توغَّلت قوات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة بـ5 فرق عسكرية رئيسية في بداية الحرب، ليسحب تباعاً عدداً من فرقه وألويته الرئيسية خلال عدوانه المستمر على القطاع، ما يثير تساؤلات عن القوات المنسحبة والمتبقية هناك.
رصد "عربي بوست" في هذا التقرير انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وانتشارها هناك، وأماكن عملها العسكري، ومناطق اجتياحها.
يتبين من مناطق انتشار قوات الجيش الإسرائيلي، وفقاً لما ينشره رسمياً وتتناوله وسائل الإعلام العبرية والفلسطينية، احتفاظه بأقصى عدد من قواته في جنوب غزة، بالإضافة إلى قوات أخرى وسط القطاع، فيما احتفظ بعدد من قواته في شمال المنطقة التي شهدت تركز انسحاب الجيش الإسرائيلي فيها.
القوات المتبقية للجيش الإسرائيلي في غزة
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بشكل رسمي، بأنه بقي في غزة حالياً 3 فرق من الجيش، هي: 99 و98 و162.
الفرقة 98، تتركز عملياتها في خان يونس جنوباً.
الفرقة 99، تحتل وادي غزة، الذي يقسم القطاع إلى شطرين؛ شمالي وجنوبي.
الفرقة 162، تعمل في المناطق الشمالية، لا سيما بيت حانون، ومخيم جباليا.
في خان يونس وحدها لا تزال هناك 7 ألوية تقاتل جنوب غزة، بعد أن كانت أربعة في الأصل.
أوضح المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تال لف رام، أن فرقة المناورة الوحيدة التي تعمل بكامل طاقتها حالياً هي الفرقة 98 في خان يونس جنوباً، وأن الألوية والقوات الخاصة التي تعمل في هذه المنطقة تتبع هذه الفرقة.
أما الفرقة 99 فتعمل على "تأمين ممر وادي غزة"، وتشنّ هجمات على مخيمات النصيرات والبريج والمغازي، وسط القطاع.
الفرقة 162، تعمل في شمال القطاع، وهي قوة مدرعات ومشاة رئيسية داخل قوات الجيش الإسرائيلي.
انسحاب الجيش الإسرائيلي
تتكون قوات الجيش الإسرائيلي من 11 فرقة رئيسية، شارك منها في بداية حرب غزة (عملية طوفان الأقصى) منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 5 فرق، انسحبت منها فرقتان وبقيت 3 أخرى في القطاع.
في حين لم تشارك 6 فرق بسبب أن بعضها يعمل على الحدود مع لبنان، وأخرى في الضفة الغربية، وأخرى تعد فرق احتياط شارك منها بداية الحرب عدد من الألوية، ولكن جرى سحبها تباعاً.
أبرز الفرق المنسحبة من القوات الخاصة هي:
1- الفرقة 36، وهي فرقة مدرعات تعد أكبر التشكيلات العسكرية العاملة في قوات الجيش الإسرائيلي، وتضم لواء المشاة الأول النخبة "غولاني"، واللواء المدرع 188، واللواء المدرع 7، وكتيبة المدفعية 334، وكتيبة المدفعية 405، وكتيبة المدفعية 411، وجرى سحبها جميعها من غزة.
2- الفرقة 252، تدعى فرقة سيناء، جرى سحبها في ديسمبر/كانون الأول 2023، ليعلن جيش الاحتلال تسريحها من الخدمة "بعد أن أكملت مهمتها في شمال غزة"، وفق تعبيره، كانت هذه الفرقة تعمل في شمال قطاع غزة.
أما على صعيد الألوية، فإلى جانب جميع ألوية فرقتي 36 و252، تم سحب كل من:
الألوية: اللواء المظلي الاحتياطي رقم 551، واللواء المدرع الاحتياطي رقم 14، بالإضافة إلى ألوية التدريب: لواء مدرسة قادة فصائل المشاة والمهن (بيسلماخ)، ولواء مدرسة سلاح المدرعات رقم 460، ولواء مدرسة الضباط رقم 261.
بالإضافة إلى كل من القوات الخاصة ووحدات النخبة:
لواء "غولاني"، واللواء 35 (لواء المظليين)، ووحدة (شيطت 13)، ووحدة "دوفدفان" (الوحدة 217).
رغم بقاء الفرق 98 و99 و162، فإن فرقاً منها جرى سحبها أيضاً، وهي:
اللواء 551 المظليين من الفرقة 98، واللواءان 261، و460 من الفرقة 162، واللواء 828 من فرقة 36، وهذه الألوية جميعها التي شهدت خسائر كبيرة مؤخراً، أعلن جيش الاحتلال أنها "يمكنها أن تعود إلى غزة، بعد الاستعداد القتالي مرة أخرى، بعد أن يتم ترتيب كثير من الأمور".
بالتالي، تولت الفرقة 99 المسؤولية العملياتية مكان هذه الألوية بحسب "هآرتس".
في الوقت ذاته، أوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الفرقة 36 التي انسحبت من غزة تضم ألوية غولاني والسادس والسابع و188 وسلاح الهندسة، في حين تُعدّ هذه الفرقة المدرعة النظامية الأكبر في قوات الجيش الإسرائيلي.
تسلسل زمني لانسحابات الجيش الإسرائيلي
تركز انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال غزة، على وجه الخصوص، بالفرق والألوية والكتائب التي تشن عدوانها هناك.
برَّر الاحتلال الإسرائيلي تلك الانسحابات بأنها تأتي في سياق الدخول في المرحلة الثالثة من الحرب، التي تقضي بالانتقال من القصف الكثيف إلى القصف المستهدف.
المرحلة الثالثة بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية، تتمثل بخفض أعداد القوات البرية، والغارات الجوية على القطاع، وانتقال الحرب إلى مرحلة جديدة تعتمد بدرجة أكبر على مهام دقيقة ومحددة، تنفذها مجموعات صغيرة من القوات الخاصة من النخبة الإسرائيلية التي ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في قطاع غزة، بهدف الوصول إلى قادة حماس واستهدافهم، وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق.
جاء التسلسل الزمني لأكبر الانسحابات كما يلي:
- 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، قرر الجيش الإسرائيلي تسريح 5 ألوية قتالية من المعركة البرية في قطاع غزة، بحسب إذاعته الرسمية.
- قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي (الرسمية) عبر منصة "إكس"، إنّه "وفقاً لتقييم الوضع، وتطور القتال في قطاع غزة، قرر الجيش تسريح 5 ألوية قتالية من المعركة البرية في القطاع، تتمثل في لواء الاحتياط 551، ولواء 14، وثلاثة ألوية تدريب".
- 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، انسحبت كتائب رئيسية من لواء "غولاني" في قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، "لتلتقط أنفاسها بعد تكبدها خسائر فادحة"، وفق ما أورده موقع "واللا" الإخباري و"القناة 12″.
- 1 يناير/كانون الثاني 2024، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن اللواءين 551 و14، المؤلفين من جنود الاحتياط، سيعودان إلى عائلاتهما والحياة المدنية هذا الأسبوع.
- أوضح الجيش الإسرائيلي أن اللواء 828، الذي يدرب قادة الفرق، واللواء 261، الذي يدرب ضباط الجيش، واللواء 460، الذي يدرب سلاح المدرعات، سيعودون إلى تدريباتهم المقررة.
- 15 يناير/كانون الثاني 2024، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي سحب "الفرقة 36" من قطاع غزة، التي تضم لواء "غولاني".
- 15 يناير أيضاً قالت صحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي سحب وحدة "دوفدوفان" الخاصة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع هناك، وفق قولها.
- 22 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن جنود لواء 900 (لواء كفير) غادروا خان يونس جنوبي قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لرفع الجاهزية، وتم استبدالهم بقوات أخرى.
تشكيلة قوات الجيش الإسرائيلي
يتشكل الجيش الإسرائيلي من فرق تضم أولوية، وهي تتشكل من كتائب، التي بدورها من وحدات، بالشكل التالي:
11 فرقة رئيسية تعمل في الجيش الإسرائيلي، وهي:
– الفرقة 162 المدرعة (لا تزال باقية في غزة).
– الفرقة 98 مظليات (لا تزال باقية في غزة).
– الفرقة 99 مشاة (لا تزال باقية في غزة).
– الفرقة 36 المدرعة (تم سحبها).
– فرقة سيناء- الفرقة 252 المدرعة (تم سحبها).
– الفرقة 91- فرقة الجليل (غير مشاركة، وتعمل على الحدود مع لبنان).
– فرقة يهودا والسامرة (غير مشاركة، وتعمل في الضفة).
– الفرقة 80 الإقليمية (غير مشاركة، وتعمل على البحر الأحمر).
– الفرقة 319 مشاة مدرعة احتياطية (غير مشاركة في غزة).
– الفرقة 340 احتياطية (غير مشاركة في غزة).
– فرقة غزة (تم قتل جميع العناصر بعملية طوفان الأقصى).
يشار إلى أن إجمالي قتلى القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وصل إلى 222 ضباطاً وجندياً، منذ بدء توغلها في العملية البرية على غزة، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آخرهم مقتل 24 عنصراً، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، في حصيلة تعد الأكبر التي يعلنها الجيش الإسرائيلي في يوم واحد.