برشلونة: عاصمة الهواتف الذكيّة بامتياز

دورة خفتت فيها أضواء الآبل والسامسونغ وأغرقها حضور الشركات القادمة من الشّرق، وعلى رأسها العملاق الصّينيّ بِرهانات تصميم هاتف الهاواوي الجديد المُدشّن لجيل الـ 5G مع رجوع غير مُتوقّع لشركة نوكيا الفنلنديّة بتصميم جديد لـ"شيخ" الهواتف المحمولة 3310 نوكيا.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/01 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/01 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش

بكلّ ثقة يتصدّر اسم برشلونة هذا الأسبوع عالم الثقافة الرّقميّة والهواتف الذكيّة؛ ليتجدّد الموعد السّنوي لرُوّاد المعرض العالمي للموبايل في هذه المدينة للمرّة الثّانية عشرة، على مدى أربعة أيّام رسميّة من 27 فبراير/شباط إلى 02 مارس/آذار. دورة خفتت فيها أضواء الآبل والسامسونغ وأغرقها حضور الشركات القادمة من الشّرق، وعلى رأسها العملاق الصّينيّ بِرهانات تصميم هاتف الهاواوي الجديد المُدشّن لجيل الـ 5G مع رجوع غير مُتوقّع لشركة نوكيا الفنلنديّة بتصميم جديد لـ"شيخ" الهواتف المحمولة 3310 نوكيا.

من الطّريف أن نتفطّن إلى أنّ عدد الهواتف المحمولة الموجودة وصل الـ 8 مليارات وهو عدد يفوق التّعداد السكاني في العالم بأسره. لكن من البديهي أن تتنافس الدّول في الاستثمار في هذا القطاع المتسارع التطوّر، وتتفاخر بنجاحاتها، ولا أدلّ على ذلك من فنلندا في أوج تألّق النوكيا، وكوريا الجنوبيّة مع منتوجها الفذّ سامسونغ وسان فرانسيسكو، المحافظة الدّولة ببركان الآبل المُستمرّ الهيجان. وإن لم تنجح إسبانيا في خطف الأضواء بـريادتها في مجال الثقافة الرّقمية وعالم الهواتف المحمولة، إلّا أنّها غالت في التشبّث باحتضان فعاليّات المعرض العالمي للموبايل كل سنة بدون انقطاع منذ 2006 في مدينة برشلونة. فبعد أن كان يُعقد في مدينة كان الفرنسية في شكل عقود خماسيّة {5 سنوات} قابلة للتّجديد،

تمكّنت العاصمة الكاتالونية من افتكاك المصادقة على تمديد آخر عقد في 14 يوليو/تموز من صيف 2015 بخصوص دورات 2018 – 2023 بقرار من مجلس إدارة المعرض بعد جلسة جمعت رئيسة بلدية المدينة آدا كولاو، وكاتب الدولة للاتّصالات فيكتور سوتيلو ورئيس المعرض جوزيب بونيت وشخصيّات أخرى. وقد جاءت هذه الموافقة على هامش المعرض الموازي المنتظم في تلك الفترة بشنغهاي.

هذا وقد سجّلت الدّورة الماضية للمعرض حضور 2200 شركة عارضة من أغلب بلدان العالم. قُدِّر عدد الحاضرين فيها ما بين مهنيّين وزائرين وإعلاميّين بـ 100,000. عدد لا يستهان به من ضيوف برشلونة يساهمون في انتعاشة اقتصاديّة وعلميّة وثقافيّة متميّزة للمدينة سجّل فيها رقم المعاملات الاعتيادي 460000 مليون يورو إضافيّة و13000 فرصة عمل طوال أيّام المعرض وحجز 26300 غرفة بفنادق المدينة بأسعار مرتفعة مقارنة بباقي أيّام السّنة، وهي أيّام فارٍقة تضمن إلى حدّ كبير تعزيز الإشعاع التكنولوجي والسياحي للمدينة.

وبعيداً عن لغة الأرقام والنجاحات، أثارت الحكومة الكتالونية وبلديّة برشلونة تحديدا موضوعاً كان غائباً وسط النّجاحات المتسارعة للأسماء المهيمنة على قطاع الاتصالات، ألا وهو ضرورة تحفيز العنصر النّسائي لاقتحام هذه النجاحات وعدم اكتفائه بالتواجد في الصفوف الخلفية لهذه الاختصاصات، إضافة إلى إعطاء إشارة الانطلاق لحدث مواز لمعرض الموبايل العالمي تحت اسم "مهرجان الموبايل الصّغير ببرشلونة" والذي تُفتح فيه أبواب المنافسة لعرض الأفكار والأبحاث في إطار تكثيف تفاعل الثقافة الرقمية بين قطاعي الطب والعلم بمشاركة 20000 طالب من الفئة العمرية الممتدة بين 16 و20 سنة.

وفي نفس السياق أشار رئيس الحكومة الكتالونية "بودج ديمونت" بحضور الملك فيليب السادس في حفل العشاء الشرفي الذي أقيم في قصر الموسيقى الكتلانية قبل انطلاق المعرض، إلى أنّ تحفيز الاختصاصات التعليمية والجامعية خصوصا في هذا القطاع سيكون مُجديا جدا باعتبار أوروبا ستحتاج فيه سنة 2020 لـ 900 ألف إطار تشير الأرقام الحاليّة إلى أنّها لن تتوفّر من الجامعات الأوروبية.

عموما، لا شكّ أنّ الحدث مهمّ للجميع، سواء للمهنيّين أو للجمهور باعتباره يُمثّل مناسبة لاستعراض حدود الذّكاء البشري وتفاخر بالقدرة على تطويع التكنولوجيا والثقافة الرّقمية لخدمة بقية القطاعات. تحتشد فيه ثُلّة من المجتمعات على اختلاف جنسياتها على نفس الرقعة الأرضية وتحشد فيها الأفكار للدورات القادمة.

سكّان مدينة برشلونة أيضاً يعيشون هذه الأيّام على وقع خليط عجيب من الأجناس ومن الثقافات تلاحظها في الوجوه التي تعترضك في وسائل النّقل أو في الشّارع وفي المواضيع المتداولة بين الناس أو حتّى في الوجبات المرصودة خصّيصاً في المطاعم والمقاهي لأذواق ضيوف المدينة المُنتقون بعناية.

مثال إيجابيّ حيّ للعولمة ولدور التكنولوجيا في تسهيل حياتنا، ويفتح شهيتنا أكثر لمواكبة التطوّرات المُغرية لهذا القطاع.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد