يتابعه ما يقرب من مليوني شخص على إنستغرام، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعاً في مجال علم النفس والصحة العقلية، كما أن له مواقف عديدة داعمة للقضية الفلسطينية.
إنه الطبيب النفسي والكاتب اليهودي، حامل الجنسيتين الكندية والمجرية غابور ماتي، الذي حل ضيفاً في مداخلة مع الإعلامي بيرس مورغان، وتحدّث عن موقفه من الحرب على غزة.
إذ إنه دعا مورغان لزيارة غزة من أجل معرفة الوضع هناك عن قرب، مثلما فعل هو بشكل شخصي سابقاً، مشيراً إلى أن المشاهد التي رآها هناك جعلته يبكي بشكل مستمر بسبب قسوتها.
فيما أكد على رأيه الذي يؤكد على ضرورة إعادة الأرض لأصحابها، أي الفلسطينيين، واصفاً ما تقوم به إسرائيل عبارة عن ظلم، لا يمكن أن يستمر طويلاً، مشيراً إلى تخليه عن الصهيونية لنفس الأسباب.
فمن يكون غابور ماتي؟ وما قصته؟ وما أبرز محطات حياته بعد أن أصبح من بين أهم الأطباء النفسيين والكتاب عبر العالم؟
غابور ماتي.. الناجي من الهولوكوست
وُلد غابور ماتي في عاصمة المجر بودابست من عائلة يهودية، وذلك سنة 1944، أي خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عندما استولى النازيون على البلاد.
وقد كان غابور طفلاً رضيعاً، عمره لا يتجاوز 5 أشهر فقط، عندما نجا من محرقة "الهولوكوست"، بعد أن تم إحراق أجداده من والدته، في مخيم الإبادة النازي أوشفيتز.
فيما كان والده مجبراً على العمل لدى اليهود، والقيام بالأعمال الشاقة، لصالح حزب العمال الاشتراكي الألماني، في الوقت الذي كانت عمته مفقودة ولم يتم الوصول إلى أثر لها في ظل الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها اليهود حينها.
انتقل غابور رفقة عائلته للعيش في كندا سنة 1956، وقد كان من بين الطلاب الراديكاليين خلال فترة دراسته في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر أواخر الستينيات.
نهاية الستينيات، تزوّج غابور ماتي من راي ماتي، التي تعرّف عليها خلال فترة الدراسة الجامعية، وقد أنجب منها 3 أطفال.
مساره في عالم الطب وعلاج المدمنين
تخصص غابور ماتي في طب العائلة سنة 1977، بعد أن كان يعمل سابقاً مدرساً للغة الإنجليزية والأدب في المدرسة الثانوية لمدة طويلة.
وقد أدار عيادة عائلية خاصة في شرق مدينة فانكوفر لأزيد من 20 سنة، فيما تخصص في مجال الرعاية التلطيفية في مستشفى فانكوفر لمدة 7 سنوات، وطبيباً في فندق بورتلاند لمدة 12 سنة.
وقد كان غالبية المرضى الذين يزورون غابور ماتي يعانون من مشاكل تتعلق بالإدمان، وأخرى لها علاقة بالصحة العقلية والنفسية، زيادة إلى مشاكل أخرى مزمنة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
وقد تمكن ماتي من تكوين خبرة كبيرة في مجاله كطبيب، الشيء الذي جعله يصدر كتاباً عن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات بسبب تعاطي المخدرات، حمل عنوان "In the Realm of Hungry Ghosts"، وذلك سنة 2010.
ويقول غابي إنه لا يجب إلقاء اللوم على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان، كما يحصل دائماً، وإنما التعامل بالرحمة، وذلك لأن أغلبهم يكونون قد عانوا من مشاكل في مرحلة الطفولة أو المراهقة، مثل الصدمات أو العنف، أو خسارة أشخاص مقربين.
مشيراً إلى طريقة العقاب القانوني التي تجعلهم مجرمين في أعين المجتمع من خلال زجهم في السجن، لن تكون الحل الشافي، وإنما تزيد الطينة بلة، وتخلق من هذا الشخص شخصاً آخر أكثر عدوانية.
مواقف وإنجازات غابور ماتي
تمكن غابور ماتي من تحقيق شهرة كبيرة من خلال كتبه العديدة التي قام بطرحها، والتي تهتم بمجال علم النفس، والصحة العقلية، ليصبح متحدثاً في أهم المحافل والبرامج في العالم.
إذ إنه دائماً ما كان يطالب الجميع بالتوقف عن الحكم على الآخرين من الظاهر، وذلك لأن تصرفاتهم قد تكون نتاج تجارب حياتهم الصعبة، الشيء الذي يجعل من حقهم في الحصول على معاملة لينة وأكثر احتراماً.
ومن خلال أفكاره وطريقة تعامله مع المدمنين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، فقد تم اعتبار غابي منقذاً للأرواح، والشخص القادر على بناء عالم يستحق الكل التعايش.
ومن بين مواقفه الشهيرة، عندما دفاع عن الأطباء العاملين في موقع حقن آمن خاضع للإشراف القانوني "Insite"، بعد هجوم وزير الصحة الفيدرالي عليهم، باعتباره عملاً غير أخلاقي.
أما عن كتابه الشهير، فهو الذي يحمل عنوان "عالم الأشباح الجائعة"، وقد حصل من خلاله على جائزة هيوبرت إيفانز للأدب غير الخيالي.
وقد تمكن غابي من تشخيص الأمير هاري باضطراب نقص الانتباه، بعد قراءته لكتابه الذي أصدره نهاية سنة 2022.
وقد قال ماتي للأمير هاري، في مقابلة لهما: "بقراءة الكتاب الذي جعلني أشخّصك باضطراب نقص الانتباه، أرى أنه استجابة طبيعية للإجهاد الطبيعي، وليس مرضاً".
وزيادة لهذا، فقد كان لغابور ماتي مواقفه التي تدافع عن القضية الفلسطينية، كان آخرها خلال لقائه مع بيرس مورغان، الذي كشف فيه عن رأيه فيما تقوم به إسرائيل من عدوان تجاه فلسطين.