على مر التاريخ الممتد منذ لآلاف السنين، شهد العالم معارك كثيرة منها ما كانت فارغة ولأسباب تافهة ومنها ما كانت مؤثرة على العالم حينها.
أشهر المعارك في العالم التي غيرت التاريخ
وفق موقع The Archive الأمريكي فإنه عادة ما تغير الحروب وجه عالمنا على مر التاريخ.
لكن الحروب تتكون من معارك، وهذه المعارك الثلاث عشرة أسقطت إمبراطوريات، وأنهت حروب، وغيرت مجرى التاريخ.
1- معركة موي 1046 ق.م
تعج هذه القائمة بمعارك تفوقت فيها إحدى القوتين على الأخرى عدة وعدداً، لكن في معارك قليلة يبرز عدم التوازن بين القوتين مثلما في معركة موي.
والتي حارب فيها جيش قبائل تشو بحوالي 50 ألف جندي، ضد أكثر من 500 ألف جندي من جنود شانغ، الذين كانوا يتقلدون السلطة آنذاك، بالإضافة إلى 170 ألف من العبيد المسلحين.
لكن لم يثبت التشو أنهم جنود أمهر وحسب، فغالبية العبيد هرعوا إلى صفوف تشو سريعاً، ما دفع بالكثير من جنود شانغ للانقلاب أيضاً.
ونتج عن هذه المعركة انتهاء عصر شانغ، وتقلد تشو مقاليد السلطة لأطول فترة في تاريخ الصين.
2- معركة ترموبيل 480 ق.م.
على الأغلب كل من يقرأ هذا على دراية بمعركة ترموبيل بفضل الفيلم البارز 300 الذي أُنتج في عام 2006، أو لأي سبب آخر.
بينما المواجهة الحقيقية ضمت أكثر بقليل من 300 من الإسبارطيين، فالرقم الذي وصل إلينا يقترب من 2000، من الإسبارطيين، والهيلوتس، وسكان طيبة، وثيباي، وهم من حاربوا ضد جيوش الملك الفارسي خشایارشا الأول، لكنها ما زالت مواجهة من جانب واحد أيضاً.
وعلى الرغم من ذلك تمكن المدافعون من الصمود لمدة 7 أيام، قضوا من بينها يومين كاملين من القتال، وتمكنوا من كسب الوقت الذي سمح في النهاية للقوات اليونانية برد الجيوش الفارسية.
3- معركة أربيل 331 ق.م.
تُعرف أيضاً باسم معركة غوغميلا، وتعد أكثر انتصارات الإسكندر الأكبر حسماً في حملة الغزو المستمرة ضد الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، وبداية سقوط الإمبراطورية.
تعرض الملك الفارسي داريوش الثالث للخيانة وقتله أحد حكامه بعد هذه المعركة.
يُقال إن الاسكندر الأكبر انزعج للغاية لرؤية عدوه المبجل يموت بهذه الطريقة، وأنه منح داريوش الثالث مراسم دفن كاملة، ثم أوقع بقاتله وأعدمه.
4- معركة زامة 202 ق.م.
القائد القرطاجي هانيبال هو أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ، ومسيرته بالأفيال الحربية عبر جبال الألب وجبال البرانس هي واحدة من أشهر المناورات العسكرية على مر الزمان.
ولسوء حظه لم يستمر مجده هذا وكان لابد أن ينتهي وانتهى بالفعل عندما واجه هزيمته الكبرى في معركة زامة.
تمكنت القوات الرومانية في هذه المعركة تحت قيادة سكيبيو من إيجاد طريقة لهزيمة أفيال الحرب، ليس بالالتحام المباشر معها، بل عن طريق تشتيتها وإخافتها قبل شق الصفوف، مما سمح لهم بالهجوم من خلالها دون أن يمسهم الضر.
5- انتصار أرمينيوس على الجحافل الرومانية 9 ق.م.
نصب أحد تحالفات القبائل الجرمانية كميناً للقوات الرومانية فيما يُعرف باسم معركة غابة تويتوبورغ، وما يذكره التاريخ الروماني بأنه "كارثة فاريان".
ودمر ما لا يقل عن ثلاثة جحافل رومانية في غابة تويتوبورغ التي أصبحت الآن شمال غرب ألمانيا.
كانت القبائل الجرمانية تحت قيادة أرمينيوس الضابط الجيرماني في الملحق الروماني الذي تلقى تعليمه العسكري لدى الرومان، مما سمح له بتوقع تكتيكات الجيش الروماني، واستخدم معرفته ضد أعدائه.
يرى بعض المؤرخين انتصار أرمينيوس "أعظم هزائم روما".
6- معركة بلاط الشهداء 732 م
قاد القائد المغاربي عبدالرحمن الغافقي جيشاً من المسلمين من إسبانيا عبر جبال البرانس ووصل إلى المدينة الفرنسية تور.
وعلى الرغم من أنه لاقى جيشاً ضعيف التسليح تحت قيادة القائد الفرنجي تشارلز مارتل، تمكن هذا الجيش في النهاية من أسر عبدالرحمن وقتله وردع جيشه.
يقول الكثير من المؤرخين إن هذه المعركة لو كانت سارت على نحو مختلف لكان الإسلام قد أصبح الدين السائد في أوروبا.
7- معركة هاستينغز 1066 م
وفقاً لويليام الفاتح، دوق نورماندي في ذلك الوقت، تعهد إدوارد المعترف، ملك إنجلترا السابق، لويليام بالتاج ولكنه غير رأيه على فراش الموت ونقل الملكية إلى هارولد غودوينسون.
وفي معركة هاستينغز تمكنت قوات ويليام من هزيمة وقتل غودوينسون، وسار ويليام من هناك إلى لندن، ليصبح الملك الأول لإنجلترا من النورمان، ويهدد الحكم الأنغلو ساكسوني للأراضي تهديداً جدياً.
8- حصار أورليان 1429 م
بينما يدعي البعض أن الانتصار الفرنسي على إنجلترا في أورليان أنقذ فرنسا من قرون محتملة من الحكم الإنجليزي.
يبرز في هذه المعركة دور جان دارك التي كانت تبلغ 17 عاماً وقتها، والتي وصلت للمدينة الفرنسية المحاصرة، وحشدت القوات، وساعدتهم على استعادة ضفاف نهر اللوار.
9- "معركة" كاخاماركا 1532 م
إذا استعدنا أحداث عام 1532 في ساحة كاخاماركا العظيمة التي تعرف الآن ببيرو، سنجد أن كلمة "معركة" ليست الوصف الدقيق.
لقد كان كميناً في الواقع. دعت القوات الإسبانية تحت قيادة فرانسيسكو بيزارو -أتاهوالبا، حاكم شعب الإنكا، إلى كاخاماركا للتفاوض للوصول إلى السلام.
لكن عندما وصل أتاهوالبا غير مسلح باعتباره شرطاً لإظهار سلامة نيته، وترك جيشه خارج الساحة، انقض الإسبانيون، وذبحوا آلاف الحاضرين غير المسلحين، وأسروا أتاهوالبا نفسه.
يعتبر هذا الكمين هو بداية النهاية بالنسبة لحضارة الإنكا.
10- الاستسلام في يورك تاون 1781 م
كان هناك الكثير من المعارك الحاسمة في أثناء الحرب الثورية. ربما كانت الأبرز عندما هُزمت القوات البريطانية، تحت قيادة القائد تشارلز كورنواليز في مدينة يورك تاون، على يد القوات الأمريكية والفرنسية معاً.
استسلم كورنواليز أخيراً، ومهد الطريق لاتفاقية باريس في عام 1783، ونشأة الولايات المتحدة.
11- معركة واترلو 1815
الكثير من المعارك في هذه القائمة هي معارك ذات شهرة، لكن القليل منها دخل إلى المفردات التي نستخدمها مثل معركة واترلو.
عندما سحقت القوات البريطانية وقوات بروسيا قوات نابليون في واترلو، كانت الهزيمة النهائية للقائد الفرنسي، الذي بدت جيوشه في أحد الأوقات لا يمكن إيقاف مسيرتها عبر أوروبا.
اليوم، ربما أصبحنا نشير لانهزام أحدهم هزيمة ساحقة أو حاسمة بأنها "واترلو" مسيرة هذا الشخص.
12- معركة غيتيسبيرغ 1863 ميلادياً
في حين أن واترلو فد تكون على رأس قائمة المعارك الأشهر، لا تبتعد عنها معركة غيتيسبيرغ كثيراً.
فهزيمة القوات الكونفيدرالية في غيتيسبيرغ في بنسلفانيا أسفرت عن أكبر عدد من الإصابات في الحرب الأهلية الأمريكية، ويقول المؤرخون إنها نقطة تحول في الحرب.
13- اقتحام الشواطئ في نورماندي 1944م
لا تكتمل أي قائمة للمعارك المهمة دون واحدة من ضمن المعارك الأشهر، والأكثر تصويراً في الأفلام على مر الزمان.
بدأت قوات التحالف بكامل جهدها في يوم إنزال نورماندي هجوماً برمائياً على شاطئ نورماندي الفرنسي، كان هو الأكبر في التاريخ.
وفي خلال شهر، تمكن أكثر من مليون جندي من الوصول إلى الساحل الفرنسي. وتعد هذه المعركة واحدة من أهم المعارك في الحرب العالمية الثانية.