في مستشفيات أخرى، لكن في كل مرة كانت طلباته تواجه بالرفض.
وبالرغم من عدم ذكر أي سبب صريح للرفض في تلك الرسائل، فإن مادلين إيفانز، مديرة أرشيف الجامعة، ذكرت أنه من الصعب تحديد الطريقة التي كانوا يفكرون بها في ذلك الوقت، ولكن ربما كان سبب الرفض هو كونها امرأة وممرضة عاشت في زمن لم يكن بعد يتقبل ريادة المرأة كما هو الحال الآن.