ربما في السنوات العشر الأخيرة من تاريخ ألعاب الفيديو لم تمر علينا لعبة بهذه الروعة. هناك الكثير من التعليقات و"الريفيوهات" الإيجابية عن لعبة Red Dead Redemption 2 منذ نزولها للأسواق في الأيام الماضية، حتى إن البعض وصفها بأنها أكبر حدث في عالم الألعاب منذ لعبة GTA الشهيرة.
كان كثيراً ما تعمد شركات ألعاب الفيديو إلى إصدار الكثير من الضجيج في الدعاية حول كل لعبة تقوم بإصدارها، لكن هذا جعل معظم المتنافسين يظلون بعيداً عن إصدار ألعاب كبيرة ربما منذ نزول اللعبة الشهيرة والشعبية Grand Theft Auto V عام 2013.
لكن لحسن الحظ، ترقى Red Dead Redemption 2 إلى مستوى الضجيج الدعائي بالفعل وليست مجرد ضجيج بلا جودة حقيقية تدعمه.
سلاسل Red Dead Redemption مترابط
تاريخ سلسلة ألعاب Red Dead يعد غريباً إلى حد كبير أمر غريب، ولكن كل ما تحتاج إلى معرفته هو أن Red Dead Redemption 2، وهي اللعبة التالية مباشرة للجزء الأول Red Dead Redemption التي نزلت للأسواق عام 2011، هي أول لعبة بعيداً عن تاريخ ألعاب GTA الشهيرة التي بدأت بالنزول عام 2006.
إذا كنت ممن لم يلعب الجزء الأول من قبل، أو إذا كنت لا تتذكر اللعبة بشكل واضح (لا تنسَ أن مرور 7 سنوات كاملة ليس بالأمر الهيّن على الذاكرة)، فربما ننصحك بالعودة للعبة Red Dead Redemption ومعرفة قصتها؛ لأن الكثير من قصة Red Dead Redemption 2 ترتبط مباشرة بأحداث سابقتها.
مبيعات كبيرة
حققت لعبة Red Dead Redemption 2 مبيعات عالمية في الأيام الثمانية الأولى من إطلاقها، أكبر مما باعته النسخة الأولى خلال 8 سنوات كاملة، وفقاً لصانعي اللعبة.
وقالت شركة Rockstar، التي تقف أيضاً وراء إنتاج اللعبة الشهيرة Grand Theft Auto، إن أحدث ألعابها بيعت بكميات كبيرة وصلت إلى 17 مليون نسخة في المتاجر الأميركية في أول 13 يوماً لها في السوق. مع توضيح أن الكمية المباعة هو عدد نسخ اللعبة التي تم طلبها وشحنها إلى تجار التجزئة، وليس العدد الذي يشتريه المستهلكون.
ومع ذلك، فإن القليل من النسخ من المرجح أن تظل على الرفوف. وسجلت اللعبة مبيعات وصلت إلى 725 مليون دولار (556 مليون جنيه إسترليني) مطلع الأسبوع، ما يجعلها ثاني أكبر إطلاق لأي منتج ترفيهي في التاريخ.
في أقل من أسبوعين، حققت لعبة Red Dead Redemption 2 التي حصلت على عشرات المراجعات "المثالية" من منتقدي الألعاب، مبيعات أكثر من إجمال 15 مليون نسخة التي تم بيعها للنسخة الأولى من اللعبة Red Dead Redemption، والتي تم إصدارها في عام 2010.
اللعبة الوحيدة التي تتفوق عليها وحظيت بأكبر عملية إطلاق في التاريخ كانت Grand Theft Auto 5، التي حققت مليار دولار على مدار الأيام الثلاثة الأولى، وباعت أكثر من 100 مليون نسخة.
قصة اللعبة متميزة
مثل اللعبة الأولى، تم تعيين Red Dead Redemption 2 في نسخة خيالية من قلب أميركا، قبل بداية القرن العشرين. تحديداً، في نهاية حقبة رعاة البقر حيث بدأت أميركا تتحول ببطء إلى مجتمع "متحضر". خلال تلك اللحظة المحورية، ستأخذ دور "آرثر مورغان"، الخارج عن القانون والمجرم، وآخر من تبقى من سلالته.
آرثر هو جزء من عصابة van der Linde الهولندية، إلى جانب بطل الجزء الأول جون مارستون وعائلته. هذه هي نفس العائلة الهولندية van der Linde التي قضيت معظم وقت الجزء الأول في اللعب معها. في بداية اللعبة، تهرب العصابة من حادثة سرقة وقعت بصورة غير متقنة، وتكون مهمتك الأولى هي إقامة مخيم آمن في مكان ما. وبمجرد الانتهاء من ذلك، سيتم تكليفك بإبقاء المخيم مجهزاً، والحفاظ على زملائك الخارجين عن القانون سعداء، والأهم من ذلك، الحصول على بعض الأموال.
الفروق الرئيسية بين الجزأين الأول والثاني
بينما تسمح لك اللعبة الأولى بإعداد مخيم مؤقت في البرية أو النوم في الصالونات والغرف التي استأجرتها، فإن اللعبة الجديدة أكثر تركيزاً على بناء مخبأ العصابة. لا يزال بإمكانك التطفل في تلك الأماكن – تماماً كما هو الحال في الجزء الأول – لكنها باهتة بالمقارنة مع المخيم الرئيسي.
ليس هناك شعور أفضل من العودة إلى قاعدتك ومشاهدة جميع زملائك من أعضاء العصابة وهم سعداء بالحصول على قطعة من الحيوان الذي قمت باصطياده للتوّ.
أكبر الفروق بين Red Dead Redemption 1 و Red Dead Redemption 2 هو كيف يبدو كل شيء واقعياً والتفاصيل واضحة. لا يقتصر الأمر على أن أفراد عصابتك متخمين لأنك تزوّدهم بالطعام، بل سيعلقون أيضاً على طول لحيتك، والملابس التي ترتديها، والطرق التي تتفاعل بها معهم. هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة الموجودة في هذه اللعبة التي ربما تحتاج إلى أسابيع من اللعب دون توقف حتى تتمكن من استكشافها.
في البداية، ربما يصيبك بعض القلق من أن تصبح كل هذه الأنظمة قديمة ومزعجة بعد مرور فترة، لكن في الواقع، فإنها لا تساعد إلا في إضفاء الحياة على العالم الذي تعيش داخله، وتجعلك تشعر بأن أعمالك لها تأثير. حاجتك إلى فرش حصانك من وقت آخر يبدو وكأنه عمل روتيني، ولكنه في الواقع يرمي إلى تأكيد فكرة ركوب الخيل عبر الطرق الترابية الموحلة.
اللعبة تهتم بالتفاصيل بشكل "جوهري"
هناك جانب واحد لرغبة Red Dead Redemption 2 في تحويل كل التفاصيل إلى لعبة ميكانيكية: جوهر نظام اللعبة نفسه. فالأشياء الحيوية مثل صحتك، وقوة التحمل، وعينك الميتة (القدرة على إبطاء الوقت أثناء تبادل إطلاق النار) جميعها تحتوي على "اللب" الأساسي الخاص، والتي ستحتاج إلى الحفاظ عليها إذا كنت ترغب في تجديد هذه الأشياء.
إذا كنت لا تأكل ما يكفي من الطعام فلن تتجدد صحتك بشكل تلقائي. إذا لم تشرب ما يكفي من القهوة، فلن يتم ملء عدّتك في Dead Eye، وما إلى ذلك. يمكننا أن ندرك أن الشركة المطورة نفذت هذا النظام للتأكد من أن البطل آرثر يحصل على ما يكفي من الطعام والنوم، ولكن من الناحية العملية لا يبدو الأمر ممتعاً كبقية اللعبة.
لكن إذا نظرنا إلى مخطط اللعبة الضخم بالكامل، فإن المشكلة السابقة يمكن طمسها بسهولة من خلال الكمية المجنونة من الأشياء الجيدة في لعبة Red Red Redemption 2.
اللعب المفتوح الذي يفضله الكثيرون
إذا قمت بشراء هذه اللعبة، فستكون عقدت صفقة جيدة بالتأكيد. نحن لا ندفعك للشراء بالطبع، لكن يمكننا أن نخبرك بأن المميزات تستحق بالفعل. هذه اللعبة تأتي في صيغة العالم المفتوح التي وقعنا جميعاً في حبها منذ عام 2001، مع لعبة Grand Theft Auto III.
أجبرت البيئة المفتوحة المترامية الأطراف الشركة المطورة على أن تصبح مبدعة مع المحتوى، ما أدى إلى الكثير من الأنشطة والتحديات الجانبية.
تحتوي Red Dead Redemption 2 على الكثير من المحتويات الجانبية الجيدة التي لن تشعرك بالملل. فخريطة اللعبة الضخمة مليئة بالغرباء الذين يمكنهم مساعدتك، والحيوانات للبحث عن الكنوز، وجمعها وألعاب الحانات، والماشية لسرقتها، والقطارات من أجل السطو، والغرباء الذين ستلتقي بهم.
ربما سيكون أمراً مستحيلاً أن نجد أحد في القريب قام بإنهاء كل اللعبة.
بعض النقاد جرب اللعب لمدة أسبوع كامل، لكنه اكتشف أنه لم يصل إلا إلى القليل، هو لم يرَ كل الجمال المخفي في هذه اللعبة بعد. لعبة Red Dead Redemption 2 رائعة حتى الآن بالفعل.