عثروا على مذكراته فاكتشفوا مشاركته في كل العمليات الجوية لإيقاف هتلر.. تعرّف على أشجع طيار في الحرب العالمية الثانية

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/11 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/11 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش

نشرت عائلة الطيار البريطاني إيرنست أرتشر دفتر يومياته بعدما عثروا عليه بالصدفة، وباعوه في مزاد علني ما كشف بطولات قام بها تجعله جديراً بلقب أشجع طيار في الحرب العالمية الثانية.

وبحسب ما نشرته صحيفة Mirror البريطاني، فإن المذكرات تسرد بطولات طيار سلاح الجو الملكي أرتشر، وتسلط الضوء على واحد من أبطال الحرب العالمية المجهولين، وعلى التاريخ القتالي له.

وكشفت اليوميات عن اجتياز أرتشر 47 عملية خاضها دفاعاً عن السواحل البريطانية من الغزو الألماني عام 1940، وتضمنت العمليات شن غارات جوية صباحية ومسائية، ودوريات استطلاع لعمليات النقل البحري والغواصات النازية في قناة المانش.

شارك في نورماندي

انضم أرتشر خلال وقتٍ لاحقٍ من الحرب إلى عمليات جوية في صقلية، وإيطاليا، ونورماندي، وآرنم، إلى جانب مهمة عبور نهر الراين بألمانيا.

ووقع الاختيار عليه في نورماندي لقيادة 6 طائرات نقل أثناء عملية تونغا -وهي عملية النقل الجوي أثناء الغزو النورماندي- التي أنزلت المظليين على الشاطئ تمهيداً لنزول القوات إلى الشاطئ.

وأسقط طائرتين شراعيتين خلال أول يومين من عملية ماركت جاردن وهي عملية عسكرية نفذتها قوات الحلفاء أثناء الحرب في هولندا بهدف توفير طريق لتقدمهم نحو ألمانيا، في آرنم بهولندا في سبتمبر/أيلول عام 1944.

وشارك أرتشر في عمليات إنزال المؤن لعناصر منظمة العمليات الخاصة (SOE)، وأفراد المقاومة النرويجية، خلف خطوط قوات الحلفاء.

قاد السرب في فارسيتي

وقاد سربه في عملية فارسيتي، وهي أكبر عملية نقلٍ جوي في التاريخ، شهدت إنزال 16 ألف مظليٍّ في شمال ألمانيا.

وفي النهاية، وبعد ثلاثة أيامٍ من انتهاء الحرب في مايو/أيار من عام 1945، حمل أرتشر 16 راكباً إلى أوسلو للمشاركة في عملية دومسداي التي شهدت إنزال 6000 مظليِّ في النرويج لحفظ النظام والقانون، واستقبال المستسلمين من القوات الألمانية.

ويُذكر أنَّ أرتشر هو واحدٌ من المُوقِّعين على وثيقة الاستسلام الرسمية.

وكُرِّم الضابط الحاصل على العديد من الأوسمة، بفضل مهاراته وشجاعته ومجهوداته، ومُنِح وسام الخدمة المتميزة، وصليب الطيران الفخري، وصليب الجيش البلجيكي، وصليب الطيار الفضي من هولندا.

وترك أرتشر سلاح الجو الملكي في ديسمبر/كانون الأول 1945، وعمل بعدها مديراً لشؤون العاملين في شركة Boots للخدمات الطبية بمدينة نوتنغهام، وحصل على رتبة الإمبراطورية البريطانية تقديراً لخدماته مع الشركة في عام 1975.

مقتنياته في مزاد علني

وباعت أسرته ميدالياته، ودفتري يوميات طيرانه، وصوره في الحرب، وقبعة سلاح الجو الملكي الخاصة به، بالإضافة إلى رسائله مُقابل 12,500 جنيه إسترليني (16,238 دولاراً تقريباً).

يقول بول موراي، بائع المزادات العلنية في Warwick and Warwick Auctioneers: "لقد كان سجل هذا الطيار الذي شارك في عمليات النقل الجوي الحربية سجلاً حافلاً، وكان من دواعي سروري أن أكون مسؤولاً عن عملية البيع".

يُذكر أن أرتشر انضم إلى قوات الاحتياط المتطوعة لسلاح الجو الملكي في عام 1938، وأنهى 60 ساعة تدريب على الطيران مع بداية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر/أيلول 1939.

ونُقِل إلى السرب 59 ضمن القطاع الساحلي المتمركز في جزيرة ثورني، بالقرب من مدينة بورتسموث بمقاطعة هامبشاير، في يونيو/حزيران 1940، وأنهى 47 عملية خلال ستة أشهر.

ورُقِّي إلى رتبة القائم بأعمال قائد السرب، وأوشك على الخضوع للمحاكمة العسكرية في فبراير/شباط عام 1942 لأنَّه كسر الصمت الإذاعي من أجل الإبلاغ عن محاولة أحد أساطيل سفن العدو عبور قناة المانش، في طريق العودة إلى الموانئ الألمانية.

وورد في خطاب حصوله على صليب الطيار الفضي من هولندا، بعد عملية ماركت غاردن: "يمتلك سجل عمليات تصعب مُضاهاته؛ إذ كان عضواً في السرب 59 الذي عمل خلال فترة الخوف من غزو بريطانيا، وباشر قصف موانئ القناة ليلاً ونهاراً.

أُبيد سربه عملياً. لكنه نجح في تأدية دوره خلال غزو النورماندي. ونجح في عددٍ من الطلعات الجوية لتسليح وإمداد مقاتلي المقاومة الفرنسية. وأبرز نفسه خلال العملية التي جرت بالقرب من آرنم بين 17 و25 سبتمبر/أيلول من خلال مبادراته، وشجاعته، ومثابرته، وإظهاره لتفانٍ غير معتاد تجاه الواجب، وتمسك كبير بهدفه".

تحميل المزيد