يبدو أننا مقدمون على ثورة حقيقية في عالم السفر، وذلك بفضل الطائرات الصامتة التي يجرى تطويرها حالياً، والتي ستكون أيضاً طائرات أسرع من الصوت.
فقد بدأ فريق Skunk Works المختص ببرامج تطوير صناعة الطائرات، التابع لشركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin الأميركية في بناء الجزء الأول من الطائرة X-59 بتكنولوجيا تجعلها صامتة وأسرع من الصوت.
وقد يجعل هذا البرنامج الرحلات التجارية الأسرع من الصوت حقيقة واقعة، حسب ما ورد في تقرير نشر بموقع Engadget.
ورغم أنها أسرع من الصوت، فإن الطائرات الصامتة قد يكون ضجيجها أهدأ من باب سيارة
وتقوم شركة لوكهيد مارتن ببناء الطائرة لصالح برنامج Low-Boom Flight Demonstration التابع لوكالة ناسا الفضائية، بعد أن التزمت وكالة الفضاء ببرنامج زمني للتطوير مدته ثلاث سنوات.
سيسمح التصميم الطويل والنحيف الذي وضعته شركة لوكهيد لطائرة X-59 بأن تكون هادئة نسبياً.
وبفضل هذا التصميم الغريب يتوقع ألا يتجاوز صوتها صوت إغلاق باب السيارة عند انتقالها إلى سرعات تفوق سرعة الصوت.
أي أن هذه الطائرات الصامتة ستكون في الوقت ذاته طائرات أسرع من الصوت.
وهذا هو الوقت الذي ستستغرقه الرحلة من القاهرة إلى الرياض
ونظراً لأنها ستحلق على ارتفاع 55 ألف قدم، فمن المتوقع أن تكون بالكاد مسموعة.
وستطير بسرعة 940 ميلاً (1512 كلم) في الساعة.
أي أن هذه الطائرة ستقطع المسافة بين القاهرة والرياض التي تبلغ نحو 980 ميلاً في أكثر قليلاً من ساعة بدلاً من ما يقرب من ساعتين في الوقت الحالي.
فالتحدي هو صُنع طائرات أسرع من الصوت ولكن بدون ضجيج
يمكن لهذا النوع من الطائرات الصامتة الأسرع من الصوت أن تقنع السلطات في النهاية بإعطائها الإذن بالتحليق فوق اليابسة، مما يمهد الطريق لسفر جوي أسرع بكثير مما اعتدنا عليه.
وحرصاً على تحقيق المشروع لمستوى ضجيج يعتبره معظم الناس مقبولاً، تخطط وكالة ناسا لإجراء اختبارات باستخدام الطائرة المقاتلة متعددة المهام إف/إيه-18 هورنت فوق ولاية تكساس الأميركية هذا الشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وسيصدر عن الطائرة دوي مرتفع نتيجة اختراق حاجز الصوت فوق البحر وأكثر هدوءاً فوق اليابسة، وبعدها سيقدم 500 متطوع من السكان المحليين تعليقاتهم.
ومن المعروف أن الطائرات تحدث دوياً مرتفعاً عند اختراقها حاجز الصوت، وقد تؤدي الارتجاجات التي يسببها لتحطيم الزجاج.
ويهدف هذا المشروع إلى التغلب على هذه المشكلات المرتبطة باختراق حاجز الصوت عبر تطوير مثل هذه الطائرات الصامتة والأسرع من الصوت في الوقت ذاته.
والمتطوعون هم الذين سيقيمون أداء الطائرة
وصف مدير البرنامج المسؤول عن تطوير الطائرة، بيتر يوسيفيديس، بدء عملية التصنيع بأنها "خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لطائرات X-59 ومستقبل السفر التجاري الأسرع من الصوت". إذا سارت الأمور وفقاً للخطة، ستقوم طائرة X-59 بأول رحلة طيران لها في عام 2021.
وقال سيتم جمع التعليقات حول مدى تقبل الناس لصوت الضجيج الذي تصدره عندما تخترق حاجز الصوت.
ووفقاً لشركة لوكهيد مارتن، فإن نتائج هذا الاختبار ستساعد وكالة ناسا "على إنشاء معيار صوتي تجاري مقبول لإلغاء الأنظمة الحالية التي تحظر السفر بسرعة أعلى من سرعة الصوت فوق اليابسة".