شهدت حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، دوراً بارزاً للدول العربية، من خلال دعمها لمصر في أثناء الحرب، سواء كان الدعم عسكرياً، أو مادياً، أو من خلال المشاركة في الحرب مع الجبهة السورية.
في هذا التقرير، سنتعرف إلى الدول التي ساعدت مصر ودعمتها، سواء على الجانب العسكري أو المادي.
أولاً: دول ساعدت مصر عسكرياً
العراق
كان العراق من أوائل الدول التي ساعدت مصر عسكرياً في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، فقد أرسل إلى مصر 20 طائرة من طراز Hawker Hunter، وشاركت هذه الطائرات بقوة بجانب الطيران المصري يومي 6 و7 أكتوبر/تشرين الأول من الحرب.
وعلى الجبهة السورية، شارك العراق بفرقتين مدرعتين، و3 ألوية مشاة، وعدة أسراب طائرات، وبلغت المشاركة العسكرية للعراق في سوريا 30 ألف جندي، 250 إلى 500 دبابة، و500 مدرعة، وسربين من طائرات MiG-21، و3 أسراب من طائرات Sukhoi Su-17.
الجزائر
كانت الجزائر ثاني دولة بعد العراق من حيث الدعم العسكري لمصر خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول، عن طريق مشاركتها بفيلقها المدرّع "الثامن للمشاة الميكانيكية" في الحرب، والمكوّن من 2115 جندياً، و812 صف ضابط، و192 ضابط جزائري.
بالإضافة إلى إمداد الجزائر لمصر بـ96 دبابة و16 مدفعاً مضاداً للطيران، و32 آلية مجنزرة، و12 مدفع ميدان، وسرب طائرات بلغ أكثر من 50 طائرة من طراز MiG-21 وMiG-17، وSukhoi Su-17.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1973، زار الرئيس الجزائري، هواري بومدين، آنذاك، الاتحاد السوفييتي، ووضع مبلغ 200 مليون دولار في حساب مصر وسوريا بالاتحاد السوفييتي، كمساعدات لشراء أسلحة أو ذخيرة للحرب.
الكويت
أرسلت الكويت إلى مصر قبل الحرب كتيبة من المشاة، وفور وقوع الحرب أرسلت لواء اليرموك للمشاركة في الحرب، وقد فقدت فيها 73 عسكرياً كويتياً.
وعادت القوات الكويتية من مصر في سبتمبر/أيلول 1974. كما شاركت الكويت على الجبهة السورية عن طريق إرسالها لواء"الجهراء"، وعلى الرغم من تعرُّض القوات الكويتية للقصف من جانب إسرائيل، ولم تفقد أياً من جنودها على الجبهة السورية.
ليبيا
ساعدت ليبيا مصر عسكرياً عن طريق إرسالها لواءً مدرعاً، وسربين من الطائرات مكونين من 21 طائرة Mirage، و 54 طائرة Mirage، سرب يقوده طياران مصريان، والسرب الآخر يقوده طياران ليبيان.
السودان
شارك الجيش السوداني في حرب أكتوبر/تشرين الأول عن طريق إرسال لواء مشاة؛ للمشاركة مع الجيش المصري في الحرب، بجانب إرسال كتيبة وحدات خاصة، وكان لهم دور هام في حماية بعض الثغرات بالحرب، كانت من الممكن أن تخترقها القوات الإسرائيلية، وظلت هذه القوات موجودة في مصر حتى انتهاء الحرب.
اليمن وتونس
ساعدت اليمن مصر عن طريق إغلاقها باب المندب، بهدف تعطيل عمل ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، وإغلاق ممر النفط إلى ميناء إيلات، وقد استخدم السادات غلق ميناء باب المندب كورقة ضغط على إسرائيل خلال مفاوضاته لوقف إطلاق النار.
وبالنسبة لتونس، فقد شاركت في حرب أكتوبر/تشرين الأول، بكتيبة مشاة مكونة من 1000 جندي.
ثانياً: دول ساعدت مصر مالياً وعسكرياً عن طريق الجبهة الأردنية والسورية
السعودية
لم تشارك السعودية مع مصر عسكرياً في حرب أكتوبر/تشرين الأول، لكنها ساعدتها مادياً عن طريق تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار لمصر.
وتمثلت مشاركة السعودية عسكرياً، في الحرب بسربي "ليتننج"؛ لدعم الجبهة الأردنية التي كانت تشارك في الحرب مع سوريا.
الإمارات
لم تشارك الإمارات هي الأخرى في دعم مصر عسكرياً، أو حتى على الجبهة السورية، واقتصر دورها على الدعم المالي؛ إذ تبرعت بمبلغ مليار دولار من أجل شراء أسلحة لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.
إيران والدعم النفطي
على الرغم من عدم مساعدة إيران لمصر عسكرياً، لكنها -وفقاً لحديث للرئيس الراحل محمد أنور السادات- قامت بإمداد مصر بالبترول اللازم لها خلال الحرب.
المغرب
شارك المغرب في حرب أكتوبر/تشرين الأول عن طريق مشاركته باللواء مشاة في منطقة الجولان بسوريا، والتي تسمى "التجريدة المغربية"، بالإضافة إلى إرسال المغرب 110000 جندي، و52 طائرة حربية، و30 دبابة، وبلغ عدد شهداء المغرب في الحرب بسوريا 170 شهيداً.
الأردن
وضع الأردن استعداداته من أجل تأمين أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية، لكنه لم يعلن المشاركة في الحرب على إسرائيل إلا بعد تدهور الوضع على الجبهة السورية؛ إذ أرسل اللواءَ المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية، وخاض اللواء أول معاركه على الجبهة السورية في 14 أكتوبر/تشرين الأول.
إذ كان يعمل جنباً إلى جنب مع المدرعة الثالثة العراقية، وأجبر اللواء المدرع 40 على تراجع القوات الإسرائيلية 10 كيلومتر؛ إذ تعد الجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي، وفقدت القوات الأردنية في هذه الحرب 24 شهيداً.