تشغل أشياء مثل صناعة آلة زمن والسفر عبر الزمن بال الكثيرين. ومع أنه لا يزال غير ممكن (والحمد لله، لأن البشر لا تنقصهم طريقة إضافية لإفساد الأشياء)، فقد قرر هذا الفنان المبدع أن يقوم بأفضل الممكن: أن يصور حياته بكاميرا Spectacles من Snapchat لمدة عام، ويصنع آلة زمن بتقنية الواقع الافتراضي.
يوم الجمعة، 20 يوليو/تموز، نشر لوكاس ريزوتو، فنان الواقع الافتراضي والمعزز، مقطعاً على منصة يوتيوب يُظهر العملية التي صنع من خلالها "آلة الزمن"، إن جاز التعبير. مكّنته آلة الزمن من العودة بالزمن لمدة عام كاملٍ سجّله باستعمال عدسات الكاميرا Spectacles التي تسجل مقاطع ثلاثية الأبعاد بمعدل 60 إطاراً في الثانية. ولم يكن عاماً عادياً، فقد سجل ريزوتو حياة "البدو الرقمية"، أي وثّق الخبرات التي جمعها في رحلاته لبلدان مختلفة في أنحاء العالم.
وهذا المقطع هو الحلقة الأولى في سلسلة من المقاطع يرغب ريزوتو في تسميتها "لوكاس يبني المستقبل" Lucas Builds The Future، يبني فيها "شيئاً مجنوناً" في كل مرة باستعمال مفاهيم أو تقنيات مستقبلية.
تعيد فكرة ريزوتو إلى الأذهان الحوض الفضي السحري الذي استعمله هاري بوتر والساحر دمبلدور في رؤية ماضي فولديمورت كأنهما يشاهدان فيلماً، وأيضاً جهاز عرض الذكريات من الفيلم الشهير Minority Report.
آلة زمن عبر الواقع الأفتراضي
بنى ريزوتو آلة الزمن هذه باستعمال تقنية الواقع الافتراضي، ونفذ المشروع عبر ثلاث مراحل رئيسية: لوحة التحكم، ومحرك البحث في الذكريات، ومؤثرات السفر عبر الزمن.
وفقاً لريزوتو، لوحة التحكم هي واجهة المستخدم التي يكتب فيها التاريخ. ومحرك البحث هو البرمجية التي تجد الذكرى الصحيحة وتشغلها بناءً على ذلك التاريخ. وأخيراً، المؤثرات الخاصة، مثل "الأجراس وأصوات الصفير" التي تحسن تجربة السفر عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي، لأن ريزوتو لم يرغب في جعل الأمر مجرد إعادة تشغيل لمقطع صورّه باستعمال عدسات Spectacles.
وحين انتهى أخيراً من بناء آلة الزمن، جلس ريزوتو في كرسي مريح ومعه غطاء ووسادة، وشاهد ذكرياته في العام الماضي. ومشاهدة سعادته ونشاطه ممتعة بشدة، وكذلك المؤثرات التي أضافها على الذكريات في الواقع الافتراضي.
يلقي ريزوتو بعض الملاحظات العميقة عن نفسه، وهي نافعة للغاية لأننا في عالم اليوم نميل إلى الحكم على أنفسنا بناءً على عيوبنا فقط، لكننا نادراً ما نتوقف برهة لنمنح أنفسنا التقدير الذي نستحقه.
يقول ريزوتو في الفيديو: "هناك الكثير من الأيام التي أستيقظ فيها ولا أحب من أراه في المرآة. لا تعجبني طريقة كلامه وتفكيره ومظهره. لا أحب هذا الشخص، لكنني حين شاهدت نفسي من مسافة فقد منحني هذا منظوراً مختلفاً، وسمح لي بتقدير نفسي من موضع شخصٍ آخر. إن استعمال آلة الزمن جعلني أدرك أنني أحب ذلك الشخص الذي أشاهده. هو ليس كاملاً مكملاً بالتأكيد، لكنه لطيف ومتأمل وذكي. وقد تطلب أن أراه هكذا، وأن أعرف قدر نفسي، بناء آلة زمن".