"أن تكون بطلاً من الطبقة العاملة هو أمرٌ تكتسبه"، هكذا غنى جون لينون.
جرت العادة أن يكون أبطال التاريخ والخيال العلمي من الطبقة المتوسّطة، وغالباً ما يكون الروائيون المعاصرون شبيهين بأبطال رواياتهم، أصحاب الرغبات الجنسية الجامحة والصراعات الداخلية. وبالنسبة إلى المؤرخين، تبقى بقية الأبطال مجهولة الهوية.
لا يقتصر وجود العمّال على كونهم فقراء وحسب، بل إنهم عادةً ما يكونوا مبدعين ويملكون شبكة علاقات واسعة. ويتنقل العامل مقابل أجر في سوق عملٍ معقّد مدمج، حيث يتمّ وضع الكثير من العوائق أمامه. ويتميز أسلوب حياة هؤلاء الأشخاص بجانبٍ بطولي جوهري.
ولا يُعدّ البطل قديساً، وهو الحال بالنسبة لإيمانويل بارتيليمي، الشخصية الرئيسية في كتاب The Murderer of Warren Street للمؤلف مارك مولهولاند. لقد كان، شخصية سيئة وشريرة، لكنه يصلح في الوقت ذاته لأن يكون بطلاً. وكانت حياته جريئة ومليئة بالمغامرات، عاش خلالها الكثير من الأحداث الحاسمة كالقتال، والهروب من السجن، والتآمر، والمبارزة، والتخطيط، والحب.
في المقابل، يجد البطل الحقيقي (الذي لم يبلغ بارتيليمي مرتبته قط) النبالة من خلال إيمان عميق بالذات، وليس عن طريق الكراهية. ويمكن أن نلتمس الكرامة التي تتّسم بها الطبقة العاملة، من خلال 10 كتبٍ قام الكاتب مارك مولهولاند باختيارها بنفسه، منها الخيالي والواقعي. ونظراً لأنه مؤرخ من القرنين التاسع عشر والعشرين، فإن اختياراته تعكس هذه الحقبة.
منذ عقود من الزمن، كانت قصة عيد الميلاد هذه شهيرة ومحبوبة، تماماً مثل كتاب A Christmas Carol. بطلها، تروتي، يعمل في خدمة توصيل الرسائل لعملاء مثقفين، يخبرونه أن الطبقة التي ينتمي إليها جاحدة ومتذمّرة.
يفكر تروتي في الانتحار، لكن الرؤى الخارقة للطبيعة تعلّمه أهمية الشعور بالفخر بالطبقة العاملة والاعتماد على الذات. وتُعدّ هذه القصة ملهمة للكثير من العمال، كما تحثّهم على عدم الاستسلام والرضوخ.
2- The Sharpe novels – برنارد كورنويل
وصف ويلينغتون جيشه، الذي ينتمي معظم جنوده إلى الطبقة الفقيرة من المجتمع، بأنه عبارة عن "حثالة الأرض". وتروي هذه القصة رحلة أحد الجنود (ويُدعى شارب) من الأحياء الفقيرة في لندن إلى معركة واترلو.
وعندما سخر منه بعض الضباط المتعجرفين، أثبت شارب على أنه مقاتل لا يقهر، وقائد بالفطرة. وقد لعب شون بين، الذي يتكلّم بلهجة يوركشاير الشهيرة، دور شارب، ذلك البطل الذي ينتمي إلى الطبقة العاملة، في المسلسل التلفزيوني الذي استمر بثه لفترة طويلة.
3-William Cuffay: The Life and Times of a Chartist Leader – مارتن هويلز
ولد كافاي في العام 1788، وهو من أصولٍ إفريقية من سانت كيتس. كان معتدلاً في مزاجه، ومتواضعاً في سلوكه، ومتشدّداً في نضاله، من أجل الديمقراطية البريطانية.
وفي العام 1848، تآمر كافاي مع آخرين لإطلاق ثورة من لندن. وتمّ نفيه لمدة 21 سنة، من دون أن يُسمع عنه أي خبر مجدداً. ولأنه كان معروفاً بالشرف والنزاهة والاحترام، كتب رفاقه في العام 1851: "سيبقى اسم وليام كافاي، سليل العرق المضطهد في إفريقيا، راسخاً في الذاكرة".
4-The Journey of Martin Nadaud: A Life and Turbulent Times – جيليان تندال
لو أن إيمانويل بارتيليمي كان أقلّ تطرفاً وقسوة وعنفاً، لحظي بحياةٍ شبيهة إلى حدٍّ كبير بتلك التي عاشها مارتن نادو. وقد تجنّب المعماري الفرنسي، ذو الميول الاشتراكية، العوائق التي فرضتها ثورة 1848 في فرنسا. لكنه وجد نفسه، مثل بارتيليمي، في المنفى في لندن.
وبشخصية أكثر مرونة، حافظ نادو على توازنه وعاش لمدة طويلة بما فيه الكفاية كي يعود ويشغل منصب عضو محترم في البرلمان الفرنسي الثالث. وقد جُسِّدت سيرة تيندال في روايةٍ مكتوبة بأسلوبٍ جميل، تحكي كيف يمكن شخصٍ أن يقضي حياته وهو يُنجز أموراً جيدة.
5- Michael Davitt – كارلا كينغ
تمَّ إجلاء عائلة دافيت خلال المجاعة الكبرى في أيرلندا، ونشأ كعامل مهاجر في لانكشاير، حيث فقد ذراعه اليمنى بسبب آلةٍ للغزل. وقد انضمّ إلى الثوريين الإيرلنديين وأمضى 7 سنوات في سجن دارتمور بتهمة التآمر.
وعند إطلاق سراحه، عاد دافيت إلى إيرلندا وأنشأ "رابطة الأراضي" التي صارعت من أجل تدمير النظام الملكي. وبصفته عضواً في البرلمان، كان دافيت داعماً لحقوق العمّال البريطانيين والإيرلنديين. وفي العام 1903، وقبل وفاته بوقتٍ قصير، زار روسيا لفضح المذابح المعادية لليهود التي رعتها الدولة. ولأنه كان محبوباً ونبيلاً، كان دافيت بطلاً حقيقياً في عيون الطبقة العاملة.
6- The Hard Way Up: السيرة الذاتية لهانا ميتشل، متمرّدة ومدافعة شرسة عن المرأة
لم تستفد ميتشل، المولودة في العام 1872، من التعليم الرسمي يوماً.. ما اضطرّها إلى العمل كخياطة. مع ذلك، تروي ميتشل قصتها عن النشاط الاشتراكي والنسوي، وتمرُّدها ضدّ قيود الحياة الزوجية، بقوة هائلة وروح مرحة: "تمثلتْ إحدى أبرز الإطراءات (لم تكن كذلك) التي تلّقيتها في إحدى المناسبات من قبل رجل، قال ساخراً هانا ميتشل! أشبه بشيطان يرتدي ملابس داخلية. فقلتُ له ساخرة: نوعا ماً، سيدي! أشكرك".
وتعتبر السيرة الذاتية لميتشل إحدى كلاسيكيات مذكرات الطبقة العاملة، إذ أنها تُعَدُّ ملهمة ونشطة ومرحة للغاية فعلاً.
7- Out Of The Night – جان فالتن
كان فالتين (واسمه الحقيقي ريتشارد كريبس) عاملاً في أرصفة هامبورغ، وهو متمرّد ثوري محترف، وأحد أفراد المقاومة خلال السنوات الأولى لحكم النظام النازي.
وقد تمّ اعتقاله وتعذيبه من قبل الغيستابو، ولكنه تمكن من خداع آسريه ليتحول بعدها إلى عميلٍ مزدوج. وبعد أن خانه أسياده الشيوعيون، فرَّ فالتين إلى الولايات المتحدة حيث نشر مذكراته التي كانت الأكثر مبيعاً سنة 1941. ومما لا شكّ فيه أن هذا الكتاب يُعتبر مثيراً للاهتمام، ذلك أن كتاب Out Of The Night يُعتبر من أكثر المذكرات تشويقاً، باعتبارها قصة عن المثالية والحب والحسرة والشجاعة الخارجة عن المألوف والخيانة المأساوية.
8- God's Bits of Wood – عثمان سيمبين
تحكي رواية للمؤلف السنغالي قصة إضراب عمّال السكك الحديدية، وقد نُشرت لأول مرة سنة 1960، وهو العام ذاته الذي حصلت فيه بلاده على الاستقلال عن فرنسا. وللوهلة الأولى، تبدو الشخصية الأساسية في الرواية متمثلة في إبراهيم باكايوكو، القائد العمّالي الشجاع، ليتبيّن مع قراءتها أن معظم الشخصيات البطولية هنّ نساء.
في البداية، تسير النساء على خطى رجالهنّ، ثم يتولّين زمام الأمور في النضال الشاق للحفاظ على وحدة المجتمع. وفي النهاية، تقود النساء العمّال في معركةٍ ضارية ضدّ الرؤساء، مع العلم أن عدداً قليلاً جداً من الروايات الرائعة تناولت الصراع الطبقي والاستعمار.
9- Order of Industrial Heroism – دابليو اتش فافير وجاي دابليو ويلسون وجاي إي كريب
في العام 1923، قامت صحيفة Daily Herald، وهي صحيفة يسارية، بتخصيص جائزة للعمال. وعلى امتداد الفترة التي مُنحت فيها، قُدّمت 440 جائزة للعمال الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وكان عدد الحوادث الصناعية مهولاً، بدءاً من انهيار المناجم، وخروج القطارات عن السيطرة، ووقوع انفجارات في المجاري، وصولاً إلى الممرات التي تنهار في المياه، وحيوانات المزارع التي تركض هائجة.
وقد بلغت هذه الجائزة، على نحو متوقّع، نهايتها في سنة 1964، عندما استحوذت شركة صان على شركة هيرالد.
10- Harry's Last Stand – هاري ليسلي سميث
بالكاد تمكن سميث، الذي ولد سنة 1923، من النجاة من الفقر المدقع في منطقة يوركشاير، لينضمّ في العام 1941 إلى سلاح الجو الملكي البريطاني لمحاربة التهديد النازي، حيث اندمج في المجتمع الألماني ووصل به الأمر إلى الزواج بألمانية.
وكان الوضع بعد الحرب، حيث طغت وجهة نظر الطبقة العاملة، قد أعطى الأولوية للرعاية الصحية، وتوظيف العاطلين عن العمل وتقديم أجور مرتفعة. وقد أدرك سميث التقدّم الشجاع الذي أحرزته الطبقة العاملة، التي أخذت تجهّز نفسها لتصبح متعددة الثقافات.
وخلال العصر القاتم للتقشف الذي بدأ منذ العام 2008، دافع سميث في كتاب "الصمود الأخير" عن كرامة الطبقة العاملة والمقاومة، إذ أنه يشجع على الكفاح، بأسلوب لا مثيل له، ويمرر الشعلة لغيره.