رغم أنها دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأنها تحوي أطول حائط لرسم الغرافيتي على مستوى العالم، فإنها وعلى عكس المُدن الكبرى الأُخرى لا تحوي الكثير من فنون الشارع، وذلك لأن فن الرسم على الحائط (الغرافيتي) ليس قانونياً في الإمارات.
فإن صرفنا النظر عن الغبار الذي تأتي به العواصف الرملية في بعض الأحيان، فإن ناطحات السحاب اللامعة بمدينة دبي، ووسائل النقل العامة تبدو ناصعةً تقريباً.
لكن شعبية فن الشارع في دبي ارتفعت على مدار السنوات القليلة الماضية، وذلك على الرغم من أن مُعظمها ظل بأماكن مُغلقة كالمعارض الفنية أو قاعات العرض الخاصة؛ ولكن قد تأخذ الأمور في التغير الآن.
دبي تستقطب أفضل المواهب
بحسب تقرير نشره موقع CNN الأميركي، فإن كلفت شركة محلية في هذا المجال كلفت بالشرق الأوسط 16 من أفضل فناني الشارع برسم ونحت ونسج أعمالهم على الجدران والمباني في مجمع تجاري ذو ساحات مفتوحة، على مقربة من برج خليفة، أطول مبنى بالعالم.
آليكسندر فارتو، أحد الفنانين القائمين بالمهمة والمُلقب بـ "فيليز"، وصف الأمر بأنه "فريد تماماً من نوعه، لأنها المرة الأولى بالشرق الأوسط التي يتم فيها جمع العديد من الفنانين في مكان واحد".
فالمشروع، الذي يُطلق عليه اسم "جدران دبي" يهدف إلى "تقديم فن الشارع إلى الشرق الأوسط"، بحسب الموقع الإلكتروني للمشروع، ويقول المُنظمون إنهم يأملون في إثارة النقاش حول تلك "الحركة الفنية المثيرة"، بين السائحين والمُقيمين بالمدينة.
وليس مُستغرباُ أن تعتبر مراكز التسوق في المدينة التي تُعد مركزاً مالياً وجهة لإطلاق محاولات جذب الزوار الفريدة من نوعها، فمركز "دبي مول" سجل رقماً قياسياً في موسوعة غينيس لحجمه، وما يشمله من أحد أكبر أحواض السمك في العالم، وأحد أكبر حلبات التزلج على الجليد، فضلاً عن هيكل عظمي لديناصور يبلغ من العمر 155 مليون سنة.
وبالفعل حصل المشروع على الموافقة الرسمية على أن تُموّله شركة "مراس القابضة" التي يملكها حكام دبي.
زافييه برو، وهو فنان يعيش في العاصمة الفرنسية باريس ويُعرف بأنه "أبو فنون الستينسيل" قد دُعي أيضاً للمشاركة، ويعد برو واحداً من أبرز الفنانين المُؤثرين في فنان الغرافيتي البريطاني الغامض بانكسي.
"الأمر غريب تماماً، فدبي هي المدينة الأكثر تطوراً في العالم"، هكذا يقول برو الذي يُعرف باسمه الأكثر شيوعاً "بليك لي رات"، وأضاف "إنه تناقض حقيقي عندما ترى مثل تلك المدينة الحديثة، دون أي من فنون الشارع".
ولكن ذلك قد تغير منذ أن غادر مُخلفاً وراءه العديد من تصمياته المرسومة، بما في ذلك رسم راقصة البالية الذي يحمل توقيعه "الفأر الأسود" مُزيناً الساحة المفتوحة للمركز التجاري.
أما الفنانة ماجدة الصايغ، والمعروفة باسم Yarnbomber، فقامت بدورها بنسج أغطية ملونة لجذوع أشجار النخيل في المجمع التجاري. فيما قام آخرون مثل الفنان الأسترالي روني بعمل جداريات عالية جداً تحتاج رافعات لرسمها على جدران المباني المتعددة الطوابق.
نظافة دبي ليست في صالح البعض!
تعد نظافة المدينة تحدياً لبعض الفنانين؛ مثل الفنان سيوارت بانتول، والذي يُعرف أيضاً باسم "سلينكاتشو"، وعادة ما تحتوي لوحاته القمامة التي يعثر عليها، فيقول "يستخدم عملي القمامة والأشياء الموجودة بالشارع، لذا فقد كان الأمر أصعب بعض الشيء بالنسبة لي، حيث أن دبي أكثر نظافة من لندن".
وأبدى معظم الفنانين إعجابهم بحقيقة أن دبي على استعداد لتلقي فنون الشارع.
تشاز باريسون، وهو عضو بفريق متخصص بفن الشارع يُدعى "شرطة لندن" يقول إن الكثير من الفنانين يرغبون فقط في أن يرى الناس أعمالهم، ولم تكن تُعرض لذا كانوا يُضطرون لعرضها بطريقة غير قانونية". وهو يرى دبي كنسيج دون لون؛ بالإمكان أن يستضيف قريباً المزيد من الفنون.
ويقول "لم يوجد هنا فن الشارع على نطاق كبير، لذا فنحن نأمل أن ما نفعله سيؤثر على الأطفال الصغار في المنطقة، وأنا على يقين من أن ذلك سيخلف أثره".
هذا الموضوع مترجم عن موقع CNN الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.