كشف موقع weforum.org، الإثنين 17 ديسمبر/كانون الأول 2018، عن افتتاح مقهى في طوكيو يعمل فيه المعاقون عن طريق الروبوتات التي يديرونها من منازلهم.
وقام مقهى "Dawn ver.β" في طوكيو بتجربة توظيف أشخاص معاقين، للعمل في تقديم الطلبات للزبائن.
لكن هذه ليست تجربة عادية، فبدلاً من تسجيل طلبات الزبائن أو تنظيف الطاولات بأنفسهم، يتحكم الموظفون في فريق من الروبوتات من منازلهم.
مقهى في طوكيو يعمل فيه المعاقون عن طريق الروبوتات
طُورت الروبوتات من قبل كيناترو "أوري" يوجيفوجي، الرئيس التنفيذي لـOrylaby، الذي أنشأه مع المؤسسين المشاركين أكي يوكي ويوشيفومي شيبا.
الروبوتات OriHime-D التي يتم التحكم فيها عن بعد هي جزء من مشروع مستمر لاستخدام التكنولوجيا لمكافحة العزلة الاجتماعية.
يبلغ طول الروبوتات 1.2 متر، ولها وجوه بيضاء بلا تعابير، تُذكّر بأقنعة Noh اليابانية.
تنقل الروبوتات الصوت والصورة إلى من يتحكَّم بها، والذين يوجهونها من منازلهم عبر هاتفٍ ذكي أو حاسوبٍ لوحي.
وسُمي هذا المقهى على اسم مؤسسة مماثلة ظهرت في أنمي Time of Eve، حيث يعيش الآليون والبشر معاً على قدم المساواة.
كانت إضافة ver.β إلى اسم المقهى لإظهار أنه "نسخة تجريبية" (إذ إن Ver اختصار version وβ اختصار لـbeta).
يمكنهم استخدام الروبوتات بتحريك أعينهم فقط
عملت في التجربة خمسة روبوتات OriHime-D، تحكم فيها فريق من 10 أشخاص، يعانون من مجموعة من الإعاقات المختلفة، منها التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو المرض العصبي الحركي الأكثر شيوعاً.
يتلقَّى كل منهم 1000 ين (8 دولارات) في الساعة، وهو أعلى بقليل من الحد الأدنى للأجور في اليابان.
حتى الأشخاص ذوو الحركة المحدودة للغاية قادرون على التفاعل مع روبوتات OriHime-D والتحكم فيها.
كما نشرت شركة Ory Labs مقطع فيديو يوضح كيف يستطيع رجل قادر على تحريك عينيه فقط تشغيل الروبوت، وآخر يظهر فيه رجل يرقد على سرير في المستشفى وهو يتحكم بروبوت OriHime-D، ليقدّم كوباً من القهوة إلى كينتارو يوشيفوجي.
يوشيفوجي مخترعٌ له سجل زاخر باستخدام التكنولوجيا لأغراض خيرية، لم يذهب إلى المدرسة ما بين عمر الـ10 والـ14 بسبب سوء حالته الصحية.
وقد قام بتمثيل اليابان في معرض إنتل للعلوم والهندسة (ISEF) لعام 2005، بمشروع مصمَّم لمساعدة الكراسي المتحركة على الصعود على الرصيف.
وكانت السنوات التي قضاها بعيداً عن المدرسة، هي التي أدت في نهاية المطاف إلى تطوير OriHime، الذي يراه طريقةً لمساعدة الناس على التغلب على الإعاقة والعجز، بالمشاركة بفاعلية في المجتمع باستخدام الروبوتات.
دور التكنولوجيا في خدمة ذوي الاحتياجات الخاص
هناك 75 مليون شخص في العالم يحتاجون إلى كرسي متحرك، لكن 5% إلى 15% فقط منهم يمتلكون واحداً.
وعلى الصعيد العالمي، فإن هناك ما يقدر بنحو 200 مليون شخص يعانون من إعاقة بصرية و466 مليون شخص يعانون من ضعف السمع، ولا يحصلون على تكنولوجيا مُساعِدة.
ولكن في السنوات الأخيرة، بدأ موضوع التكنولوجيا المُساعدة في جذب المزيد من الاهتمام.
وقد ركَّز حدث هاكثون بعنوان Hackcessible، في شيفيلد بالمملكة المتحدة، على تطوير أدوات وأجهزة تزيد من إمكانية الحركة لدى الأشخاص ذوي الإعاقات.
كان المشروع الفائز عبارة عن نظام يقوم بتصوير النوتة الموسيقية من الأوراق، وإرسالها إلى جهاز iPad، بحيث يتمكن شخص يعاني من ضعف بصري من قراءتها بسهولة.
كما يعمل الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، على جهاز يسمح للناس بالتواصل مع أجهزة الكمبيوتر في صمت.
يستخدم هذا الجهاز القابل للارتداء، والمسمى AlterEgo، أقطاباً كهربائية لاستشعار الإشارات العصبية والعضلية الدقيقة في الفك والوجه، التي تنبعث عندما تتحدث إلى نفسك.
وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك العديد من الحواجز التي يمكن للتكنولوجيا كسرها، فإن استخدام الروبوتات ساعد في تخطي بعضها.
تضم دار شين-تومي للمسنين في طوكيو نحو 20 روبوتاً مختلفاً، تستخدم في جوانب متنوعة لرعاية النزلاء، بدءاً من قيادة جلسات التمرينات الرياضية إلى تشغيل الألعاب التفاعلية البسيطة.
وبعد تجربة Dawn ver.β، يأمل فريق OriHime في تأمين التمويل الكافي لفتح المقهى بشكل دائم في المستقبل القريب.