كواليس الهدنة.. إليك كل ما دار خلال 48 ساعة سبقت اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2025/06/24 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/06/24 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش
كواليس الهدنة.. إليك كل ما دار خلال 48 ساعة سبقت اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل /عربي بوست

بعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، الثلاثاء 24 يونيو/حزيران 2025، قال جيش الاحتلال إن أنظمة الدفاع لديه تعمل على اعتراض صواريخ أُطلقت من طهران، ودعا السكان إلى دخول المناطق المحمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر.

وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد 12 يوماً من بدء الضربات المتبادلة بين الجانبين، بعدما شنّت تل أبيب هجوماً على طهران بعد أن زعمت أن طهران تقترب من امتلاك سلاح نووي.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب توسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة قطرية أيضاً، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وإن إسرائيل وافقت على ذلك ما دامت إيران لا تشن المزيد من الهجمات.

وبينما أكد مسؤول إيراني في وقت سابق موافقة طهران على وقف إطلاق النار، قال وزير خارجية البلاد، عباس عراقجي، إنه لن يكون هناك وقف للأعمال القتالية ما لم توقف إسرائيل هجماتها.

ما هي كواليس  اتفاق وقف إطلاق النار؟

وبينما لا تزال التفاصيل الدقيقة لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل غير واضحة بشكل تام، كشفت تقارير إعلامية عن كواليس الساعات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن الاتفاق.

ويمكن رصد أبرز هذه الكواليس في النقاط التالية:

  • بدأت جهود ترامب لإنهاء الحرب على محمل الجد، السبت 12 يونيو/حزيران، بعد وقت قصير من إطلاق قاذفات بي-2 الأمريكية 14 قنبلة خارقة للتحصينات استهدفت المنشآت النووية الرئيسية الثلاث في إيران، بحسب تقرير لموقع أكسيوس.
  • وأصدر ترامب تعليمات لمبعوثه ستيف ويتكوف بإبلاغ الإيرانيين رغبته في التفاوض على صفقة لإنهاء الحرب، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
  • ورفض الإيرانيون الانخراط، وقالوا إن الدبلوماسية لن تكون ممكنة إلا بعد أن ينتقموا بضرب أهداف أمريكية، بحسب مصدر مطلع.
  • لكن قبل شن هجومها الصاروخي على قاعدة العديد الجوية في قطر، أرسلت إيران رسائل إلى إدارة ترامب – عبر قطر – تتضمن تفاصيل بشأن توقيت وماهية الأهداف التي تنوي ضربها، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
  • وقال مسؤولون إن إيران أبلغت الوسطاء العرب أن ردها المُخطط له جيداً ينبغي اعتباره مخرجاً، وأنها مستعدة للعودة إلى مفاوضات جادة. وأضافوا أن الولايات المتحدة أشارت عبر القنوات نفسها إلى أنها لا ترغب في الرد، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
  • وبعد الضربة مباشرة، أرسل الإيرانيون رسالة خلفية أخرى إلى البيت الأبيض لإخطارهم بأنهم لن ينفذوا أي هجمات أخرى على أهداف أمريكية.
  • ورد البيت الأبيض – مرة أخرى عبر قطر – قائلاً إن الولايات المتحدة لن ترد على الهجوم الإيراني، وأكد استعداده لاستئناف المفاوضات مع إيران.
  • وفي مساء الإثنين 23 يونيو/حزيران، وبعد انتهاء الرد الإيراني، اتصل ترامب بنتنياهو وأخبره أنه يريد إنهاء الحرب، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
  • وكان قد سبق هذه المكالمة اتصال آخر جرى بين وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أبلغه فيه برغبة الولايات المتحدة في إنهاء الحرب، بحسب القناة 12 العبرية.
  • وقال مسؤول البيت الأبيض إن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار، وقال إن إسرائيل لن تنفذ أي ضربات أخرى طالما توقفت إيران عن إطلاق الصواريخ.
  • وأفاد مصدران مطلعان لموقع سي إن إن أن ترامب أبلغ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الولايات المتحدة تمكنت من إقناع إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار مع إيران. كما شكره على وساطته، وطلب من الأمير المساعدة في إقناع الإيرانيين بقبول الاتفاق.
  • وأضاف مصدرٌ أن نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، نسّق مع مكتب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بشأن التفاصيل. وبعد التحدث مع آل ثاني، وافق الإيرانيون على اقتراح وقف إطلاق النار، وفقاً للمصدر ودبلوماسيّ مطلع على المفاوضات. وصرّح مسؤولٌ أمريكيّ بأنّ سلسلةً من المكالمات الهاتفية مع أمير قطر كانت محوريةً من الجانب الإيراني.
  • وعندما تم الاتفاق على كل شيء، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشور له على موقع تروث سوشيال.
  • وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الإعلان، الذي صدر بعد دقائق من الساعة السادسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فاجأ حتى بعض كبار مسؤولي إدارة ترامب.
  • كما أكد مصدر إقليمي لموقع سي إن إن أنه كانت هناك جهود حثيثة لعقد لقاء بين ترامب والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في تركيا الأسبوع الماضي، لكن ذلك لم يتحقق.

ماذا بعد؟

لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تتم الإجابة عنها، منها ما إذا كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمين لدودين، تحول صراع "الظل" بينهما، الذي استمر لسنوات، إلى حرب جوية تبادلا فيها خلال الاثني عشر يوماً الماضية الغارات الجوية، وفق تقرير لوكالة رويترز.

ولا يزال من غير المعروف أيضاً الشروط التي اتفق عليها الطرفان وغير مذكورة في منشور ترامب الحماسي على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي أعلن فيه "وقف إطلاق النار الكامل والشامل" الوشيك، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستعيدان إحياء المحادثات النووية الفاشلة، ومصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، الذي يعتقد عدد من الخبراء أنه ربما نجا من حملة القصف التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً، لوكالة رويترز: "حقق الإسرائيليون الكثير من أهدافهم… وإيران تبحث عن مخرج… تأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقاً".

ويمثل قرار ترامب غير المسبوق قصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهد بتجنبها، وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى.

ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/عربي بوست

وإذا استطاع ترامب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس، وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" بشأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.

كما سيسمح له ذلك بإعادة التركيز على أولويات السياسة مثل ترحيل المهاجرين غير المسجلين وشن حرب رسوم جمركية ضد الشركاء التجاريين.

لكن ترامب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة التي يطرحها.

وتساءل دنيس روس، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية: "هل يصمد وقف إطلاق النار؟… نعم، يحتاجه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بشكل كبير قائمة الأهداف" التي وضعها الجيش الإسرائيلي.

لكن لا تزال العقبات قائمة، إذ يقول روس: "ضعفت إيران بشكل كبير، لكن ما هو مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة للمفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلاً".

تحميل المزيد