تصوير إطلاق صاروخ أمر صعب. ومن السهل الحصول على لقطة رائعة من مسافة بعيدة، ولكن إذا كنت تريد صورة مذهلة عالمية فستحتاج إلى أن تكون أقرب إلى حد كبير، ولكن انتبه حتى لا تكرر مأساة كاميرا مصور ناسا.
أثناء الإطلاق الأخير لقمر GRACE التابع لناسا، تمكن المصور بيل إنغلس من التقاط صورتين مذهلتين لا مثيل لهما.
قرر مُصوِّر وكالة ناسا المحترف لثلاثين سنة وضع كاميرته في مكان خطير، للحصول على فرصة لالتقاط صورة فريدة من نوعها. وحصل بالضبط على ما كان يبحث عنه، ولكن للأسف لم تنجو كاميرته Canon باهظة الثمن، وذهبت فداءً للصورة المميزة، حسب ما أعلنت الوكالة في بيان لها.
ماذا رأت كاميرا ناسا قبل أن تنصهر؟
الإجابة هي مزيج من المأساة والكوميديا، في المشاهد التالية:
كانت رؤية الإطلاق مثاليةً إلى حدٍّ كبير، تماماً كما شرح إنغلس، لكن نوع حريق العُشب المُندلع جاء من العدم. والطريقة التي انصهرت بها عدسة الكاميرا ببطء، تشبه تدلّي جفن العين عندما تتوقَّف أجهزة الجسم عن العمل فجأة.
عشب أخضر جميل يحرق الكاميرا الغالية
عندما توجَّهت أقمار GRACE الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى السماء، على متن صاروخ من طراز SpaceX Falcon 9 في وقتٍ سابق من هذا الشهر، مايو/أيَّار، سارت الأمور بسلاسةٍ نسبياً، باستثناء كاميرا واحدة معينة لزمت مكانها بالقرب من موقع الإطلاق. ثَبَّت إنغلس كاميرا كانون باهظة الثمن في منطقة عشبية ذات منظرٍ جميل على منصة الإطلاق، لكن الأمور لم تسر كما هو مُخطَّط له.
الآن، مع خفوت ضجيج إطلاق القمر الصناعي GRACE، قرَّرَت ناسا تقديم نظرة مُفصَّلة حول ما حدث للكاميرا بالضبط. كنَّا نعلم بالفعل أنَّ إطلاق الصاروخ لم يكن له تأثيرٌ مباشرٌ على الكاميرا، وأنها تحطَّمت بسبب حريق اندلع فجأةً في المنطقة العشبية المحيطة في أعقاب الإطلاق، لكن الآن لدينا صورة GIF رائعة توضح كيف توقَّف عملها.
يقول إنغلس في منشور مدونة على موقع ناسا: "كان لديّ ستة أجهزة تحكُّم عن بعد؛ اثنان خارج محيط الأمان والسلامة لمنصة الإطلاق وأربعة في داخله. لسوء الحظ، تسبَّب الإطلاق في إشعال النار في العُشب والحشائش، مما أدَّى إلى تسخين واحدة من الكاميرات خارج المحيط"، حسب ما نقل موقع BGR الأميركي عن وكالة ناسا.
وما مهمةُ القمر الصناعي الذي أطلقته ناسا؟
أطلقت ناسا صاروخ فالكون 9 في وقت مبكر، من مايو/أيار الجاري، وعلى متنه القمر الصناعي (GRACE)، للقيام بمهمة استكشاف للجاذبية والمناخ، وهي عبارة عن تعاون مشترك بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية.
وتهدف الرحلة إلى ما يلي:
- فهم أفضل لتيارات سطح المحيط وانتقال الحرارة في المحيط
- قياس التغيرات في ضغط قاع البحر
- دراسة تغيرات الكتلة المحيطية
- قياس توازن الكتلة من الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية
- مراقبة التغيرات في تخزين المياه والثلوج في القارات
ذهبت الكاميرا وبقيت الصور في صندوقها الأسود
من بين الكاميرات الست التي ثبَّتها إنغلس للإطلاق، كانت الكاميرا المُنصهرة في الواقع هي الأبعد، حيث وُضِعَت على بُعدِ ربع ميل (402 متر) من منصة الإطلاق، بينما الكاميرات الأربع التي أقامها داخل محيط منصة الإطلاق لم تُصَب بأذى. نحن نتحدَّث إذاً عن سوء الحظ.
على أيةِ حال، تحطَّمت الكاميرا بالفعل، لكنها تمكَّنت من الحفاظ على بطاقة الذاكرة الخاصة بها، التي تعتبر بمثابة "صندوق أسود" نوعاً ما. ووفقا لوكالة ناسا، فإنَّه من المُرجَّح أن تُعرَض الكاميرا في مقر ناسا في واشنطن العاصمة، كنوعٍ من القطع الأثرية.