من التحاق فتاتين بتنظيم داعش بحثاً عن فلسفة الحياة إلى خيار اللا أمومة؛ مجموعة كتب جديدة هذا الأسبوع، حول المرأة ودورها ونضالها في المنزل والشارع وعلى المنابر السياسية.
وفي حين يحتفل العالم الغربي في شهر مايو/أيار بعيد الأم، تقترح صحيفة New York Times بعض الاختيارات والعناوين التي تدور في فلك نون النسوة.
"أمومة".. "ماذا لو تخليتُ عن الأمومة للفن وكان فني متواضعاً"
تسبح هذه الرواية الفلسفية الجديدة، للكاتبة الكندية شايلا هيتي، في مكان ما بين الخيال والحقيقة. بطلتها كاتبة في أواخر الثلاثينيات من عمرها، وهي واثقة تقريباً بأنها لا تريد إنجاب الأطفال. كما أنها تفكر باستمرار في أسئلة من قبيل: "ماذا لو كنت بصدد اتخاذ قرار سأندم عليه مستقبلاً؟"، "ماذا لو أني تخليت عن الأمومة لصالح الفن، ثم تبين لاحقاً أن فنّي متواضع؟". في الواقع، هناك الكثير من المقاطع في هذا الكتاب التي تستحق الاقتباس، وهي كافية وحدها لتقييمه.
وفي حديثه عن هذه الرواية، قال الناقد دوايت غورنر: ""إنها تصنع مأدبة شيقة من الاعتراضات على مسألة الأمومة. وإذا كان القارئ يهوى وضع الخطوط تحت الأفكار المهمة، فإن قلمه سيجف".
"العبد العجوز".. كلب متوحش يطارد عبداً هارباً إلى ماضيه
تجسد هذه الرواية للكاتب الفرنسي باتريك شاموازو، الذي حصل على جائزة غونكور في سنة 1992 عن عمله "تيكساكو"، قصة عبد عجوز من دون اسم، يعيش مع سيّده وكلب متوحش مدرَّب على حراسة المزرعة وتعقُّب من تسول لهم أنفسهم الهرب.
تتطور الأحداث في شكل مَشاهد مطاردة مطولة. وفي أحد الأيام، يهرب العجوز إلى الغابة، فيلاحقه الكلب الضخم، ومع توغله أكثر بين الأشجار الكثيفة، يغوص العجوز أكثر في ماضيه.
في هذا الصدد، أشار الناقد بارول سيغال إلى أن "الرواية تشبه العاصفة التي تكون سريعة وذات ضغط عال، حيث إن كل صفحة تنبض بالدم الساخن. وقد وجدت نفسي، في أكثر من مناسبة، أتوقف عن القراءة لأفرك عينيَّ من صعوبة تصديق ما أقرأه".
"باراكون: قصة آخر حمولة سوداء".. الرواية التي نُشرت بعد 100 عام
في سنة 1927، سافرت الكاتبة زورا نيل هيرستون إلى ألاباما؛ لإجراء حوار مع كوجو لويس، البالغ من العمر 86 سنة آنذاك، وهو آخر أميركي كان لا يزال على قيد الحياة، تم جلبه في سفن العبيد. نتيجة لذلك، تم إعداد الكتاب قبل قرن من الزمن، إلا أنه لم يُنشر قَط، حيث اعتبر الناشرون استخدام اللغة المحلية فيه أمراً مُنفّراً. كما كان يخشى هؤلاء من أن يثير الوصف الصادم لبعض الأفارقة وهم يبيعون أنفسهم للعبودية رد فعل خطيراً.
وعن هذه الرواية، قال سيغال: "إن هيرستون نفسها ليست حاضرة في الرواية، باستثناء بعض الهوامش. رغم ذلك، يبدو حضورها جلياً في الكتاب. وتُعتبر هيرستون محبوبة جداً بفضل قصصها، علاوة على أنها موهوبة في مجال الفلكلور".
وحول هذه الرواية، قال الناقد، بارول سيغال: "إن هيرستون بشخصها موجودة في أطراف السرد، لكن العين لا تخطئها. وتعتبر هيرستون محبوبة جدا بفضل قصصها، وخاصة "عيونهم كانت تراقب الرب"، علاوة على أنها موهوبة في مجال الفلكلور. أما الصفات التي جعلت منها مميزة في هذا العمل المبكر، فتتجلى بالأساس في الصبر، والإصرار والكاريزما، إضافة إلى قدرتها على قراءة المواضيع التي تتطرق إليها بكل براعة".
"الرجل الفاضل: وودرو ويلسون والعالم الذي صنعه".. عن أكاذيب الرؤساء
ثالث سيرة ذاتية تصدر خلال عقد واحد عن الرئيس الـ28 للولايات المتحدة، كتبتها باتريسيا أوتول. تعد هذه الرواية محاولة لدحض ادعاءات الفضيلة وسمو الأخلاق التي كان ويلسون يستشهد بها بشكل مكثف وحماسي من أجل إبعاد الاتهامات عنه حول فشله في الوفاء بمبادئه.
وشعرت الناقدة جينفير زالاي بأن أوتول كان بإمكانها الغوص أكثر في نفاق ويلسون حول مسألة العِرق، ولكنها قالت: "على الرغم من طوله النسبي، فإن هذا الكتاب لا يحتوي على مقطع يصيب من يقرأه بالملل أو يبدو حشواً؛ إذ إن أوتول تعطي لكل واحدة من شخصياتها وزناً ودوراً، وتضفي عليها لمسة من الحيوية وتجعلها تلتصق بالذاكرة. وتعتبر هذه المميزات غير مألوفة في كتب التاريخ الجادة التي تغطي مثل هذه المسائل الحساسة".
"الدِّببة الراقصة: قصص حقيقية حول أشخاص يحنّون إلى الحياة في ظل الطغيان"
هذا الكتاب الجديد من نوعه للصحفي البولندي فيتولد زابلوفسكي، يصف كيف كان البلغاريون يحصلون على المال من خلال جعل الدِّببة الأسيرة لديهم ترقص.
وبالتوازي مع ذلك، ينتقل الكاتب إلى نقاش حول الحياة بالدول التي كانت في السابق ديكتاتورية. وقيّم الناقد بيتر بومرنتساف الرواية بقوله: "لا يقدم الكتاب رواية موحدة؛ بل ينتقل باستمرار بين قصتين متناظرتين، ويتنقل بين المعاني ذهاباً وإياباً. ومن خلال هذا الأسلوب، فإنه يستفز العقل لإطلاق حوار عميق وغير محسوم حول ما تعنيه الحرية فعلاً".
"تحت شمس قاسية: قصة حقيقية حول العنف، والعِرق، والعدالة التي ضاعت ثم وُجدت من جديد"
في آخر مؤلفاته، يعود المؤلف والمصور الأميركي غيلبرت كينغ إلى فترة عمدة فلوريدا الفاسد جيم كرو، الذي تطرق إليه في رواية "شيطان بالبستان" التي حازت جائزة بوليتزر في عام 2013.
ولكن هذه المرة، ومن بين ضحايا وحشيته مراهق أبيض يعاني إعاقة ذهنية، متَّهم زوراً بجريمة اغتصاب.
وعن هذه الرواية، كتب الناقد جيفري توبين أن "كينغ يروي لنا قصته المعقدة بأسلوب راقٍ لا يفشل أبداً. ولعل قدرته الكبيرة على التحكم في عناصر القصة بشكل رائع، وخروجه عن الخط السردي للقصة بشكل عرضي أحياناً نحو مواضيع أخرى تاريخية، مثل زراعة أشجار الحمضيات، واحتجاجات مارتن لوثر كينغ، تجسد أسلوباً رائعاً واستثنائياً".
"حارس موقف السيارات".. كاريزما صاحب المكائد الشريرة
تقص مراهقة أميركية من أصل أثيوبي، تعيش في جزيرة غامضة، من خلال هذه الرواية، أطوار طفولتها في بوسطن ولقاءها هناك حارساً لموقف سيارات يتمتع بكاريزما قوية، ويحيك مكائد شريرة.
وكتبت إيميلي ماندل في نقدها للكاتبة نافكوتي تاميرات: "تاميرات تتمتع بدقة ملاحظة للتفاصيل الصغيرة التي تكتسي أهمية بتطور الأحداث، كما أنها موهوبة في خلق الأحداث العبثية، في حين أن أسلوبها بالنثر حاد جداً ودقيق، وفي الغالب يمتاز أيضاً بالطرافة".
"فارينا".. تعيد إحياء زوجة الرئيس جيفرسون الشابة
من خلال توظيف المناظر الطبيعية الجنوبية في روايته "الجبل البارد"، التي حققت أعلى المبيعات، كتب تشارلز فريزر روايته الجديدة "فارينا"؛ لإحياء إحدى الشخصيات التي لفَّها النسيان في التاريخ الأميركي بالقرن الـ19، وهي زوجة الرئيس جيفرسون ديفيس، التي كانت أصغر منه سناً وتعارضه في الكثير من قراراته. وفي تقييمها لهذه الرواية، قالت الناقدة بريندا وينابل إن "(فارينا) تحيي بأسلوب غنائي الجمال الاستثنائي والحزين للمناطق الطبيعية في الجنوب في فترة ما بعد الحرب".
"شيء رائع: ثورة روجرز وهامرشتاين في برودواي"
قبل وقت ليس طويلاً، كان هذان الرجلان، اللذان يعتبران رائدَي المسرح الموسيقي الحديث، يُنظر إليهما على أنهما مملان ويفتقران إلى الطرافة. وانطلاقاً من أسلوبه باعتباره كاتباً سياسياً، حاول الكاتب تود إس بوردوم في روايته، ومن خلال تجسيد صورة ثنائية للكاتبين، أن يُظهر أن ذلك الحكم كان قاسياً عليهما.
"الأختان: أب وابنتاه ورحلتهم نحو الجهاد في سوريا"
تعيد هذه القصة المثيرة تجسيد ملحمة أختين مسلمتين، هربتا من منزلهما في النرويج للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة، وحالة أبيهما الذي كان تحت وقع الصدمة؛ الأمر الذي دفعه للالتحاق بهما.
تروي خط سيرهما الكاتبةُ والصحفية النرويجية آسني سيرستاد.
وقد كتبت سوزي هاندسن في نقدها، أن "الفتاتين كانت لديهما أسئلة فلسفية حول الدولة والعالم، وحول ذواتهما. وعلى الرغم من بشاعته الرهيبة، منح تنظيم الدولة هاتين الفتاتين سبباً للحياة. لست واثقة بأننا قد استوعبنا أخيراً سبب فشل المجتمعات العلمانية في تحقيق هذا الأمر إلى حد الآن".
"حانت ساعة المرأة: المعركة الكبرى لكسب التصويت في أميركا"
بعد أن وافق الكونغرس على تمرير التعديل الـ19 في سنة 1919، كان يُفترض أن تحدث تنقيحات قانونية في 36 ولاية أميركية، وكل الأنظار كانت متجهة إلى ولاية تينيسي. ويبدو وصف الكاتبة إلاين فايس لهذه الإجراءات في كتابها بانورامياً وثريّاً، وذلك حسب الناقدة كورتيس سيتنفالد.
في هذا الصدد، كتبت سيتنفالد أن "فايس اعتمدت سرداً واضحاً ورائعاً في الآن ذاته، في حين أنها تمتلك موهبة لغوية فذة. كما أنها أظهرت إحساساً رائعاً بالتفاصيل، وروعة تفاصيلها تجعلنا نشعر بأن بعض شخصياتها تستحق إفراد رواية أخرى بشكل خاص لها".