تستعد شركة Moley البريطانية، لعرض أول مطبخ آلي من إنتاجها للبيع، خلال العام الجاري، وهو المطبخ الذي يعِد بأن يوفّر الوقت الذي يقضيه الطباخون في أعمال القلي والسلق التي تهدر أمسياتهم، إذ سيكون عليهم فقط إعداد المكونات، وإخطار الجهاز بمكانها، والأخير سوف يتولى بقية المهام.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، فإن هذه الآلة تهدد بهدم فكرتنا عن الطعام الفاخر، لكن من المؤسف أنه لا يمكنها نقل الأطباق إلى غسالة الصحون أيضاً.
الصندوق العجيب!
يقول مارك أولينك، وهو مؤسس الشركة، إنه كان يحلم بإعداد صندوق أسود يضع المرء فيه المكوّنات من أحد جانبيه ويستقبل الوجبات الشهية من الجانب الآخر. وأضاف: "في البداية بدا الأمر مستحيلاً، لكن اليوم يمكنكم رؤية هذا الصندوق الأسود المفتوح وما بداخله".
ما أنتجته شركة مارك أكثر من مجرّد صندوق أسود، فهذا المطبخ الذكي كامل المعدّات ذو التصميم الخلاب يأتي مزوَّداً بكل ما يمكن تخيُّله من الأواني، والمقالي، وأدوات المائدة، فضلاً عن شاشة كبيرة تعمل باللمس لإرشاد المستخدمين خلال عملية الطهي إذا رغبوا في ذلك، ويأتي الروبوت كإضافة اختيارية للمطبخ، لكن رؤيته أثناء عمله تبدو كالتنويم المغناطيسي.
ثمنه باهظ جداً
إنه المستقبل، ولكن المستقبل ليس زهيد الثمن، والثمن هو 248 ألف جنيه إسترليني (ما يعادل 340 ألف دولار أمريكي)، وهو ما سيمنعه بالتأكيد من قيادة ثورة في عالم الطهي بين عشية وضحاها.
تقترب الآن مرحلة البحث والتطوير المُكلِّفة من نهايتها، وتهدف الشركة إلى تخفيض السعر لتجذب سوقاً أكبر إلى ابتكارها.
لقد أُعِد المنتَج الحالي بالتعاون مع أبرز المورّدِين، وستصير هذه التكنولوجيا أقل سعراً بمرور الوقت. وثمة مجال للتطوير أيضاً.
على الرغم من ذلك، فإنه ما زال هناك مجال للتحسين، إذ يجب على مُلاك هذه الآلة مراقبة الفرن من حين لآخر.
فخلال عرض توضيحي شهدته صحيفة The Times البريطانية، ارتبك الروبوت وتطلّب دفعاً يدوياً ليعود إلى العمل، وكذلك، شأنه شأن الطهاة المستجدّين، لا يملك الروبوت الكثير من الخبرات، فهو يتقن حالياً 30 وصفة، لكن ستُضاف الكثير من وصفات الطهي مستقبلاً. ويأتي المطبخ الذكي نفسه بقاعدة بيانات تشمل 5000 وصفة.
في حاجة للتحسن أكثر
ربما يكون من المحبط أن الروبوت لا يتقن استخدام السكاكين، وسيحتاج المستخدمون تحضير المكوّنات. لكن ذلك دليل على أن أكثر الأجهزة تعقيداً لا يمكنها مضاهاة اليد البشرية.
يقول رافال غلواكي، كبير مهندسي الأجهزة بالشركة: "كان علينا البدء بعمليات أبسط. وهناك مشكلة في التعامل مع المكونات الفعلية. فقليل من البقدونس المفروم، أو المريمية، أو إكليل الجبل، أو الزعتر، قد يلحق الضرر بهذه الآلة، لكن التقدّم المستقبلي سيضع حداً لعناء عملية تحضير الطعام".
مع ذلك، فالتصميم المقبل الذي تخطط له الشركة سيكون أكثر طموحاً، إذ تنوي تطبيق هذا الابتكار في المطابخ التجارية. أما في الوقت الراهن، فيمكن أن يطمح هذا الروبوت إلى العمل كطاهٍ مساعِد. يقول مارك أولينك: "هذا الطاهي الروبوتي لا يمكنه ابتكار طبقٍ، بل يمكنه فحسب إعادة إنتاج وصفة. وإذا تمكّنت من تسجيل إحدى وصفات الطهي، فسيتمكّن الطاهي الروبوتي من إعدادها دون أخطاء".