الأمم المتحدة تعلن رسمياً دخول غزة مرحلة المجاعة.. فماذا يعني ذلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/22 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/22 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
الجوع يضرب قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي shutterstock

وصل الجوع في قطاع غزة إلى مستويات خطيرة، وسط خطوة نادرة من الأمم المتحدة بإعلان المجاعة في مدينة غزة، في الوقت الذي تتزايد فيه تسجيل الوفيات نتيجة سوء التغذية في المدينة التي تترقب عملية عسكرية إسرائيلية تهدف إلى احتلالها.

والخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع إجمالي وفيات سوء التغذية الناجم عن التجويع الإسرائيلي إلى 271، بينهم 112 طفلاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ إنشائه في عام 2004، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي تدعمه الأمم المتحدة، وهو نظام معترف به عالمياً لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، أربع مجاعات، كان آخرها في السودان العام الماضي.

ويشترك في التقييم 21 منظمة إغاثة، ومنظمة دولية، ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعانيه السكان.

ما هي معايير إعلان المجاعة في غزة؟

يتكون نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من خمس مراحل، تبدأ من المرحلة الأولى (وضع طبيعي)، وتنتهي بالمرحلة الخامسة التي تُصنَّف كمجاعة وفق المعايير الثلاثة:

  • معاناة ما لا يقل عن 20% من الأسر من نقص حاد في الغذاء (بمعنى أن خمس الأسر في قطاع غزة تعاني عجزاً بالغاً في الغذاء).
  • إصابة ما لا يقل عن 30% من الأطفال دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد.
  • وفاة شخصين على الأقل من كل 10 آلاف يومياً بسبب "الجوع المطلق".

وعدما تُستوفى كافة هذه المعايير الصارمة معاً في منطقة معينة، يُصنَّف الوضع على أنه مجاعة من المستوى الخامس.

في نهاية يوليو/تموز 2025، قال المرصد العالمي للجوع إن المجاعة تتكشف في قطاع غزة، مضيفاً أن "أدلة متزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع".

لماذا إعلان المجاعة في غزة؟

منذ 2 مارس/آذار 2025، أغلق الاحتلال كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مانعاً دخول أي مساعدات إنسانية.

ومنذ أواخر مايو/أيار 2025، بدأت ما تسمى "مؤسسة غزة للإغاثة" بتوزيع المساعدات في أربع نقاط يسميها الفلسطينيون "مصائد الموت"، جميعها في جنوب قطاع غزة، وقد استثنت مدينة غزة وشمالها من المساعدات.

الجوع يضرب قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر منذ شهرين/ رويترز
الجوع يضرب قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر منذ شهرين/ رويترز

في مايو/أيار 2025، حذر برنامج الأمم المتحدة للتخطيط من أن "سكان غزة بأكملهم يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي"، وتم تصنيف 470 ألفاً من السكان على أنهم يستوفون شروط المرحلة الخامسة.

ومع استئناف إسرائيل إدخال المساعدات الشحيحة إلى قطاع غزة منذ 24 يوليو/تموز 2025، تركز دخول الشاحنات وعمليات الإنزال الجوي في مناطق الوسط والجنوب في قطاع غزة، مع دخول عدد شحيح من الشاحنات عبر معبر زيكيم شمال القطاع.

ماذا يقول تقرير المرصد العالمي للمجاعة؟

  • أكد المرصد العالمي لمراقبة الجوع أن المجاعة تفشت في مدينة غزة، وستنتشر على الأرجح في الشهر المقبل في دير البلح وخان يونس.
  • في مدينة غزة، غالباً ما تقضي الأسر يوماً وليلة كاملين دون طعام، أو تنام جائعة ليلاً.
  • يقول المرصد إن التحليل الذي أصدره لا يغطي إلا من يعيشون في محافظة غزة ودير البلح وخان يونس، ولم يتمكن من تصنيف الوضع في محافظة شمال غزة بسبب قيود على الوصول إلى المنطقة ونقص البيانات.
  • يرى المرصد أن 514 ألفاً تقريباً، أي ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون من المجاعة.
  • سيواجه نحو 641 ألفاً مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
  • بلغ معدل انتشار الجوع الشديد جداً 36% في محافظة غزة، و33% في دير البلح، و22% في خان يونس، متجاوزاً بذلك حدود المجاعة في المحافظات الثلاث.
  • يحذر المرصد من تصنيف 1.14 مليون شخص إضافي في القطاع ضمن حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة)، و396 ألف شخص إضافي ضمن حالة الأزمة (المرحلة الثالثة).
  • حتى يونيو/حزيران 2026، من المتوقع أن يعاني ما لا يقل عن 132,000 طفل دون سن الخامسة من خطر الموت.
أطفال غزة يعانون من الجوع وسوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة/الأناضول
أطفال غزة يعانون من الجوع وسوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة/الأناضول
  • أدى الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين، والنزوح المتكرر، والقيود الشديدة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة والعقبات التي تعترض الوصول إلى الغذاء والمياه والمساعدات الطبية ودعم الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، وانهيار أنظمة الصحة والصرف الصحي والسوق، إلى دفع الناس إلى المجاعة.
  • أدى التوقف التام لشحنات الغذاء الإنسانية والتجارية في مارس/آذار وأبريل/نيسان، وما تلاه من انخفاض حاد في الكميات خلال يوليو/تموز، إلى جانب انهيار الإنتاج الغذائي المحلي، إلى نقص حاد في الغذاء.
  • رغم دخول نحو 55,600 طن من المساعدات إلى غزة في النصف الأول من أغسطس/آب 2025، إلا أن هذا لا يزال غير كافٍ إلى حد كبير لتعويض العجز.
  • حالت التحديات الأمنية والتشغيلية دون وصول الكثير من المواد الغذائية الواردة إلى السكان، وتعطلت عمليات تسليم المساعدات، حيث أُفيد عن اعتراض 87% من شاحنات الأمم المتحدة، ما يعكس حالة اليأس الشديد التي يعيشها السكان.
  • اتسمت عمليات توزيع المساعدات الغذائية التي تقدمها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) بانعدام الأمن، وفي يوليو/تموز، أفادت 80% من الأسر بمواجهتها مخاطر تتعلق بالسلامة أثناء بحثها عن الطعام.
  • تزامن سوء التغذية واسع النطاق، ونقص المغذيات الدقيقة، وانعدام فرص الحصول على الرعاية الصحية، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وتزايد أمراض الأطفال، يعكس مزيجاً راسخاً من العوامل التي تؤدي إلى الوفاة في ظل ظروف المجاعة.
  • أدى النقص الحاد في السيولة النقدية، والارتفاع الشديد في أسعار السوق، إلى جعل الغذاء وغيره من المواد الأساسية غير ميسورة التكلفة بالنسبة لمعظم الأسر، مع ارتفاع سعر دقيق القمح بنسبة 3400% منذ أواخر فبراير في محافظة غزة.
  • تكشف بيانات المسوحات عن بُعد عن تدهور حاد في استهلاك الغذاء، ففي يوليو/تموز، أفادت حوالي 86% من الأسر بانخفاض درجة استهلاكها الغذائي، بزيادة عن حوالي 60% في مايو/أيار الماضي.
  • في يوليو/تموز، عانت 96% من الأسر من انعدام الأمن المائي بدرجة تتراوح بين المتوسطة والعالية.
  • أدى سوء شبكات الصرف الصحي، والتغوط في العراء، والاكتظاظ السكاني، إلى زيادة حادة في الأمراض المعدية بين الأطفال.
  • تُعد تغطية برامج التغذية والتطعيم الأساسية أقل بكثير من المعايير العالمية، ما يعرض الأطفال والنساء الحوامل لخطر متزايد للإصابة بالأمراض وسوء التغذية والوفيات التي يمكن الوقاية منها.
تحميل المزيد