أن تقرأ رقماً مفاده أن نحو 3.2 مليار شخص يستخدمون الانترنت أي ما يعادل نصف سكان الكرة الأرضية هو ليس بالرقم القليل، ما دفع مجموعة من الشباب إلى الاستفادة من هذا العالم الافتراضي في إطلاق مشاريع تصل إلى أكبر قدر من مستخدمي الانترنت.
فؤاد الفرحان وسامي الحصين من السعودية ورائد العمادي من قطر حملوا على عاتقهم مهمة نشر التعليم عبر منصات الكترونية أطلقوها، وكانت أكثرها شهرة "منصة رواق للتعليم المفتوح".
الهدف.. 350 مليون!
"لا حدود للزمان ولا المكان هنا" يقول المهندس سامي الحصين أحد مؤسسي منصة رواق لـ "عربي بوست" ويتابع "هدفنا إيصال التعليم لكل ناطق باللغة العربية بغض النظر عن مكان إقامته وعمره وتحصيله العلمي".
المشروع الذي وصل عدد المستفيدون منه قرابة 300 ألف، يسعى إلى الوصول لأكثر من 350 مليون شخص والسبب أن "التعليم من حق الجميع ومع وجود التقنية من السهل توفير هذا الحق" على حدّ تعبير الحصين.
"رواق" التي تجاوزت الحدود الجغرافية والظروف الاقتصادية والمعيشية، هي كما يصفها الحصين "مشروع تعليمي يأتي إليك ولا تسعى إليه، فقط تحتاج أن تفتح له قلبك ووعيك، فهو مشروع يخدم الجميع على حد سواء غنياً كام أم فقيراً".
جامعة افتراضية في المخيمات السورية!
رواق التي تعتبر الخطوة الأولى في مشروع تعليمي ضخم كانت سبباً في انطلاق مبادرة أخرى تهدف إلى توفير التعليم للاجئين حول العالم، كي تساعد هذه الشهادات التعليمية هؤلاء اللاجئين في غربتهم.
مشروع اللاجئين الذي حمل اسم سنديان لم يكتمل بعد كما يوضح الحصين، فهم بصدد وضع آليات التنفيذ والتعاون مع شركاء حول المنهج والاعتماد الأكاديمي والتجهيزات ويضيف "نرحب بكل من يستطيع المساهمة في المشروع من جهات أكاديمية أو معلمين أو تجهيزات".
العدد غير محدود يوضح الحصين بقوله "إن كلّ من لديه هاتف ذكي أو جهاز محمول يمكنه الاستفادة من المبادرة"، ويتابع "نعمل حالياً على توفير مراكز في مخيمات اللاجئين السوريين وستكون البداية من تركيا كونها تضم العدد الأكبر منهم".
سنديان التي ستكون بمثابة جامعة افتراضية للاجئين ستقدم لهم شهادات معترف بها يتم الحصول عليها بعد اختبارات نهائية، ومن المتوقع أن يتم اعتماد اختصاصات الهندسة والعلوم والإنتاج التلفزيوني والتصميم وغيرها التي يسهل تدريسها الكترونياً.
التعليم الذي تقدمه كل من سنديان ورواق هو مجاني، والتكاليف الموجودة لا تتعدى رسوم الاختبارات والتي كما يوضح الحصين "نسعى إلى تغطيتها من خلال الجهات العالمية الداعمة قدر الإمكان".
وأشار الحصين إلى أنهم حالياً يوقعون مع أكبر شركات الاختبارات في العالم والتي لديها قرابة 5 ألاف مركز اختبار حول العالم وتغطي الدول التي يوجد فيها لاجئون.
تأمين التعليم تماماً كالطعام!
إن المشروع التعليمي الذي انطلق من السعودية ويهدف إلى الوصول لكل الأشخاص في العالم، وخاصة من كانت الحرب سبباً في تشريدهم بحاجة لدعم مادي، لأن هؤلاء الأشخاص من وجهة نظر الحصين ليسوا فقط بحاجة لطعام بل للتعليم أيضاً كي يحميهم.
ويضيف الحصين "الطعام يضمن حياة اللاجئ اليوم، ولكن التعليم يضمن حياتهم في المستقبل، الطعام يضمن بقاؤهم على قيد الحياة في المخيم، ولكن التعليم يخلق لهم فرصاً خارج تلك الخيمة".
إن حاجة المشروع للدعم المادي تكمن في مجال إنتاج المواد وتوفير التجهيزات وتغطية تكاليف الاختبارات في المراكز المعتمدة، وخاصة أن المشروع بدأ خطوة فعلية يقول عنها الحصين " لقد حصلنا على موافقة مبدئية من إحدى الجامعات العربية للاعتماد الأكاديمي ونسعى للتوسع في عدة جامعات لتشمل جميع مشاريعنا التي نعمل عليها إلى جانب سنديان".