بدأ موقع "تويتر" بحذف علامة التوثيق الزرقاء من بعض الحسابات. لكنَّ الإعلان، الذي أجرته الشركة عبر خمس تغريدات وتحديث في صفحة الدعم الخاصة بتويتر، قد طرح العديد من التساؤلات.
وكان السؤال الأكثر شيوعاً هو لماذا قد يحذف تويتر علامة التوثيق من الحساب بدلاً من تعطيله مؤقتاً أو حظره نهائياً ببساطة. تتعلق إجابة هذا السؤال، حسبما قالت الشركة، بسلوك صاحب الحساب في الحياة العادية بعيداً عن الإنترنت.
وقال متحدث باسم الشركة إنَّ الموقع سيحذف العلامة الزرقاء إذا انتهك أحد المستخدمين قواعد تويتر، ويعني انتهاكهاً كتابة تغريدات مخالفة.
تويتر يخطط، بحسب موقع The Verge الأميركي، لفرض بعض المراقبة على سلوك أصحاب الحسابات الموثقة بعيداً عن الإنترنت لتحديد ما إذا كان هذا السلوك يتفق مع قواعده، وإذا كان غير ذلك فيمكن أن يخسر المستخدمون علامات توثيق حساباتهم.
بالتالي فإنَّ أي مستخدم افتراضي مُوثَّق، لا ينشر سوى صور قطط صغيرة لكن قام بتنظيم مسيرات نازية لكسب قوت يومه، سيكون بإمكانه الآن الاحتفاظ بإمكانية التغريد، لكنَّه سيخسر شارة التوثيق.
وتُعد العبارة الرئيسية في التحديث الذي يدخله تويتر على سياسة الاستخدام هي: "أسباب حذف علامة التوثيق ربما تعكس سلوك المستخدم داخل وخارج تويتر".
كانت القواعد تُطبَّق على السلوك داخل تويتر فقط، لكن من الآن فصاعداً، سيُحاسَب أصحاب الحسابات المُوثَّقة على سلوكهم في العالم الحقيقي أيضاً.
وفي حين أنَّه لم يتضح كيف ستبدو سياسة تويتر النهائية، فإنَّ إدراج سلوك الأفراد خارج الإنترنت ضمن قواعد تويتر يضيف بُعداً جديداً لا يمكن التنبؤ به إلى جهود الموقع في مكافحة التحرش.
ولكي ندرك السبب الذي يدفع تويتر لبدء أخذ السلوك خارج الإنترنت بعين الاعتبار، علينا النظر في حالة جيسون كيسلر.
أثار كيسلر، وهو أحد المُدوِّنين المنتمين للقوميين البيض والذي نظَّم مسيرة "United the Right" أو "وحِّدوا اليمين" في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأميركية أغسطس/آب 2017، الجدل حول قواعد تويتر حينما جرى توثيق حسابه. كان حساب كيسلر جديداً؛ إذ حُذِف حسابه القديم الذي نَشَر عليه تعليقاتٍ مسيئة، ويبدو أنَّ تغريداته – رغم كونها مسيئة للكثيرين – لم تخالف قواعد تويتر.
من ناحية أخرى، عزَّز كيسلر خطاب الكراهية من خلال تنظيم تلك المسيرة، وهو ما يخالف قواعد تويتر صراحةً ويضع شبكة التواصل الاجتماعي في موقفٍ محرج.
وغرَّد جاك دورسي، المدير التنفيذي لتويتر، يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 قائلاً: "يتبع وكلاؤنا سياسة التوثيق الخاصة بنا بشكل صحيح، لكنَّنا أدركنا منذ بعض الوقت أنَّ النظام معطوب ويحتاج إلى إعادة النظر فيه". وقد توقَّف تويتر عن توثيق أي حسابات جديدة وأعلن أنَّه يطوِّر "برنامجاً جديداً".
وبينما تعمل الشركة على تطوير برنامج جديد، أعلنت عن إجراء مؤقت؛ وهو مساءلة المستخدمين عن سلوكهم المخالف لقوانين الموقع خارج شبكة الإنترنت، وعطَّلت مجموعة من الحسابات مؤقتاً. وقالت الشركة إنَّها ستراجع أيضاً جميع الحسابات المُوثَّقة التي يبلغ عددها 287 ألف حساب.
لكن ظلت العديد من التساؤلات دون إجابة. فما الذي ستتكون منه "مراجعة" الشركة؟ وهل ستراجع سلوك المستخدمين خارج الإنترنت؟ هل ستستجيب ببساطة للبلاغات أو ستنظر بتمعن في الانتهاكات؟ هل ستنجز هذا العمل بواسطة فريقها الحالي أم ستوسع فريق الثقة والسلامة لديها؟ ورفضت الشركة التعليق!
وفي معظم الفترة التي عمل خلالها منذ ظهوره، كان برنامج التوثيق موجوداً فقط بغرض التأكُّد من هويات مستخدمي التويتر من الشخصيات رفيعة المستوى، لكنَّ ذلك الوضع تغيَّر في يناير/كانون الثاني 2016 حينما حذفت الشركة علامة التوثيق من حساب الناشط اليميني المتطرف ميلو يانوبولوس. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تبدو فيها شارة التوثيق – بتأييدٍ من تويتر نفسه – إشارةً على قبول أو رفض سلوك المستخدم خارج الإنترنت.
وفي ظل التغيرات التي حدثت، أعلن تويتر هذا التأييد صراحةً، أي أنَّ الشارة الآن تُعد أكثر من مجرد علامة للتثبُّت من الهوية، بل علامة قبول بسلوك المستخدم أيضاً.
ويبدو مُرجَّحاً أن يؤدي ذلك لزيادة عدد المعارك العلنية التي سيواجهها تويتر بشأن الذين يستحقون التوثيق والذين يستحقون خسارة علامة توثيق حسابهم. وما زالت سياسة الاستخدام النهائية قيد التطوير، لكنَّ الاتجاه الذي تتجه إليه يبدو واضحاً.
ولم يكن هذا هو التغيير الوحيد إذ أعلنت منصة التدوين المصغرة تويتر، الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عبر تدوينة نشرتها، عن طرحها ميزة 280 حرفاً ضمن التغريدة لجميع المستخدمين الذين يستخدمون اللغات المدعومة، بما في ذلك اللغة الإنكليزية.
وكانت الشركة قد أعلنت لأول مرة عن خطة مثيرة للجدل لتجاوز عدد 140 حرفاً التقليدية ضمن التغريدة الواحدة، في شهر سبتمبر/أيلول، وأشارت حينها إلى أن الزيادة في عدد الحروف تسمح للمستخدمين بالتعبير عن المزيد من الأفكار، بحسب البوابة العربية للأخبار التقنية.