بعدما أثبتت الشبكات الاجتماعية حضورها ونجاحها، لجأت العديد من الحكومات العربية إلى تدشين حسابات رسمية لها على فيسبوك وتويتر، كوسيلة لسرعة التواصل مع الرأي العام المحلي والإقليمي.
وبمطالعة حسابات بعض الحكومات بعد سنوات من تدشينها، تبيَن أن بعضها أصبح مصدراً رئيسياً للأخبار والمعلومات الحكومية بشكل دوري ومنتظم، فيما لا يزال البعض الأخر يعاني من سوء الإدارة رغم أسبقية تأسيسه.
تميّز حسابات الحكومات الخليجية
وتمثل حسابات الحكومات الخليجية جانباً مشرقاً، فحسابٌ مثل حساب "سعودي" أو البوابة الوطنية للتعاملات الالكترونية الحكومية، يتميز كغيره من الحسابات الحكومية السعودية بالتحديدث المستمر.
"سعودي" التحق بتويتر في يناير/كانون الثاني 2011، ونشر 6.866 تغريدة خلال تلك الفترة ويتابعه 250 ألف متابع، بينما يُتابع 252 حساباً معظمها حسابات رسمية لمسؤولين أو مؤسسات بالدولة ويتخللها متابعات لشخصيات غير رسمية.
#وزارة_التجارة توقف 26 حساباً على #تويتر و #فيسبوك و #انستقرام تسوق سلعاً مقلدة https://t.co/zlv8R7fjYh pic.twitter.com/qnrtAKZj8L
— سعودي (@Saudiegov) January 11, 2016
وينطبق الأمر ذاته على الحساب الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي دخل الخدمة تويتر يناير/كانون الثاني 2011، لكنه تفوق على نظيره السعودي في نشر التغريدات بنحو 3 آلاف تغريدة ليصل لـ 9.080 تغريدة، ويتابعه 236 ألف حساباً، فيما يُتابع هو 438 حساباً كلها حسابات رسمية لهيئات ومسؤولين بالدولة.
Do you prefer to buy through social media?
— حكومة دولة الامارات (@UAEmGov) January 10, 2016
آفة متابعة الحسابات المجهولة
على الجانب الآخر. يُستغرب متابعة الحسابات الرسمية لبعض الحكومات العربية لبعض الصفحات الغريبة والشخصيات غير المعروفة.
يمكننا أن نتفهم مثلاً قيام صفحة بوابة خدمات الحكومة المصرية على تويتر بمتابعة صفحات أخرى مثل صفحة بيل غيتس، لكن المدهش هو وجود عشرات الصفحات لأشخاص غير معروفين على الإطلاق.
صفحة بوابة خدمات الحكومة المصرية تتابع مثلاً 348 صفحة أخرى، بينها صفحات "تاجر مواشي" و"دماغ مالك" و"عشوائي" و"مصر أولاً" و"foffa betity" و"teo"، وغيرهم العشرات من المجهولين.
جدير بالذكر أنه تم تدشين حساب الحكومة المصرية على موقع تويتر في العام 2009، ونشر حتى الآن 716 تغريدة، فيما يتابعه نحو 44 ألف متابع.
ورغم مرور نحو 7 سنوات على إطلاق حساب بوابة خدمات الحكومة المصرية، فإنه لا يزال غير موثقاً حتى الآن، إلا أن الموقع الرسمي للحكومة يسوّق له كحسابٍ رسمي.
أما في الأردن، فيعيش الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء حالاً من سوء الإدارة أيضاً. فرغم سرعة تحديثات الحساب وتميزه من الناحية الخدمية والمعلوماتية، فإنه يُتابع العديد من الحسابات غير الرسمية والمجهولة التي يتخطي عددها الألف.
فقد ظهرت بعض الحسابات مثل محلات الشوكولاته والمطاعم وحسابات شخصية أو مجهولة مثل "purple shaodow" و"علا" و"My Wedding Guide" و"BetsyF" و"tutu"، وغيرها الكثير.
يشار إلى أن الحساب الموثّق دُشن فى العام 2010، فنشر نحو 2,223 تغريدة، ويتابعه أكثر من 70 ألف مشترك على تويتر.
كيف تتصرف باحترافية؟
في هذا الصدد قال خبير التسويق الرقمي محمود عبد الجواد، إن متابعة الحسابات الحكومية لحسابات غير تابعة للهيكل الإداري للحكومة، أو مجهولة يضع القائمين عليها في دائرة الاتهام بعدم الاحترافية بإدارة الحساب.
وأضاف عبد الجواد أن إدارة الحساب بهذه الطريقة تعني أن هذه الهيئة لا تتمتع بعدد كبير من المتابعين، كما تعني أن الحسابات – غير الرسمية التي تتم متابعتها – هي للقائمين على الحساب أو مسؤولين بالوزارة.
ولفت إلى أن بعض الحكومات الخليجية، كالإمارات على سبيل المثال، تطبق النظام الرقمي بشكل كامل في تقديم الخدمات لمواطنيها، "ولهذا تجد أن نسبة المتابعين لحساب أي حكومة خليجية أضعاف دول عربية أخرى".
وضرب المثل بمصر، حيث لا يوجد الكثير من الخدمات التي يمكن أن تقدمها الحكومة عن طريق الانترنت، فضلاً عن أن الكثير من المواطنين ليس لديهم الاهتمام بمتابعة أخبار الحكومة أو تحديثاتها.
خبير التسويق الرقمي أشار أيضاً إلى إن مفهوم الشبكات الاجتماعية فى مصر منتشر لدى الأفراد أكثر منه لدى الهيئات والمنظمات، ولهذا تجد متابعي الشخصيات أكثر من الشركات والهيئات.
وفي نفس السياق، أكد أحمد الخطيب الذي يدير حسابات إحدى الجامعات المصرية الخاصة، أن متابعة الحساب الحكومي لشخص مجهول، أو غير ذي صفة رسمية، ينم عن قلة خبرة القائمين على الحساب، كما يعطي انطباعاً بعدم جدية ومصداقية ما ينشره الحساب من أخبار ومعلومات.
وتابع الخطيب أن إدارة الحسابات الحكومية بعشوائية لا تشجع المواطنين على الاستفسار من الحساب عن أية معلومات؛ الأمر الذي يضر بالوظيفة الأساسية التى تم تدشينه من أجلها وهي خدمة المواطنين والتفاعل مع الجمهور.
وتتضح هذه الفوضي بصورة كبيرة في حساب الحكومة المصرية، الذي رغم مرور 6 سنوات على تدشينه، فإنه يخرق المعايير الاحترافية الموضوعة فى سياسية المتابعة، فتجده يتابع حسابات على تويتر مثل "عشوائي" "وتاجر مواشي"، بل يتابع حسابات معارضين للدولة.