واصلت قوات البحرية الإسرائيلية، الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول، اعتداءاتها على أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية قبالة سواحل غزة.
ووصف الأسطول في تدوينة عبر منصة إكس، فجر الخميس، تلك الهجمات والاعتداءات بأنها "جريمة ضد الإنسانية".
وأعلنت إسرائيل سيطرتها على جميع قوارب الأسطول، باستثناء قارب واحد قالت "إنه بعيد".
🎥- مشاهد أخرى من اقتحام زوارق قوات الاحتلال الإسرائيلي سفن #أسطول_الصمود_العالمي ومهاجمة المشاركين به pic.twitter.com/YmtJqbgyIN
— عربي بوست (@arabic_post) October 2, 2025
وأثارت الهجمات الإسرائيلية على السفن التابعة للأسطول ردود فعل دولية غاضبة وإدانات واسعة. كما خرجت تظاهرات في عدة عواصم عالمية داعمة للأسطول ومنددة بانتهاكات الاحتلال.
وتغلق إسرائيل، منذ 2 مارس/آذار الماضي، المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحياناً تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جداً لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ماذا حدث في الساعات الأخيرة؟
أعلن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة عبر منصة إكس، مساء الأربعاء 1 أكتوبر/تشرين الأول، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية.
وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض سفنه في المياه الدولية، معتبراً هذا التصعيد "جريمة حرب".
بدورها، أفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أنه "تأكد اقتحام بحرية الاحتلال الإسرائيلي لبعض سفن الأسطول".
ودعت منظمات دولية، بينها "العفو الدولية"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، في ما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.
كم عدد السفن التي اعترضتها إسرائيل؟
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس إنه لم ينجح أي قارب في الوصول إلى سواحل غزة، زاعمةً أن الأسطول حاول دخول "منطقة قتال نشطة أو اختراق الحصار البحري القانوني" وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أنه لا تزال سفينة أخيرة بعيدة، ومبينةً أنها "إذا اقتربت فسيتم أيضاً منع محاولتها دخول منطقة قتال نشطة واختراق الحصار".
وقال مراسل هيئة البث الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال: "سيطر الجيش الإسرائيلي على أكثر من 40 قارباً من أسطول الصمود العالمي".
وكانت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة ذكرت على منصة إكس أنه "تم اعتراض وقرصنة 22 سفينة من أسطول الصمود العالمي، مع تقدير أن 19 سفينة أخرى قد تم اعتراضها دون توثيق".
⭕️ أسطول الصمود: #إسرائيل اعترضت القافلة في المياه الدولية واختطفت أكثر من 443 متطوّعاً من 47 دولة
— عربي بوست (@arabic_post) October 2, 2025
◾️ أعلن أسطول الصمود العالمي، اليوم، أن الاحتلال الإسرائيلي اعترض سفن القافلة السلمية في المياه الدولية، واحتجز بشكل غير قانوني أكثر من 443 متطوّعاً من 47 دولة، واصفاً الحادثة… pic.twitter.com/wJnTCWpqlL
وأضافت أنه "من أصل 4 سفن متبقية سفينتان ابتعدتا لكونهما سفن دعم، فيما ما زالت سفينة مارينيت تبحر باتجاه غزة لكنها بعيدة بعد التحاق متأخر بسبب أعطال فنية".
وأردفت اللجنة أن "السفينة الأخيرة ميكينو ظهرت على مواقع التتبع داخل المياه الإقليمية الفلسطينية على بعد 8 أميال من غزة، في حدث غير مسبوق منذ 20 عاماً من الحصار (الإسرائيلي)".
وأشارت إلى أنه "لم يتأكد بعد إن كان وصولها فعلياً وتوقفها هناك (على شواطئ غزة)، أو نتيجة خلل تقني، أو اقتيادها بعد اعتراضها".
ونشر أسطول الصمود العالمي أسماء سفنه التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي في المياه الدولية.
والسفن التي أفاد الأسطول بتعرضها للاعتداء هي: ألما، وسيريوس، وأدارا، وسبيكتر، ويولارا، وأورورا، وأوتاريا، وهوغا، ودير ياسين، وغراند بلو، ومورغانا، وهيو، وسيول، وأول إن، وكابتن نيكوس، وفلوريدا، وكارما، ومحمد بهار، وأوكسيغونو، وفري ويلي، وجانوت 3.
ما هي أبرز ردود الفعل على اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود؟
أدانت دول عدة ومؤسسات دولية وحقوقية ما وصفته بالانتهاكات الإسرائيلية في اعتراض السفن التابعة لأسطول الصمود العالمي، واحتجاز النشطاء المشاركين في كسر الحصار عن غزة.
وجاءت أبرز ردود الفعل كما يلي:
حماس: اعتبرت حركة "حماس" اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود واعتقال النشطاء "قرصنة وإرهاباً"، مؤكدة أنه سيزيد غضب شعوب العالم.
وقالت "حماس" في بيان إن "اعتراض بحرية الاحتلال الصهيوني لسفن أسطول الصمود في المياه الدولية، واعتقال النشطاء والصحفيين المرافقين لهم، يشكل اعتداءً غادراً وجريمة قرصنة وإرهاباً بحرياً على المدنيين، يضاف إلى السجل الأسود لجرائم الاحتلال".
تركيا: من جانبها، أطلقت النيابة العامة التركية تحقيقاً في الهجوم الذي شنته البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية على أسطول الصمود العالمي، الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، وعلى متنه مواطنون أتراك.
كولومبيا: أعلن الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، أن بلاده ستطرد جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية لتل أبيب، عقب اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي سفناً لأسطول الصمود العالمي.
جاء ذلك في تدوينة للرئيس الكولومبي، أفاد فيها أيضاً أنه سيتم إنهاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل على الفور.
بريطانيا: عبرت وزارة الخارجية البريطانية عن "قلقها البالغ" إزاء اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود، مضيفة أنها أوضحت لإسرائيل ضرورة حل الوضع بشكل آمن.
وقالت الوزارة في بيان: "نشعر بقلق بالغ إزاء وضع أسطول الصمود، ونحن على اتصال بعائلات عدد من المواطنين البريطانيين المشاركين فيه".
⭕️ #عاجل | رئيس الوزراء الماليزي:
— عربي بوست (@arabic_post) October 2, 2025
▪️أدين بأشد العبارات اعتراض #إسرائيل لـ #أسطول_الصمود التي كانت تحمل مدنيين ومساعدات إنسانية إلى #غزة، وسنستخدم جميع الوسائل المشروعة والقانونية المتاحة لضمان محاسبة إسرائيل.
▪️إسرائيل أظهرت ازدراء تاماً ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني ولكن لضمير… pic.twitter.com/L73kTV3BJq
أستراليا: وقالت الخارجية الأسترالية إنها على علم بتقارير عن اعتقالات نفذتها القوات الإسرائيلية على متن أسطول الصمود العالمي. وحثت الخارجية الأسترالية جميع الأطراف على احترام القانون الدولي، وضمان سلامة ومعاملة الأشخاص المشاركين معاملة إنسانية.
إسبانيا: فيما استدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية بعد اعتراض أسطول المساعدات المتوجه إلى غزة.
ماليزيا: كما أدان رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود العالمي، مضيفاً أن بلاده ستستخدم جميع الوسائل المشروعة والقانونية المتاحة لضمان محاسبة إسرائيل.
فرنسا: دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إسرائيل إلى ضمان سلامة المشاركين في "أسطول الصمود".
إيرلندا: من جانبه، قال نائب رئيس وزراء إيرلندا، سيمون هاريس، إن "الأخبار الواردة الليلة مثيرة للقلق للغاية".
وقالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز: "عار على الحكومات الغربية تواطؤها في اعتراض أسطول الصمود واعتقال مشاركين فيه. في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو اختطاف أسطول الصمود، تواصل إسرائيل ذبح المدنيين الأبرياء في غزة".
وبجانب الإدانات الدولية، شهدت عواصم عالمية عدة تظاهرات شعبية منددة بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود.
وخرجت أبرز التظاهرات والوقفات من مدن تونس، إيطاليا، القاهرة، برلين، إسطنبول، باريس، برشلونة، أثينا، طرابلس وموريتانيا.
وأعلنت نقابات عمالية في إيطاليا إضراباً شاملاً، الجمعة 3 أكتوبر/تشرين الأول، احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي.
وأعلن "الاتحاد العام للعمل الإيطالي"، في بيان، عن تنظيم إضراب شامل، الجمعة، وذلك "للتضامن مع أسطول الصمود العالمي ومع غزة والقيم الدستورية".
📷 تظاهرة كبيرة في محيط محطة القطارات المركزية بالعاصمة الألمانية برلين، تنديدًا بالهجوم على أسطول الصمود. pic.twitter.com/pw5GuIV32F
— عربي بوست (@arabic_post) October 1, 2025
هل انتهكت إسرائيل القانون الدولي؟
وفقاً لمؤسسات حقوقية، فإن "اختطاف" تل أبيب "مدنيين سلميين" في المياه الدولية يمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، ويجب الإفراج عنهم فوراً.
وأدان مركز "عدالة" الحقوقي العربي، "بأشد العبارات اعتراض إسرائيل غير القانوني لأسطول الصمود العالمي".
وأكد في بيان أن الأسطول "بعثة إنسانية سلمية هدفت إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة، وفتح ممر إنساني، في ظل استمرار الفظائع وجريمة الإبادة الجماعية".
ودعا المركز الحقوقي السلطات الإسرائيلية إلى "وقف هذه الاعتراضات غير القانونية فوراً، والسماح للأسطول بالوصول إلى غزة".
كم عدد النشطاء الذين اعتقلتهم إسرائيل؟
حتى الآن، لا تتوفر إحصائية دقيقة عن إجمالي الناشطين الذين اعتقلتهم إسرائيل، لكن دولاً عدة أعلنت عن اعتقال مواطنين لها شاركوا في أسطول الصمود العالمي.
وبحسب إفادات أسطول الصمود واللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، جرى اعتقال 443 ناشطاً من المشاركين في الأسطول من 47 دولة.
ومن بين الدول التي أعلنت عن اعتقال مواطنين لها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي:
- تركيا: 24 مواطناً
- كولومبيا: 2
- ماليزيا: 23
- اليونان: 27
- إيطاليا: 22
ما هو أسطول الصمود العالمي؟
- أسطول الصمود العالمي، هو مبادرة مدنية جماعية بحرية تنظمها شبكة من الحركات الشعبية والمنظمات الدولية بهدف كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وخلق ممر إنساني بحري آمن لإيصال الدعم والرأي العالمي إلى هناك.
- ويقول القائمون على المبادرة إنها رسالة مدوية ضد الصمت الدولي والجمود السياسي، وتأكيد على أن الصمود للشعب الفلسطيني هو مسؤولية جماعية للضمير الإنساني العالمي.
- يتألف الأسطول من عشرات السفن الصغيرة التي تحمل نشطاء ومساعدات إنسانية، ويقف خلفه "الحركة العالمية نحو غزة"، و"تحالف أسطول الحرية"، و"أسطول الصمود المغاربي"، و"المبادرة الشرق آسيوية (صمود نوسانتارا)".
- نهاية سبتمبر/أيلول 2025، انطلقت قافلة سفن ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر/أيلول 2025، من ميناء جنوى شمال غرب إيطاليا.
- في 7 سبتمبر/أيلول 2025، بدأت السفن القادمة من إسبانيا وإيطاليا بالوصول إلى سواحل تونس.
- في 17 سبتمبر/أيلول 2025، أبحرت 13 سفينة من أصل 23 سفينة مغاربية من تونس باتجاه قطاع غزة.
- في 19 سبتمبر 2025، اكتمل تجمع الأسطول قبالة سواحل جزيرة صقلية الإيطالية بعد التحاق السفن التونسية والإيطالية معاً ليبلغ عددها 44 سفينة خرجت من الموانئ الإيطالية والتونسية.
- وفي 20 سبتمبر/أيلول 2025، أعلن الأسطول المغاربي مغادرته ميناء بورتو باولو في صقلية متجهاً إلى غزة.
- وفي 23 سبتمبر/أيلول 2025، تجمعت أكثر من 50 سفينة في عرض البحر الأبيض المتوسط ضمن المياه الإقليمية جنوب لبنان، في انتظار انضمام 6 سفن أخرى قادمة من جزيرة كريت اليونانية.
- ويحمل "أسطول الصمود" على متن سفنه نحو ألف ناشط من دول عدة من مختلف أنحاء العالم، بينهم برلمانيون.