يقول أحد المديرين في جوجل: "إننا نواجه صعوبة في إقناع الموظفين بمغادرة مكاتبهم بعد انتهاء أوقات الدوام الرسمي في المساء، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر"!!
خلال زيارتي لموقع شركة جوجل في منطقة حيفا أريد أن أسلط الضوء على روعة وفلسفة هذه الشركة الإبداعية المتميزة..
برأيكم كيف تخرج تلك الأفكار الإبداعية التي تدهشنا بها شركة Google كل يوم؟ وكيف تبدو الحياة داخل شركة Google؟ وما هو سيناريو نجاحها؟
شركات عالمية ضخمة وعوالم إبداعية مختلفة رأيتها هناك.. نظرتها مختلفة جداً تجاه راحة الإنسان وتحفيزه ليبتكر ويبدع فتحرص "جوجل" على مد العاملين بكافة سبل الراحة والرفاهية، وتتبع تلك الاستراتيجية لكي تضمن من الموظفين ولاءهم وحبهم للمهام التي يقومون بها وابتكارهم المستمر والمتميز، ففي جوجل ليس فقط عليك أن تجد أفكاراً إبداعية بل أن تكون قادراً على تطبيقها على أرض الواقع.
موقع جوجل (محرك البحث الأضخم) يحصد نجاحه ويسيطر على رقم 1 في ترتيبه لأكثر من عام بالنسبة للمواقع الأكثر زيارة ومشاهدة، أي بمعدل نصف مليار زائر يومياً، يليها موقع الفيسبوك حسب ترتيب موقع اليكسا.
قاعدة جوجل الأساسية هي "كن نفسك"؛ حيث تسمح لك جوجل بأن تجعل مكتبك كما تشاء، وكأنك في غرفتك الخاصة!!
وماذا لو صادفتك مشكلة في جهازك؟ بسيطة، يوجد خبراء صيانة متواجدون دائماً لخدمتك مع أي مشكلة قد تواجهها مع جهازك (متوافرون 24 ساعة).
وإذا لم تكن تعجبك تسريحة شعرك، فلديك في مقر عملك مصففو شعر محترفون لتصفيف شعرك كما تريد!
وإذا شعرت بالجوع فلديك مطعم يحتوي على كل الأكلات العالمية، وخذ راحتك لأن كل شيء بالمجان، بالإضافة إلى وجود إخصائي تغذية؛ ليعتنوا بوزنك المثالي، وإن كان لديك أبناء فلا داعي للقلق عليهم، اصطحبهم معك إلى العمل؛ لأن هناك أماكن لعب خاصة لأبناء الموظفين، وللموظفين أنفسهم أيضاً، وإذا شعرت بقليل من الإرهاق تستطيع الحصول على مساج على يد خبراء متخصصين، أما إن لم يكن ذهنك صافياً، فهناك غرفة مخصصة تستطيع الحصول على فيها صفاء الذهن الذي تريد، فبإمكانك البكاء والصراخ بها أيضاً!
وإن أحببت قراءة كتابك المفضل فهناك مكتبة عصرية للقراءة أيضاً.
والجميل في جوجل هو احترامها لثقافة وعادات كل بلد، فمثلاً في مكتب جوجل في حيفا توجد المكاتب داخل كونتينرات الشحن البحري، وفي مكتب جوجل زيوريخ توجد المكاتب داخل عربات التليفريك.
في جميع الأماكن في مقر شركة جوجل هناك لوحات حائطية للكتابة عليها يسمونها Ideas Board، وفي أي وقت يمكنك التوقف وكتابة الفكرة حتى لا تضيع منك قبل أن تصل مكتبك.
والكثير الكثير من الجماليات المكنزة لم أذكرها بعد، تعتمد هذه الشركات سيناريوهات مختلفة تماماً عن غيرها من الشركات في رسم سلم نجاحها وتقدمها، فترى في احترام إنسانية الفرد وتلبية احتياجاته ومتطلباته بأدق التفاصيل الطريق الأول لامتلاك عقله.
#احترم_إنسانيته_وتملك_عقله
صد
أتمنى رؤية شركة أو جوجل عربية بكل هذا النجاح في الوسط العربي قريباً.
وفي نهاية رحلتي لهذا العالم شكراً لجوجل على هذا النموذج المتميز من النجاح، وشكراً لمجموعة Jest Hubعلى تنظيم هذه الزيارة.
تصوير الزميل Omar Ameerah
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.