في الآونة الأخيرة، قام الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والنائب الأول لرئيس الوزراء، بجولة مطولة في أميركا ليس من أجل بناء وتعميق العلاقات التجارية للرياض فحسب، بل أيضاً لتحقيق التوسع الاقتصادي الشامل في رؤية 2030، والذي يركز جزء كبير منه على التكنولوجيا.
وفي حين أنه لا يُعرف الكثير عن تفاصيل محددة لاجتماعات الأمير مع بعض الشخصيات كممثل شركة آبل، تيم كوك، وسيرغي برين عن شركة جوجل، لكن هناك هدفاً محدداً لوضع السعودية بقوة على خريطة القيادة التقنية في السنوات القادمة بطرق رئيسية، وبمساعدة شخصية حيوية تصادف أن تكون امرأة بحسب تقرير لموقع موقع Forbes.
ماذا يريد الأمير؟
توضح ديما اليحيى الأمين العام للجنة الوطنية للرقمنة، والرئيس التنفيذي لوحدة الرقمنة الوطنية والمستشار والرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك Misk Innovation "لا يهتم الأمير بإنشاء Silicon Valley (مجمع تقني) في السعودية". وتواصل قائلة، "إنه غير مهتم بإعادة اختراع العجلة مرة أخرى، ولكنه يريد بدلاً من ذلك أن يجمع الشركاء المناسبين ويتقدم بهم حتى يصبح أكثر قدرة على المنافسة".
تضيف اليحيى إن الهدف العام للعمل هو إنشاء سلسلة قيمة يمكن استخدامها لإلهام السعودية. الهدف منها هو دفع الخيال والتفكير من خلال ضخ الشراكات الإبداعية الجديدة. بمجرد انطلاقها، تأمل المنطقة بالوصول لمستويات جديدة من حل المشكلات وخلق فرص العمل وفرص الابتكار داخل وخارج البلاد.
وتكشف اليحيى بحسب موقع Forbes أن هناك ثلاثة مجالات رئيسية للتكنولوجيا تركز عليها المملكة وهي:
المجتمع الرقمي (زيادة النطاق العريض، والبيانات المفتوحة)
الاقتصاد الرقمي (يشمل جميع القطاعات، ولا سيما الرعاية الصحية؛ وخفض التكلفة من خلال التجارة الرقمية، وتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية)
الأمة الرقمية (تركز على استدامة وتمكين الأفراد عبر التكنولوجيا، ولا سيما أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً والذين يمثلون 50% من السكان)
ويستحوذ البند الأخير على جزء كبير من التركيز من قبل المملكة. وتشرح اليحيى: "نظرنا وتساءلنا عما إذا كان الناس متوافقين بالفعل مع بعض العروض والمبادرات السابقة التي طورناها".
وتابعت، "لقد اكتشفنا أنهم ليسوا كذلك، لذلك هناك تركيز كبير هنا على رؤية 2030." والقصد من ذلك هو توفير أدوات للخيال والاعتقاد بأنه إذا شارك المواطنون، فإنهم سيقودون مهمة تطوير البلاد بطريقة طبيعية أكثر.
جزء من مهمة مؤسسة مسك، التي تشرف عليها اليحيى، هو العمل في إطار نظام إيكولوجي أكبر لحث الشبان السعوديين على التدريب الفني والوصول إلى أكثر من ذلك.
ويشير تقرير موقع Forbes إلى أن الجزء الذي تلعبه شركات مثل شركة آبل وجوجل في هذا المجال، في الوقت الراهن، معروف فقط للمشاركين الرئيسيين في شركات التكنولوجيا والأمير منذ الاجتماعات الخاصة. ومع ذلك، لا يعلم الكثيرون أن اليحيى، وهي امرأة، هي التي أعدت جميع العناصر والاستراتيجيات الكاملة اللازمة لمثل هذه الاجتماعات.
ديما اليحيى.. من تكون؟
في سن الثانية عشرة، وقعت ديما اليحيى في حب هندسة البرمجيات وقررت أنها تريد العمل مع بيل غيتس، قدوتها الذي يحتذى به. ثم تابعت اليحيى دراسة علوم الكمبيوتر وقُبلت فيما بعد في جامعة ستانفورد لكنها تزوجت وقررت البقاء السعودية.
ثم اختارت أن تبدأ حياتها المهنية في القطاع المالي. وسرعان ما أصبحت واحدة من أوائل الإناث اللاتي يعملن ضمن العمود الفقري للتكنولوجيا في سوق الأسهم السعودية.
تذكر اليحيى "كان هناك ثلاثة أو أربعة منا في الغرفة"، وتضيف "قيل لنا أننا نستطيع أن نتصفح الشبكة ونتسوق. لكنني قلت إنني مهتمة بما هو أكثر من ذلك." ولأنها بنت سمعتها وخبرتها ونفوذها، أصبحت قوة كبيرة ورائدة ضمنت عمل 40 امرأة أخرى هناك عند اكتمال مدة خدمتها.
بعد ذلك، سرعان ما استفاد وزير الشؤون الخارجية وقسمه من خبرة اليحيى التكنولوجية. فقد أشرفت على طاقم من كلا الجنسين، ولكنها أعُطيت مهمة شبه مستحيلة تتمثل في إدارة جميع الأعضاء الذكور من وراء باب مغلق.
وتابعت ديما قائلة "لكنني عملت على اكتساب ثقتهم حتى بعد فترة طويلة، فتحت لي جانباً بسيطاً من التعامل معهم". بعد النجاح في هذا الدور، حصلت أخيراً على منصب في مكاتب مايكروسوفت السعودية وأصبحت أول امرأة في منصب تنفيذي في ذلك المكتب.
جعلتها هذه التجربة تنظر إلى بلدها من حيث الابتكار التكنولوجي ومعوقاته. تقول "عرفت أننا أنفقنا أموالاً أكثر من البلدان الأخرى، لكنني تساءلت لماذا لم نكن قادرين على الإنجاز، وكيف يمكنني المساعدة في تغيير ذلك. لذا بدأت في دراسة المشهد".
رؤية 2030 فتحت لها الأبواب
سرعان ما أُطلقت رؤية الأمير 2030، وعُينت اليحيى كشخصية رئيسية. هي في منصبها منذ عام، حتى الآن. وتقول: "إنها مسؤولية ضخمة، لكنها تُظهر كيف تتحول البلاد من منظور جنس الكوادر. إنها الآن تعتمد أكثر على المؤهلات".
جزء من مهمتها هو صياغة التحول الرقمي الكامل للبلاد. وللقيام بذلك على نحو فعال، تتعامل اليحيى مع ما لا يقل عن ثمانية وزراء في كل يوم. كما تقول "أعتقد أنني وصلت إلى هذه النقطة لأن الناس بدأوا يثقون بي حتى كامرأة. لقد بدأوا يرونني جزءاً لا يتجزأ من نجاحهم لأنه على الرغم من أنني حصلت على الكثير من" لا "في بداية حياتي المهنية لكن لم أسمح لهذا أن يمنعني".
كانت اليحيى تبذل الكثير لإنشاء تقارير واسعة وقيمة وإعطائها لأولئك الذين رفضوها دون أي سبب. وحين رأوا المحتويات والاجتهاد، قالت إنهم بدأوا في طلبها للحصول على المشورة والتوجيه. هذا النهج هو ما يعطي مؤهلاتها وقوتها الفريدة دورها الحالي.
توضح اليحيى "يجب أن أذكّر شركاءنا المحتملين بأننا بلد، وليس شركة أخرى"، "بمجرد فهم ذلك، أعرف كيف أخلق فرصاً للجميع، تماماً كما فعلت دائماً".