كتبٌ رحلت من بيروت إلى اسطنبول، ومن ثم اختارت طريق التهريب الخطر من الحدود التركية – السورية لتصل أخيراً إلى رفوف أول مكتبة في حلب بجزئها الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية.
المكتبة التي حملت اسم "مركز الورقة الثقافي" هي الأولى من نوعها في هذه المنطقة التي دمرت الحرب مكتباتها وحرقت كتبها، لكن الشاب محمود عبد الرحمن وجد بجمع هذه الكتب وعرضها في المكتبة فرصةً لمن بقي في الأهالي للهروب من الحرب ولو لبضع ساعات.
"التبرعات كان لها الدور الأكبر في افتتاح هذه المكتبة" – الواقعة في منطقة باب المقام بحلب القديمة -، يقول عبد الرحمن لـ "عربي بوست"، مشيراً إلى أن "أشخاصاً من كل من لبنان وفلسطين ودول عربية أخرى تبرعوا بها لتكون فرصةً لنا نحن الشباب الذين حرمتنا الحرب من القراءة للعودة إلى صفحات الكتب".
افتتاح المكتبة لم يكن مجرّد حدث عادي، حيث اختار عبد الرحمن وأصدقاؤه طقوساً مميزة في حفل الافتتاح، من خلال إقامة حفل إنشاد ومولوية بحضور من تبقى في المنطقة.
ولا تقتصر نشاطات "الورقة الثقافي" عند إتاحة الكتب لمن يرغب بالقراءة، "بل سيتم إقامة نادٍ للكتاب شهرياً، يتم من خلاله اختيار كتاب محدد ومناقشته في المكتبة".
كتبٌ أدبيةُ وعلميةٌ ودينيةٌ يضمها المركز الثقافي، بالإضافة إلى أن عبد الرحمن يهدف إلى "افتتاح معارض للصور وقاعات تدريب محو الأمية واللغة الإنكليزية ومعارضٍ للحرف اليدوية".
"إن الحرب لن تبعدنا عن الكتب"، يختم عبد الرحمن لـ "عربي بوست"، مضيفاً أن "الشعب السوري لن يتوقف عن القراءة فالثقافة لطالما كانت جزءاً مهماً في حياتنا".