أصبحت شركة كامبريدج آناليتيكا Cambridge Analytica في الآونة الأخيرة اسماً معروفاً لمجموعةٍ من الأسباب، على رأسها الفضيحة التي تسببت بها لأكبر شبكة اجتماعية في العالم: فيسبوك.
الشركة حصلت على بيانات الملفات الشخصية لأكثر من 87 مليون مستخدم فيسبوك، من أجل استهدافهم عبر محتوى مخصص للتأثير على قراراتهم في التصويت.
ووفقًا لتقرير حديث نشرته صحيفة New York Times الأميركية، فإن الشركة كانت تخطط لجمع المال عن طريق إصدار نوع جديد من العملة الرقمية المشفرة عملت على تطويرها خلال الأشهر الأخيرة، وكانت تستعد للعرض الأولي لهذه العملة، وهو أسلوب جديد لجمع الأموال يتعرض إلى تدقيق متزايد من جانب المنظمين الماليين في جميع أنحاء العالم، بحيث أن هذه العملة مخصصة لتمكين الناس من بيع بياناتهم الشخصية والربح من القيام بذلك.
ويبدو أن الأمور خرجت عن مسارها بسبب فضيحة فيسبوك الأخيرة التي كشفت عن أنشطتها لجمع البيانات، اذ أشارت المصادر إلى أن شركة الاستشارات البريطانية لتحليل البيانات اتصلت في منتصف العام 2017 بشركة استشارات للاستعلام عن كيفية هيكلة عملية الطرح الأولي للعملة، وقال أحد المصادر إن شركة كامبريدج آناليتيكا تتطلع إلى جمع ما يصل إلى 30 مليون دولار.
وجاء هذا الإكتشاف من بريتاني كايزر، الموظفة السابقة في الشركة التي تركت العمل في شهر فبراير/شباط. وادعت الموظفة السابقة أيضاً أن كامبريدج آناليتيكا استخدمت مؤخرًا أكثر من اختبار واحد في فيسبوك لجمع بيانات حول المستخدمين، وأن عدد الأشخاص الذين تم تصنيفهم من قبل الشركة أعلى من الرقم الذي تم إدعائه سابقًا والذي يبلغ 87 مليون شخص.
وتشير المعلومات إلى أن كامبريدج آناليتيكا، عرضت خدماتها على العديد من الشركات التي تبني عملات رقمية مشفرة، وفي أحد الاجتماعات اقترحت الدفع لأشخاص في المكسيك باستخدام عملة مشفرة كمكافأة على ملء الاستطلاعات، بحيث يمكن استخدام البيانات التي تم جمعها من هذه الاستطلاعات للمساعدة في حملات المرشحين السياسيين في البلاد.
كما عمل الفريق المسؤول عن العملة المشفرة التابعة لكامبريدج آناليتيكا مع Dragon Coin، وهي عملة مخصصة للاستخدام من قبل عشاق القمار في جزيرة ماكاو Macau الصينية، مدعومة من قبل رجل العصابات Wan Kuok-koi الملقب بـ Broken Tooth، وذلك وفقًا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، ومن المحتمل أن يكون لدى الشركة تعاملات أكثر غموضاً مع بيانات الأشخاص في المستقبل القريب والتي لم نسمع عنها بعد.
فضيحة فيسبوك وكامبريدج آناليتيكا
في مارس/اذار 2018، اكتشف أن كامبريدج آناليتيكا لتحليل البيانات التي وظَّفتها حملة ترامب الانتخابية، حصلت على بيانات خاصة بفيسبوك جُمعت من 50 مليون شخص، وزُعم أنها استخدمتها لتوجيه الناخبين في الولايات المتحدة الأميركية، ما أثار تساؤلات بشأن حماية الخصوصية.
كما أن ذلك الاكتشاف مكَّن من الدعوة إلى تشديد القواعد التنظيمية التي من شأنها أن تعرقل نموذج الأعمال الخاص بفيسبوك.
كانت الشركة – كما نشر "عربي بوست" -، تدرك أن قوة فيسبوك تكمن في البيانات التي يمتلكها، وحجمه وقدرته على استهداف الأفراد بدقة. واستخدمت الشركة بعد ذلك البيانات لوضع ملفات تحليل نفسي تُصنف الناس حسب نوع الشخصية، وبالتالي يمكنها استهدافهم بالرسائل السياسية التي من المرجح أكثر أن تصيب هدفها.