لماذا ينبغي لـ”آبل” أن تتيح تخصيص رموز التطبيقات؟ (وعلى الأرجح لن تفعل)

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/26 الساعة 19:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/26 الساعة 19:55 بتوقيت غرينتش
تخصيصات بشكل هاري بوتر (مواقع التواصل(

جعل نظام iOS 14 الكثير من هواتف آيفون تبدو مختلفةً هذه الأيام علي الرغم من عدم اتاحة امكانية تخصيص رموز التطبيقات، إذ يتمتع بعضها بمخططات أحادية اللون أنيقة، وبعضها بألوان باستل تشبه تصميم منصة Pinterest، وبعضها يحاكي تصميم ويندوز للأجهزة المحمولة.

وهذه التغييرات ليست تحولات جذرية جديدة، بل نتيجة لاستغلال المستخدمين المتحمسين الودجات والتعديلات الأخرى، لجلب مستوى غير مسبوق من تخصيص الواجهة إلى التصميم الجامد الذي تفرضه آبل على نظام التشغيل.

واتضح أن الكثير من الناس كانوا متعطشين إلى تخصيص iOS، وتشير أعداد المقاطع واسعة الانتشار التي تُظهر الصفحات المخصصة بتصميمات برَّاقة إلى أنهم مستعدون لفعل الكثير في سبيل ذلك. وهذا يدل على أن آبل ينبغي أن تستمر في ذلك الاتجاه وتسمح للمستخدمين بتحكم أكبر في مظهر هاتفها الذكي، غير أن الشركة من شبه المستحيل أن تفعل ذلك.

تعطَّش مستخدمو آبل إلى القدرة على تخصيص هواتف آيفون منذ إصدار آبل هاتفها الأول. ولم يستغرق الأمر سوى أسابيع بعد اختراق Jailbreak الأول لآيفون في 2007، لكي يصدر تطبيق تصميم مخصص يُدعى Summerboard، يمكِّن المستخدمين من تخصيص رموز التطبيقات وتبديل خلفية الصفحة الرئيسية (استغرق هذا أعواماً من آبل لكي تدعمه رسمياً)، واستعمال خطوطٍ جديدة في نظام التشغيل.

كان تعديل مظهر نظام iOS من أوائل مغريات مجتمع اختراق آيفون، ويظل من التعديلات المنتشرة بين المستعدين للعبث بنظام iOS حتى يومنا هذا. لكن بدلاً من تلبية تلك الاهتمامات، قضت آبل على اختراقات Jailbreak تماماً.

لكن منذ إصدار نظام iOS 14، زاد الطلب على أشكال آيفون المخصصة، بفضل إضافة الودجات وإحياء الاهتمام بحيلة في تطبيق الاختصارات Shortcuts تسمح بإضافة رموزٍ مخصصة. وهاتان الخاصيتان معاً سمحتا بإنشاء تجربة مخصصة بالكامل على iOS، بمظهر وإحساس فريدين، بتعديلات على الصور والاقتباسات النصية ورموز التطبيقات. هذا إن كنت مستعداً لتقبُّل محدودية هاتين الخاصيتين.

كلا الخيارين لا يتميز بالأناقة. فطريقة Shortcuts تتضمن استعمال أمر فتح التطبيق "Open app" من داخل التطبيق، لصنع رابطٍ إلى التطبيق على الصفحة الرئيسية برمزٍ مخصص، لكن النقر على هذا الرمز سينقل المستخدمين إلى تطبيق Shortcuts، ما يضيف تأخيراً ببضع ثوانٍ إلى الوقت اللازم لإطلاق التطبيق، لأن التطبيق عليه تنفيذ أمر "Open app". وخاصية مكتبة التطبيقات الجديدة في نظام iOS 14 لا تجعل الموضوعات أسهل، ما يسمح للمستخدمين بالإخفاء الكامل للتطبيق الأصلي دون الحاجة إلى حذفه.

لكن في حين تعطي الودجات القابلة للتعديل بقيادة تطبيقات مثل Widgetsmith، المستخدمين صفحة بيضاء ليضيفوا عناصر تفاعلية إلى صفحات القفل، فإنها تظل محدودة بشروط آبل للأحجام والأشكال، إلى جانب الهوس بوضع اسم التطبيق، الذي يفسد "الستايل" المثالي.

لا يوجد سبب لعجز آبل عن فعل المزيد. يسهل تخيُّل أن تتيح آبل استبدال رموز التطبيقات بصورة مباشرةٍ أكثر، أو انتقال المستخدمين بين موضوعاتٍ كاملة. ويمكن أن توسّع الشركة مزايا الودجات لتجعلها متعددة الوظائف، أو تسمح للمستخدمين بتحكم أعمق في الألوان والتصميم بعناصر الواجهة.

منحت الودجات مستخدمي iOS مجرد لمحة عن مستوى التخصيص الذي ينتظرهم، وهم يرغبون في المزيد ومستعدون لقطع شوطٍ سخيف لفعل ذلك. فكل تطبيق يجب تحويله إلى اختصار في خطوات منفصلة تستغرق وقتاً، فليست هناك طريقة لتحميل رمزٍ وضبط جميع الإعداد لتمنح مظهراً معيناً، مثل الخيارات المطروحة في اختراقات Jailbreak أو أندرويد. لكن لسوء الحظ، هذا مستوى من التحكم والتخصيص لا ترغب آبل في منحه.

وفي حين تسمح جوجل لمستخدمي أندرويد والمطورين بتحكم كامل في مظهر برنامجها، تتفاخر آبل بالأخص بتصميمها. فالشركة لا ترى الرموز والواجهة في نظام iOS مجرد طلاءٍ على البرمجية، بل جزءاً أساسياً من تصميم الهاتف، مثل الزجاج والصلب. إن آبل تهتم للغاية بهذه الرموز لدرجة أنها قاضت سامسونغ، متهمةً إياها بنسخ تصميماتها وتوزيعاتها، في دعوى قضائية استمرت سبعة أعوام. ولا توجد شركة غير آبل تصنع مقطعاً مثل هذا لإعلان آخر تحديثات البرمجيات، أو تبذل كل ذلك الوقت والجهد في تصميم رموز التطبيقات. وأشك في أن آبل قد تسمح بجعل الهاتف نسخة من NookPhone.

لماذا لن تتيح آبل تخصيص رموز التطبيقات؟

إن تنازلات آبل في مسألة التخصيص قليلة ومتباعدة منذ إطلاق أول هواتفها في 2007. بإمكان المستخدمين على سبيل المثال، ضبط خلفية الصفحة الرئيسية، وهو أمرٌ لم يحدث حتى نظام iOS 3.2 بأجهزة آيباد وiOS 4 في أجهزة آيفون. ولم يتمكن المطورون من تخصيص رموز التطبيقات حتى إصدار iOS 10.3، وهذه ميزاتٌ أقل حتى من نظام macOS الخاص بـ"آبل".

لكن هناك بعض الأمل في أن تتمكن آبل في النهاية من منح المطورين بعض التحكم. وقد شهد نظام iOS 14 والإضافات الأخيرة أكبر تحوُّلات في نهج آبل. وإن لم تتضايق آبل من المظاهر الجديدة المنتشرة لهواتف آيفون، فمن الممكن أن يكون مستقبل نظام iOS أقل جموداً وأشبه بـ NookPhone.

  • هذا الموضوع مترجم عن موقع The Verge.
تحميل المزيد