فيسبوك وإنستغرام وسناب شات.. لماذا أصبح كل هذا سبباً للاكتئاب والتعاسة بدلاً من التسلية والترفيه؟

هذ السبب الذي جعل "اكتئاب" وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة، وجعل بعض الناس يتوقفون عن استخدامها بالكامل

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/10 الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/10 الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش

لنعترف، جميعنا يفعل ذلك.
هو السبب الذي جعل "اكتئاب" وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة، وجعل بعض الناس يتوقفون عن استخدامها بالكامل.
كما ترى، لقد أصبحنا جميعاً أساتذة في سرد القصص، وهواتفنا صارت أداة لتعديل الصور، سامحةً لنا بالتقاط صورة عادية، ثم قصّها، وإضافة مرشح لها (فلتر)، وتحويلها إلى قطعة من الفن. الصورة العادية سرعان ما تصير أكثر إثارة للاهتمام بمجرد أن تحوّلها إلى الأبيض والأسود وتضيف إليها جملة ذكية.

هل هذا شيء سيئ؟ لا أعتقد. إنه يجعلنا أكثر ابتكاراً وإبداعاً، أو هكذا نأمل؛ بل إن بعض لوحات الإعلانات صُوِّرت بواسطة هاتف آيفون، ما قدَّم للجميع مجالاً أكثر تكافؤاً لوضع صورة أو مقطع فيديو مدهش.

المشكلة تظهر عندما ندقق في منشورات الآخرين وصفحاتهم ومشاركاتهم الاجتماعية. في كثير من الأحيان، تبدو حياتهم عبارة عن ألبوم أو مجلة منظمة للغاية، الكثير من الرحلات البراقة، والصور العائلية ذات الإضاءة الرائعة، والأطفال المثاليين (ذوي المظهر المثالي).

من المحيِّر كم من السهل الانزلاق في مسار "أتمنى لو كنا نملك مالاً بقدر ما لديهم" أو "أتمنى لو كان أطفالي كهؤلاء!".

أعتقد بالفعل أن معظم الناس يدركون أن حياة الآخرين لا تقترب حتى من المثالية التي تبدو في صفحاتهم الشخصية على الإنترنت. بل في الواقع، يستغل بعض الناس الجنون الموجود في الحياة الواقعية، ويلتقطون "المغامرات" في التربية أو الحوادث المختلفة في العمل.

ولكن.. لماذا أكتب هذا؟
كان هناك منشور على موقع إنستغرام مؤخراً لامسني. إحدى المدوِّنات اللاتي أتابعهن، نشرت عن ذهابها في رحلة بالدراجة مع أسرتها في وقت سابق من صباح ذلك اليوم. كان لديها بعض الصور الرائعة والتعليق المثالي عليها، ولكنها بعد ذلك أضافت ملاحظةً أن هذه الجولة لم تكن مثالية جداً. فأحد أطفالها قضى معظم الصباح منزعجاً ومحبَطاً؛ لأنه لم يتمكن من إتقان قيادة الدراجة.

أكدت المدوِّنة الانزعاج الذي أصابها، والذي كان سببه بشكل أساسي هو وجود أسرة أخرى جوارهم بدت كأنها تستمتع بوقتها بشدة. لماذا لا نكون نحن هؤلاء؟ هكذا تساءلَت. أرادت المدوِّنة أن تلتقط صورة مثالية لجولة الدراجة وكل ما يصاحب ذلك.

لكنها اعترفت بأن الأمور ليست دائماً كما تظهر. درْسها؟ أن تتمتع باللحظات التي لديك، وتتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين. فالمظاهر يمكن أن تكون خادعة، فأنت لا تعرف أبداً ما يجري بالفعل في حياة الآخرين.

بينما ينطبق درس تلك المدوِّنة على تجربتها الواقعية، يمكن أن يكون الوقوع في ذلك الفخ أكثر سهولة على الإنترنت. تفقد ما يكفي من الصور الجميلة، وسيتسلل ذلك الوحش أخضر العينين بسهولة.

لذلك تذكَّر، وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد وسائط. إنها مصممة من أجل الترفيه، والمشاركة، وسرد القصص. وبعض الناس بارعون في ذلك فعلاً.

إذن، في المرة القادمة التي تتصفح فيها الإنترنت وينتابك الشعور بأن حياتك ليست بالجودة الكافية، تذكّر أن ما تراه هو جانب واحد فقط (مقصوص بقدر كبير ومُرشح ومعكوس) من حياتهم العادية.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لموقع "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد