نشر الإخصائي في مجال اللغة أندرو بيرد، من جامعة كنتاكي نصاً بلغة، يُعتقد أنها إحدى اللغات التي تكلّمها الإنسان منذ 4 أو 6 آلاف سنة، وذلك عام 2013، وقد اعتمد الإخصائي في نصه على الآثار القديمة المتبقية من اللغة السنسكريتية، واللاتينية، واليونانية.
وكانت نتيجة مزيج الآثار القديمة المتبقية لهذه اللغات شبيهة بخليط من اللغة الصينية، واللغات المتداولة في شمال أوروبا، بحسب ما نشرته صحيفة ça m'intéresse الفرنسية.
لكن، تبين أن الإنسان تحدث هذه اللغات منذ العصر الحجري الحديث؛ إذ استعمل الإنسان البدائي إشارات وأصواتاً مصاحبة لها.
إشارات وأصوات لغة الإنسان البدائي
وقد رصد العلماء في بحوثهم منطقةً لإنتاج الكلام في دماغ الإنسان الماهر (هوموهابيلس، الذي عاش في الأرض منذ 25 مليون سنة)، وقد ظهرت إمكانات جسدية تفسر بعض الإشارات حول اللغة المستخدمة، مثل: بنزول الحنجرة إلى أسفل الحلق (بين الفقرتين الرابعة والسابعة).
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العضو الصغير، المعروف بتفاحة آدم، هو الجزء الذي يحمل الحبال الصوتية ويسمح بتشكيل أصوات معقدة، وقد تم اكتشاف أن وجود الحنجرة في هذا المستوى من الجسم، قد ظهر في مرحلة متقدمة مع الإنسان المنتصب (هوموإريكتوس، الذي ظهر قبل نحو 1.6 مليون سنة).
وعموماً، يمكن اعتبار أن أولى الكلمات التي تم نطقها بفصاحة تعود إلى نحو 1.7 مليون سنة، وقد سلط الباحثون الضوء على أن منطقتين في الدماغ مرتبطتان بشكل خاص مع اللغة، توجدان أيضاً في دماغ القردة. وتشمل هاتان المنطقتان تحديداً؛ منطقة بروكا التي تسمح بالتعبير عن الكلام بوضوح، ومنطقة فيرنيك المسؤولة عن فهم الكلام المنطوق.
ويعود التطور الذي شهدته هاتان المنطقتان في الجسم، إلى التحويرات الجينية، وبروتين "فوكس بي 2″، والتي تعود إلى ما بين 100 و200 سنة، والتي كان لها دور أساسي في الانتقال من النطق بكلمات إلى تركيب جملة والتنسيق بين مختلف الكلمات.
لا دليل على اللغة
وبسبب غياب أدلة مباشرة، يستند العلماء إلى أدلة غير مباشرة؛ مثل زيادة نمو التبادل بين السكان الموجودين في المناطق النائية جغرافيّاً التي تعتمد وجوباً على اللغة، وتطور الابتكارات التكنولوجية التي لا يمكن أن تحدث إلا باستخدام لغة متطورة.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة ça m'intéresse الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.