في عصر أصبحت فيه أنواع الحروب تعتمد على التقنيات بعيدة المدى خلال المواجهة مع العدو بشكل متزايد، فإن الحاجة إلى طائرات هليكوبتر هجومية سريعة ومدرعة ومسلحة بشكل كبير وقادرة على الاقتراب من أهداف العدو٬ مطلوبة في العصر الحديث. وتظل المروحيات منصة أساسية للقتال الحديث. وفي هذه القائمة، ستتتبع أفضل 5 مروحيات هجومية في العالم بشكل تنازلي من الأفضل إلى الأكثر قوة في القدرات٬ بحسب ما نشرت مجلة National Interest الأمريكية.
ما هي أفضل 5 طائرات هليكوبتر هجومية في العالم؟
5- مروحية تشانغي الصينية
تعتبر المروحية الخفيفة تشانغي Changhe Z-10 الصينية أول مروحية هجومية محلية الصنع في الصين (رغم أنها أُنتجت بمساهمة من مكتب تصميم Kamov الروسي). وتتميز هذه المروحية بتصميم فريد من نوعه مع ميزات خفية واضحة.
ووصف العديد من النقاد الأمريكيين هذه المروحية بأنها ليست أكثر من مجرد نسخة مقلدة من مروحية الهجوم الأمريكية أباتشي AH-64 Apache، ولكن من حيث قدراتها على التخفي، فهي أكثر تقدماً من مروحية أباتشي الأمريكية (رغم أنها لم تُختبر كثيراً في محنة القتال، وهو السبب الوحيد الذي يجعلها ليست أقرب إلى المرتبة الأولى).
وقد عُرضت طائرة الهليكوبتر Z-10 خلال العديد من التدريبات العسكرية الصينية المهمة. وقد تم تقديمها لأول مرة في عام 2012، ويمتلك الجيش الصيني أكثر من 200 قطعة من هذه المروحية٬ مما يثبت مرة أخرى مقولة ماو تسي تونغ القديمة بأن "الكم له جودة خاصة به". ولكن جودة الطائرات الصينية تقترب من جودة الطائرات الأمريكية، وخاصة عندما تقوم الصين بمحاذاة التصميم مع روسيا، كما فعلت بكين عند إنشاء الطائرة Z-10. لذا فهي واحدة من أفضل طائرات الهليكوبتر الهجومية الحديثة الواعدة على الإطلاق.
4- مروحية "يوروكوبتر تايجر" الأوروبية
بعد أن أحدث الجنرال أوروموف ومساعدته، زينيا أوناتوب، دمارًا هائلاً أثناء تصوير فيلم جيمس بوند الكلاسيكي الناجح عام 1995، تسللا إلى سفينة حربية فرنسية آمنة خلال أحداث الفيلم، وتنكرا في زي الطيارين الفرنسيين، وسرقا ما وصف بأنه إحدى أكثر طائرات الهليكوبتر الهجومية تطوراً في عصرها، "يوروكوبتر تايجر". وعلى الرغم من أن الكثير من أفلام جيمس بوند، ولا سيما Goldeneye، مبالغ فيه، فإن الدور الرئيسي الذي لعبته طائرة يوروكوبتر كان دقيقاً.
وتعد مروحية "يوروكوبتر تايجر" Mk3 مشروعاً مشتركاً بين الجيشين الفرنسي والألماني، وهي أحدث مروحية هجومية تأتي من أوروبا الغربية. وتم بناء أكثر من 180 قطعة من هذه الطائرة الهجومية. تُعد طائرة يوروكوبتر من بين أشهر الطائرات التي تمتلكها الدول الغربية. فكل أنظمة الأسلحة من الألمانية إلى الفرنسية إلى الإسبانية وحتى الأسترالية متوافقة مع هذه الطائرة المذهلة ذات الأجنحة الدوارة.
تتميز هذه المروحية بتصميم مركب، حيث أن 80% من هيكلها مصنوع من صفائح الكربون المتقدمة، وكيفلر، وهياكل على شكل قرص العسل، وفقاً لموقع Aerotime.aero.
تخضع طائرة الهليكوبتر هذه للترقية الثالثة، ومن المتوقع تسليم نسخة "مارك 3" منها٬ في وقت ما في عام 2029. وتعمل هذه الطائرة على الاستفادة من الدروس الضرورية من حرب أوكرانيا، وتتمتع بقدرات صاروخية مضادة للدبابات ونظام اتصالات أكثر قوة.
ولكن للأسف، تواجه شركة يوروكوبتر بعض المشاكل المتعلقة بالتمويل. فيما تواصل ألمانيا خطتها لإخراج جميع نماذج يوروكوبتر من الخدمة بحلول عام 2038، بدءاً من عام 2031. وبالتالي، لن تقوم برلين بتمويل برنامج يوروكوبتر من جديد، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى إنهاء تطوير Mk3.
3- مروحية "ميل مي-24 هيند" الروسية
كان الغزو السوفييتي الفاشل لأفغانستان عبارة عن حرب جوية وحشية، نفذتها جزئياً طائرات Mi-24 Hind. ووفقاً لموقع الجيش التشيكي على الإنترنت، فإن "السمة المميزة لطائرة Mi-24 الروسية هي قمرة القيادة الممتدة إلى حجرة الشحن". ويمكن وصفها بشكل أفضل بأنها "طائرة هليكوبتر هجومية ذات قدرة منخفضة على حمل القوات".
تحتوي هذه المركبة على طاقم كامل على متنها. وهي عملاقة، نموذجية للتصميم العسكري الروسي. ويوجد برج دوار بمدفع رشاش 9A624 رباعي الأسطوانات من عيار 12.7 ملم، مع إمداد بـ 1470 طلقة. ويمكنها حمل 32 قطعة من صواريخ S-5، عيار 57 ملم، وأربع قنابل جوية تزن 250 كجم، أو قنبلتين تزن 500 كجم. تحتوي الهليكوبتر الروسية أيضاً على أربعة صواريخ جو-أرض عيار 122 ملم.
وتم تركيب صاروخين موجهين مضادين للدبابات على كل جناح لهذه الطائرة. كما عززت روسيا هذه الطائرة بصواريخ B-8V من نوع S-8 عيار 80 ملم، ومدافع UPK-23-250 ثنائي السبطانة مزود بـ 250 طلقة، وقاذفات قنابل أوتوماتيكية. تبلغ السرعة القصوى لهذه "المروحية الوحش" 229 ميلاً في الساعة ويبلغ مداها 280 ميلاً.
تستطيع الطائرة "هيند" حمل 26.500 رطل عندما تكون محملة بالكامل. وتظل الطائرة "هيند" لاعباً مهيمناً في جميع أنحاء العالم، وهي واحدة من أنجح صادرات الاتحاد السوفييتي السابق المستمرة في الخدمة حتى اليوم.
2- طائرة أباتشي AH-64 الأمريكية
تم تصميم هذه المروحية الهجومية المدرعة والمسلحة بشكل كبير للجيش الأمريكي بعد فترة وجيزة من حرب فيتنام، وهي أشهر مروحية حول العالم اليوم.
كانت مروحية أباتشي في البداية مصممة لتكون مروحية متعددة الأدوار. ولكن هذا التصميم اختفى بمجرد أن أدرك طيارو الجيش مدى القوة التي يمكن أن تطلقها هذه الطائرة على هدف. تم بناء أكثر من 800 قطعة على مدار الثلاثين عاماً الماضية، مع تطوير العديد من النسخ منها.
أحدثها، طائرة الأباتشي AH-64E، بدأت للتو في الخدمة الأمريكية وهي مصممة لمواصلة خدمتها الأسطورية حتى ستينيات القرن الحادي والعشرين، وفقاً لشركة بوينج.
لا تعد هذه الطائرة الشهيرة هي المروحية الهجومية الأمريكية المميزة فحسب، بل إنها قد تكون المروحية الهجومية المميزة على مر العصور. حيث إنها منصة شائعة للغاية لدرجة أن عشرات الدول المتحالفة اشترت عشرات من هذه الطائرة الهليكوبتر لترساناتها الخاصة والقوية.
تحمل طائرة الأباتشي مجموعة متنوعة من الأسلحة. وهي مجهزة بمدفع رشاش من طراز M230 يطلق 625 طلقة في الدقيقة ويمكنها حمل 16 صاروخ هيلفاير و76 صاروخ هيدرا في المعركة. أما النسخة "E" التي يتم نشرها للتو فهي مزودة بكبسولة سلاح الطاقة الموجهة شديد التدمير.
1- RAH-66 كومانشي الأمريكية
كانت طائرة RAH-66 Comanche في الأساس عبارة عن طائرة F-22A Raptor في هيئة مروحية. حيث لم تكن هذه الطائرة مثل أي مروحية أخرى في العالم. ولو لم يتم إلغاء إنتاج طائرة كومانشي في عام 2004، لكان من المقرر أن تدخل الإنتاج الضخم عام 2006 وأن يتم نشرها بالكامل بداية مع عام 2009.
وكانت طائرة كومانشي لتكون أكثر طائرات الهليكوبتر الهجومية تقدماً على الإطلاق حول العالم. حيث إنها حالة نادرة٬ وتجعل المواصفات الموجودة في المخططات وحدها هذه الطائرة تستحق لقب أفضل طائرة هليكوبتر هجومية على الإطلاق.
كانت مروحية كومانشي تحمل أسلحتها داخلياً، تماماً كما تفعل طائرات الشبح إف-22 وإف -35. وكانت هناك فتحات لتثبيت أعمدة أسلحة خارجية إضافية، على الرغم من أن ذلك كان ليقلل من قدرة الطائرة كومانشي على التخفي. ويمكن تجهيز حجرة الأسلحة الداخلية بصواريخ جو-جو من طراز ستينجر أو ستارستريك أو ميسترال. ويمكن تجهيزها أيضاً بصواريخ جو-أرض من طراز تاو 2 وهوت 2 ولونجبو هيلفاير.
كانت الطائرة الأمريكية كومانشي RAH-66 Comanche قادرة على إحداث ثورة في ساحة المعركة وإبقاء الجيش الأمريكي متقدماً على منافسيه لعقود من الزمان. وكان إلغاء هذه الطائرة في عام 2004 خطأً فادحاً٬ كما تقول مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية.